عرض مشاركة واحدة
قديم 01-17-2012, 11:56 PM
المشاركة 207
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
في حوار خاص..
الروائي السوري وليد إخلاصي للوكالة: حذري في الكتابة جنبني المنع.. وأعتز بأرستقراطيتي الفكرية
الخميس, 2011.11.24 (GMT+3)



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةالروائي السوري وليد اخلاصي

وكالة أنباء الشعر / سورية / زياد ميمان
من أعلام الأدب العربي. رسم كلماته على لوحات الزمن فحلقت في سماء المسرح وفضاء الرواية والقصة والحكايات، ولونها بلون الإبداع الذي تميز به، حلب كانت له الوطن ومنها انطلق إلى فضاءات الإبداع العربي لتكون إبداعاته بمختلف ألوانها وأصنافها محط دراسات النقاد، إنه الروائي السوري الكبير وليد إخلاصي الذي التقيناه وكان لنا معه هذا الحوار ...

كانت حلب عندي هي الوطن..


حلب بكل ما فيها تشكل مادة أساسية في أدب وليد إخلاصي، إلى أي مدى تصل بك الذاكرة في استحضار الماضي الحلبي لتنسجه في رواية حلبية ؟

كانت حلب عندي هي الوطن بأبعاده التاريخية والجغرافية ، وهكذا وجدت لنفسي نقطة انطلاق لابد منها لمحبة الوطن وانتقالاً لظواهر فيه لابد منها وقد باتت تلك النقطة هي مركز الدائرة تتحرك فيها ذكريات المكان وكيميائيته والتي ينشط فيها الماضي بحيوية قد تطغى على ما عداها . وبظني أن الذاكرة هي خميرة الأدب .



المسرح في آخر قائمة النشاطات الثقافية..



كتبت للمسرح كثيراً فكيف يرى الكاتب وليد إخلاصي المسرح الآن ؟

لا يمكن لي أن أقول شيئاً عن تراجع المسرح، فهذا يعني أنه كان بحالة أفضل. المسرح في آخر قائمة النشاطات الثقافية، وعلى الرغم من اهتمام وزارة الثقافة به، إلاّ أنه لم يرقَ بعد إلى حضور في الحياة الاجتماعية كما هي المؤسسات الإعلامية أو التعليمية. وإن حضور المسرح الآن ومن قبل لا يشكل علامة، وبؤرة المسرحية لم تصبح بعد ينبوعاً ثقافياً يروي ظمأ محبيه أو هواته .

لغة المسرح تخضع لما هو سائد عند المشاهد

يكتب كتّاب المسرح نصوصهم بالفصحى، ولكنها تقدم بالمحكيّة. ألا ترى أن ذلك إجحافاً بحق العربية الفصحى ؟
من حيث المبدأ، فأنا لم أسمع أو أشاهد مثل هذا الأمر، إلاّ في حالات قليلة. وإن المشكلة لا تتعلق بالمسرح أو بغيره فحسب، ولكنها تتعلق بطرق التفكير المنطقي والعقلاني التي يؤدي فقدانها لإلحاق الضرر بالفصحى أو المحلية، وفي الأحوال كلها فإننا يجب أن نعترف بأن اللغة في الأحوال كلها هي كائن يخضع للتطور المحكومين به، وأن لغة المسرح تخضع لما هو سائد عند المشاهد .

ذلك فرضه بطل الرواية..


قلت عن روايتك " رحلة السفرجل " إنها حكاية ولم تتحقق بها صفات الرواية . لماذا قلت ذلك ؟

الرواية والقصة هما في الأصل حكاية. وإذا قلت إن روايتي تلك هي حكاية، فلأن " معين السفرجل " بطل الرواية قد أصّر أن تكون حكاية تتعلق به، لأن الرواية هي تيار النهر، وحكاية ذاك البطل لم تكن سوى الجدول الذي يصب في النهر. وهكذا التزمت رغبته بأمانة

تجمع في كتاباتك بين الواقع والخيال ، وهما يكملان بعضهما البعض في تشكل رواياتك. فماذا لو غلب أحدهما على الآخر ؟ فهل ستتغير مع ذلك روح الرواية ؟


أعترف بأني كاتب واقعي. فهل كانت "الواقعية " ذات يوم بعيدة عن واقعنا الذي لا خيال فيه أو تخيل ؟

الترجمة إلى لغات أخرى لا تعني سوى القوة ..

عالمية الأديب تقاس بما يترجم له من أعمال فهل أنت مع هذا الكلام ؟ وماذا تعني لك العالمية ؟
لا يمكن أن نضع في الميزان ظاهرة ( العالمية ) بكفة مع أخرى هي ( المحلية )، فالميزان غير عادل لأن المصطلحين قد جاءا من عالم مختلف. العالمية هي الانتشار الأفقي بينما المحلية فهي انتشار رأسي. و في الأحوال كلها فإن آداب شعوب تخضع لقوة السلطة في بلدانها, بينما آداب شعوب أخرى سلطاتها فيها لا تتمتع بتلك القوة أو الهيمنة و السطوة. و الترجمة إلى لغات أخرى لا تعني سوى القوة .

