عرض مشاركة واحدة
قديم 07-10-2011, 11:46 AM
المشاركة 24
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع ،،
محاولة لفكفكة الغموض في القصة هنا وسبر أغوارها والإشارة إلى عناصر الجمال والتأثير فيها ومعرفة المغزى :
------
في الفقرة الثانية من القصة والتي هي عبارة عن سطرين فقط وتبدأ كسابقتها بحرف اللام ( ل) أيضا والتي تنص على: "


ل

هذه القطة التي تحتك بقدمي ماذا تريد؟!.. ليس ذنبي أنها وحيدة, وليس ذنبي أن قدمي تركلها إلى مكان معاكس لي, أبعد مني.

نجد القاص قد انتقل بنا ليعرفنا بالشخصية الثانية في القصة، والشخصية هذه المرة قطة إذ يصفها القاص على لسان بطل القصة بأنها تحتك بقدمه وفي ذلك طبعا حركة تحافظ على حيوية النص لا بل تزيده حيوية وهو سمة تمتاز بها نصوص مبارك الحمود. وفي تعريفه للقطة يطرح الكاتب سؤال ماذا تريد تلك القطة ؟ وفي ذلك مزيد من التشويق للمتلقي إذ يتابع القراءة وفي نيته معرفة ما تريده تلك القطة. ونجد مبارك الحمود يبدع في رسم شخوصه فعلى الرغم من قلة الكلمات التي يصف بها القاص الشخصية الثانية ( القطة ) نجده وكما فعل مع شخص بطل القصة يرسم لنا ملاحم شخصية القطة فهي ( وحيدة ) كما هو بطل القصة وحيد وكئيب يشعر وكأن النوافذ وواجهات المحلات تراقبه. وفي وصفه لحال القطة يستثير في المتلقي عاطفة الشفقة. ثم يخبرنا بأنه قام على ركلها وفي ذلك مزيد من الحركة وركلها جاء باتجاه (معاكس) له وفي ذلك استثمار للنقائض ذات الوقع السحري على دماغ المتلقي.

طبعا على الرغم من الوضوح الظاهر للنص لكنه يشتمل على الكثير من الغموض، بداية من استخدام حرف ( ل) يفتتح في الفقرة الثانية، وكأنه كود يحمل على لغة مجهولة ربما مستقبلية وربما أن الكاتب نفسه ( اي كاتب) لا يعرف معناها أو رمزيتها ودلالتها الكودية. فعلى الرغم أن فعل الكتابة يبدأ عملا واعيا مسيطرا عليه لكن سرعان ما يتحول الى فعل غير واعي بحيث يتولى العقل الباطن السيطرة على العملية الإبداعية وتبدأ اللغة تتدفق من خبايا الدماغ وثناياه وغالبا ما تحمل الكلمات مثل هذه الكودات التي يكون لها أحيانا دلالات عميقة ومستقبلية لا تفهم إلا بعد أجيال. ولا شك أن وجود مثل هذه الكودات هو مؤشر على عمق النص وعبقريته حتى ولو ظن الكاتب نفسه بأنه مجرد كلمات واضحة ودلالتها مقتصرة على ما يقصده هو بعقله الواعي.

والغموض لا يقتصر على استخدام حرف اللام كفاصل في مقدمة الفقرة بل يتعداه إلى النص نفسه. فهو مثلا يتحدث عن (قطة) تحتك بقدمه فما سبب ذلك؟ هل السبب شعورها بالوحدة هي أيضا حيث يصفها بالوحيدة؟ أم لأنها أحست بكآبته فكانت وحدته بمثابة مغناطيس جذبت القطة له؟ وهل يمكن أن تُقْدِمْ قطة على الاحتكاك بقدم عابر سبيل دون أن يكون هناك نوع من الإلفة بينهما؟ ام ان الطيور على اشكالها تقع؟ وهل يتحدث الكاتب هنا عن قطة؟ أم هي لغة كودية يقصد بها امرأة مثلا؟ ثم لماذا يركلها بمثل تلك الطريقة؟ ولماذا يبرر لنفسه ولنا بأنه لا يتحمل ذنب ركلها باتجاه معاكس! كما لا يتحمل ذنب وحدتها؟ حيث نجده يشخصن القدم وكأنها هي لوحدها التي قامت بفعل الركل! وما مغزى أن يقول بأن الركل كان إلى مكان -ابعد مني-؟ وهل هناك ركل باتجاه الداخل؟
وعليه ما مغزى هذه الفقرة القصيرة والمكثفة والمعدودة الكلمات؟
هل هي لوحة مكملة للمشهد الكئيب الذي رسمه القاص ببراعة لنا في الفقرة الاولى؟ ام ان للقطة دور رئيسي في تطور الحدث؟
والى أين يتجه بنا الحدث؟؟؟؟

يتبع،،