عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
17

المشاهدات
2470
 
ثريا نبوي
المراقب اللغوي العام
الشعراء العرب

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية التميز الألفية الأولى القسم المميز شاعر مميز المشرف المميز 
مجموع الاوسمة: 8


ثريا نبوي will become famous soon enough

    موجود

المشاركات
6,121

+التقييم
4.78

تاريخ التسجيل
Oct 2020

الاقامة

رقم العضوية
16283
12-28-2021, 10:51 PM
المشاركة 1
12-28-2021, 10:51 PM
المشاركة 1
افتراضي سأقولُ إنَّ الياسَمينَ هُوِيَّتي
سأقولُ إنَّ الياسَمينَ هُوِيَّتي


سأقولُ إنَّ رصاصةً قد مزَّقتْ أوتارَ قلبي؛

كيف تعزِفُ للحياةِ أناملي وأنا على مَوجِ الكراهيةِ العَنودْ؟

سأقولُ إنَّ عُروبتي فَتحتْ نوافذَ للشرورِ فكان أنْ

سَجدتْ على شُبَّاكها سُودُ المِحَنْ

طال السُّجودْ.

سأقولُ إنَّ مدامِعي قد صَوَّحتْ

وأنا أُفَتِّشُ في المتاهةِ عن خروجٍ .. عن وعودْ
***
سأقولُ إنَّ رصاصَهم ضلَّ الطريقَ

وإنَّ سِرْبَ طفولةٍ أرْدَاهُ قنَّاصٌ بلا هَدفٍ حَقيقْ

سأقولُ إنَّ الياسَمينَ هُوِيَّتي

قد أطفؤوهُ على مَدارجَ مِن عقيقْ

سأقولُ إنَّ النِّفْطَ يسرِقُهُ اللصوصُ ويتركونَ سِراجَنا

صَدْيانَ، والخيماتِ تشكو حالِكًا لا يستفيقْ

وشيوخَنا صارتْ عمائمُهم مَلاذًا للعِدا..لا للصديقْ
***
سأقولُ ما عرَفَتْ ثلاثٌ مِن سِنينِ العُمرِ

عن شامي بلا أملٍ يطيبْ

- وبلا أغانٍ مِن "قِثارِ" العَندليبْ -

عن خُبزِنا المسروقِ في اليرموكِ،

في مُدُنٍ يُحاصِرُها العُمومةُ لا الغريبْ؛

حتى تراءى الحُلْمُ: تَنُّورًا.. رَغيفًا ساخنًا.. كأسَ الحليبْ.

عن جَنَّتي الفَيحاءِ تُغرَسُ في حدائقِها شُجَيْراتُ اللهيبْ

عن مِنجَلِ الكيمياءِ يقطِفُ ياسَمينَ الشامِ من أحلامِهِ،

وبلا بَواكٍ أو نحيبْ.
***
سأقولُ إنَّ الموتَ كان مُعبَّأً ومُخبَّأً خَلْفَ السُّحُبْ

سَقطتْ براميلُ الغضبْ

حَصَدتْ عطورَ زنابقٍ - مِن صدمةٍ - لم تنتحِبْ

فُقِئتْ عُيونُ أُخَيَّتي وتناثرت أشلاؤها

لم يبْقَ منها غيرُ خُصلاتِ الذهبْ.
***
في دَفْتَرٍ للعَنْتَرِيَّاتِ المُدانةِ بِالمَهانةِ يكتَفِي كُلُّ المَغاويرِ العربْ،

بِالشَّجبِ والتَّحذيرِ حتّى يبلُغَ الهَزْلُ المَصَبّْ

والجِدُّ مَسْمولُ العُيونِ؛ إذا أضافوا يَمزحُونْ:

سَطرُ الخيانةِ ليس يكتُبُهُ النُّجُبْ!

وإذا بِأحبارِ الخَدِيعةِ:

مِنْ عُصورِ العَلْقَمِيِّ، أبي رِغالٍ،

في الخَوابي والصُّدورِ يَعَافُها طُهْرُ الكُتُبْ.
***
في عالمٍ كَمْ يدَّعي والأدعياءُ لهم حضاراتُ الغُروبْ؛

مَنحوا (الدُّلارَ) مَخادِعًا، وعلى وسائدِهم تَناجَى بُومُ إشعالِ الحروبْ

رَمْلُ الغِوايةِ للمطامعِ مَرتَعٌ تذروهُ ريحٌ آنَ تقترِفُ الهُبوبْ

لا يا طبيبي لمْ تُقَصِّرْ إنَّما أحلامُ قومٍ

لا يُقَرِّبُها سِوى قَتْلِ الشعوبْ

وبكَى الطبيبُ براءةً ذهبتْ كما ثلجٍ

على أجفانِ بُركانٍ يذوبْ.
*****
11/3/2014


من وحي براءةِ طفلٍ سوريٍّ يُحتَضَرُ ويتوعدُ بأن يُخبر اللهَ سبحانه - عندما يلقاهُ -
عمّن أصابه بطلقةٍ عجز الأطباءُ عن علاجِه من آثارِها؛ فقضى!

نُشِرَتْ في العدد 39 شباط 2022 من مجلة المرايا العراقية (ورقية/ إلكترونية)