الحداثة تتسلل عبر الأنابيب المستطرقة



هناك رأيان حول الحداثة, أحدهما قال إننا استوردنا حداثتنا من الغرب وآخر قال إن حداثتنا نحن العرب نمت وترعرعت فينا . مع أي الفريقين أنت و كيف ترى حداثة العرب ؟

الحداثة تتسلل عبر الأنابيب المستطرقة إلى معظم ثقافات العالم, و لو بعد حين. إلا أننا مع ذلك نشارك الحداثة الكونية بشيء يخصنا عربياً أو إسلامياً. وبظني أن الحداثة في مجتمعات ما هي التي تتسلل بقوة أكثر مما يحدث لغيرها. لذا يمكن القول بأن الحداثة في أرجاء العالم تتفاوت في مستوى تدفقها أو قوتها, فلا أظن أن ثقافة ما لم تكن لها حداثة أو أنها بذور حداثة .

تعاملت بواقعية مع إنتاجي الأدبي و بحذر فني شديد خفف من وطأة المنع عني .


تاريخ طويل من المؤلفات و الروايات و القصص و المسرحيات, فهل استوفى النقد تجربتك الأدبية ؟ و هل لديك ما هو ممنوع من النشر؟
يعود الإبداع الأدبي العربي إلى الفطرة, بينما يعود النقد إلى طبيعة المؤسسة العقلانية والجمالية. ومن هذه الزاوية يمكن القول بأن التفاوت بين الابداع والنقد قائم منذ القدم. وأعترف بأن الفترة التي كتبت فيها قد سيطرت على معظمها الأيديولوجيا أو التصنيف الفكري, إلا أني مع ذلك فقد تعلمت من عدد من النقاد تناولوا أعمالي وهم قلة. و إشارة إلى ما قد يكون لدي يمنع من النشر, فأقول إنني تعاملت بواقعية مع إنتاجي الأدبي وبحذر فني شديد خفف من وطأة المنع عني .
إلى أي مدى يمكن أن تكون الوثيقة التاريخية مهمة في رواياتك ؟ وهل تعتبرها مصدراً رئيساً لتوثيق العمل ؟


لا أذكر أني اعتمدت الوثيقة التاريخية في أعمالي الأدبية, و إن كنت أحياناً ألجأ إلى وثائق هي من نسج الخيال تخدع القارئ بمنطقها, وقد تخدعني مع مرور الزمن .
يقال إن الزمن الآن هو زمن الرواية وقد ولى زمن الشعر . كيف ترى هذه المقولة ؟
يبدو لي أن الملاحم القديمة في كثير من أرجاء العالم, قد ولدت (القصَ) أو الرواية, وهي التي نهضت بالشعر. فالرواية والشعر جاءا من أصل واحد ليجمع النسب بينهما, و لو أخذا شكلاً معاصراً متبايناً, إلاّ أن ما يجمعهما هو التمثيل المدهش للثقافة البشرية. لذا فأنا لا ستطيع أن أنظر بعين المفاضلة إليهما .

قال بعض النقاد "إن توظيف الجنس في بعض الروايات ربما يشد القارئ اكثر", فهل يمكن أن يؤيد وليد إخلاصي هذا الرأي, و عن ماذا تعبر الحالة الجنسية في رواية ما ؟
الجنس نشاط إنساني, و توظيفه في الأعمال الأدبية سابقاً ولاحقاً هو حق مشروع, و إن كنت أظن توظيف الجنس في أعمال روائية لم يكن بريئاً بل لأغراض ترويجية و مالية, وفي هذا خروج عن أهداف الرواية الجمالية النبيلة .
هناك الكثير من الروايات التي تحولت إلى أعمال تلفزيونية ويبرز فيها اسم المخرج وكاتب السيناريو, ويهمش صاحب الرواية. ألا ترى في ذلك إجحافاً بحق صاحب الرواية ؟
بشكل عام فإن كاتب السيناريو أو المخرج هما المؤلف الثاني للعمل الروائي, إلا أن ذلك لا يسمح بأي حال كي يهمش صاحب الرواية الأصلي وإلا كانت تلك الظاهرة كعملية تشويه أو سرقة لا يسمح الذوق بها.

وهل تحول الرواية إلى عمل تلفزيوني يفقدها جوهرها و بنيتها ؟



يمكن الاعتراف بأن أعمالاً روائية قد فقدت روحها في إخضاعها للتلفزيون, وفي حالات نادرة كان العمل التلفزيوني المعد عن رواية يفوق بالأهمية الرواية ذاتها ويجعلها أكثر شعبية وقبولاً من المشاهد.

