عرض مشاركة واحدة
قديم 01-18-2011, 09:50 PM
المشاركة 3
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



(إلى أمّي)




للشاعر الكونغولي (ديودونيه كاديما نْزويي – ت 1968م)






"ييليليه"، يا شجرةَ الباؤوباب[2]




لتدوّينَّ قصيدتي




أنشودةَ الآبارِ العتيقة




في الغابة السوداءِ




"ييليليه"، يا شجرة الباؤوباب




أيتها المرأةُ السوداء، أنتِ يا أمّي




إنما أنتِ من أدعوكِ: باؤوب




تزخر بالحياة أغصانُها




باؤوب.. يتبسّم مستقبلُها للقلوب




باؤوب.. لم يشغفْ بها أحدٌ أشدَّ من شغفي أنا بها




آه..




كيف لي أنْ أطارحكِ الحديثَ




حديثَ الزهْو والفَخَار




بهذه اللغةِ المتناسقة[3]




وأنتِ تجهلينَ كلماتِها؟




إيهِ.. أيّتها الإفريقية




بمعْزلٍ عنكِ يا أمّي




لنْ أكونَ شيئاً




بل فراغاً سأكونُ




فهأنَذا أُسديْ الشكرَ إليكِ




على كلّ خيرٍ حبَوْتِنيهِ، وقبلَ أنْ تواريَكِ المنيّةُ




في أغوارِ صمْتها القصيّة




أقبّلُ غصونَ هامَتكِ[4]














[1] من المجموعة الشعرية (ضربات مِدَقّ).
[2] الباؤوباب: شجرة الحُميرة الاستوائية، وهي عريضة الجذع، وفي ثمرها لبّ يؤكل. وترمز الباؤوباب - هنا - إلى العطاء والتضحية.
[3] (اللغة الفرنسية).
[4] المصدر: قصائد زنجية إفريقية: الزنوجية/ ترجمة موريس جلال - دمشق: وزارة الثقافة، 1999. (بتصرّف).


هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)