وهل شاهدت إحدى رواياتك عبر شاشة التلفزيون ؟ وكيف وجدتها ؟
لم يسبق أن اُخذ لي عمل روائي, بل أُعد عن عمل مسرحي أو قصصي لي للتلفزيون, و ذلك أمر آخر .
هل تكتب لقارئ مباشر أم لناقد داخلي أم إرضاء لرغبة بالكتابة ؟ وكم من الوقت يلزم لولادة رواية جديدة عند وليد إخلاصي ؟
يولد النص بداخلي فجأة ليكون عملاً روائياً أو قصصياً أو مسرحياً, ولا أعلم إن كان هذا العمل استجابة لأي دافع سوى التعبير عن ذاتي والتي هي من الذات العامة المتعددة الأوجه. وبظني أن ما يحدث لي هو استجابة لكيمياء معرفية . وما يتعلق بزمن الولادة الروائية فهو يمتد من سنة إلى سنوات ولكن لا أتوقف عن كتابتها لأكثر من مرة .

أعتز بأرستقراطيتي الفكرية

قالوا عنك إنك تمثل نموذجاً لمثقفي البورجوازية الصغيرة والأرستقراطية، كيف يمكن أن يرد الكاتب وليد إخلاصي على هذه التسميات ؟
أفخر بأمر مبدئي هو ما أردده دوماً " لقد ولدت من رحم أمي فوضع لي القماط، وسأرحل ليلفني بياض الكفن. لم أمتلك شيئاً باستثناء مكتبتي وعواطف الآخرين من محبة وكره والتي دفعت بي كلها إلى التقدم " وبشكل عام أعتز بأرستقراطيتي الفكرية من دون أي انتماء قبلي أو فخرٍ عائلي باستثناء التعلق بالوطن الذي أجده عزاء لي .

سيرة ذاتية
الروائي وليد اخلاصي
ولد في إسكندرونة في عام 1935.
- أنهى تعليمه الثانوي في حلب.
- انتسب إلى كلية الزراعة في مدينة الإسكندرية عام 1954 حيث حصل على شهادة في العلوم الزراعية عام 1958.
- ترأس فرع اتحاد الكتاب العرب في حلب أكثر من مرة.
- عضو منتخب في مجلس اتحاد الكتاب العرب لثلاث دورات متعاقبات.
- ساهم في تأسيس مسرح الشعب والمسرح القومي والنادي السينمائي بحلب.
- عمل في الصحافة الأدبية وخصوصاً في مجلة الموقف الأدبي.
- ألف في القصة والرواية والمسرحية والدراسة والمقال والزاوية الصحفية والشعر.
- تمت ترجمة أدبه إلى لغات عدة منها الإنكليزية والفرنسية والألمانية والهولندية والأرمينية والروسية واليوغسلافية والبولونية.
- عضو جمعية القصة والرواية.
- حصل على جائزة اتحاد الكتاب العرب التقديرية بدمشق 1990.
- حاز على جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية في الرواية والمسرحية في دورتها الخامسة عام 1996.
مؤلفاته:
1- قصص - بيروت 1963.
2- العالم من قبل ومن بعد - مسرحية - دمشق 1964.
3- شتاء البحر اليابس- رواية - بيروت 1965.
4- دماء في الصبح الأغبر - قصص- بيروت 1968.
5- أحضان السيدة الجميلة - رواية - - دمشق 1969.
6- زمن الهجرات القصيرة - قصص- دمشق 1970.
7- الطين - قصص- بيروت 1971..
8- الدهشة في العيون القاسية- - قصص- دمشق 1972.
9- التقرير - قصص- عن اتحاد الكتاب العرب- دمشق 1974.
10- أحزان الرماد - رواية - بيروت 1975.
11- الصراط- مسرحية عن اتحاد الكتاب العرب- دمشق 1976.
12- سبعة أصوات خشنة - مسرحيات - عن وزارة الثقافة والإرشاد القومي- دمشق 1979.
13- سهرة ديمقراطية على الخشبة - مسرحيتان - دمشق 1979.
14- موت الحلزون- مسرحية - دمشق 1976.
15- الأعشاب السوداء - قصص- دمشق 1980.
16- هذا النهر المجنون - مسرحية - دمشق 1980.
17- الحنظل الأليف - رواية - دمشق 1980.
18- عن قتل العصافير - مسرحيتان - دمشق 1981.
19- أوديب - مسرحية- ليبيا- 1981.
20- يا..شجر يا.. - قصص- ليبيا- 1981.
21- زهرة الصندل - رواية - دمشق 1981.
22- بيت الخلد - رواية - دمشق 1982.
23- خان الجمر - رواية - دمشق 1985.
24- باب الجمر - رواية - دمشق 1985.
25- المتعة الأخيرة - اعترافات شخصية في الأدب- دار طلاس- دمشق.
26- ملحمة القتل الصغرى- رواية - لندن 1994.