عرض مشاركة واحدة
قديم 10-21-2013, 10:06 AM
المشاركة 29
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
حمزة شحاته(1)
ذكرت موسوعة البابطين أن اسمه:محمد بن حمزة شحاتة.
و من شامل ما وجدت عن حياة شاعر الحجاز هذا المقال في موقع (الاثنينة) لمالكه الأديب عبدالمقصود خوجة:
(حياة الشاعر حمزة شحاتة (1) مجهولة وغامضة.. ولا نستطيع الوقوف عليها، وعلى تفاصيلها بسهولة.
إن الشاعر حمزة شحاتة لم يخلف لنا شيئاً يعدُّ بصيص نور يساعدنا على الكشف عن غموض هذه الحياة المجهولة..
كل ما نعرفه عن حياة حمزة شحاتة هو أنه وُلد بمكة المكرمة عام 1328هـ ونزح إلى جدة صغيراً، وبها نشأ وترعرع، وتلقى تعليمه بمدرسة الفلاح بجدة، وفي الفلاح تفتق ذهنه بالشعر، وأخذ ينظمه وهو في العقد الثاني من عمره.
وبعد تخرجه من الفلاح سافر إلى الهند وتوظف هناك في بيت زينل للأعمال التجارية حيث مكث 10 سنوات.. وبعد عودته من الهند عيّن سكرتيراً للمجلس التجاري بجدة، ثم مديراً لإدارة سيارات الحكومة للنقل العام، ثم ترفع إلى وظيفة مساعد رئيس ديوان المحاسبات العامة بوزارة المالية، ثم استقال وعمل في الأعمال التجارية مع شقيقه التاجر المعروف الشيخ محمد نور شحاتة، ثم نزح إلى مصر وتعين هناك محامياً لدار البعثات السعودية ثم عاد إلى المملكة وتعين رئيساً لنقابة السيارات العامة.
وفي سنة 1391هـ (2) اختطفته المنية ومات مأسوفاً عليه وعلى أدبه الرائع المنقطع النظير.. وقد كانت لوفاته رنة حزن وأسف في الأوساط الأدبية في المملكة، وقد شارك الأدباء والشعراء في رثائه والتحدث عنه.. وقد كان من بين من نوهوا به كبار الأدباء والشعراء، أمثال الأساتذة: محمد حسن عواد، حسين سرحان، أحمد قنديل، محمد حسن فقي، ضياء الدين رجب، محمود عارف، عبد العزيز الرفاعي.. وغيرهم من الأدباء الشعراء الذين عرفوا حمزة شحاتة أديباً عملاقاً، وشاعراً فذاً.
تاريخ الميلاد:
- جميع المصادر تشير إلى عام 1328هـ-1910م (3) تاريخاً لمولد الشاعر، ولكن في كتاب "إلى ابنتي شيرين" (4) -تحت صورة لحمزة شحاتة أنها له في شرخ الشباب عام 1347هـ، وأن عمره حينئذ كان خمسة وعشرين عاماً، وعلى هذا يكون مولده عام 1322هـ أي عام 1904م وأرجح ذلك الرأي -لأنه هو رأي بنته شيرين ناشرة الكتاب، وهي مصدر وثيق عن الشاعر.
وفي الصفحة الأولى من كتاب "حمار حمزة شحاتة" أن ميلاده عام 1330هـ-1910م، وأن وفاته عام 1393هـ-1973م.
وبالرجوع إلى جريدة المدينة المنورة عدد 16 من ذي الحجة 1391هـ-1971م نجدها تنعي الشاعر، وتذكر أنه توفي في القاهرة، ونقل جثمانه إلى المملكة حيث شيع إلى مثواه الأخير في مكة المكرمة يوم 15 من ذي الحجة 1391هـ. وليس بعد ذلك كلام.
حياته الزوجية:
تزوج شحاتة زوجتين، ورزق خمس بنات، منهن: سهام، ليلى، زلفى، شيرين.. التي تزوجت من غازي عبد المجيد، ولم ينجب ولداً (5) .
* * *
وقد عمل الشاعر مع أخيه محمد نور شحاتة في التجارة في جدة:
اعتقال:
وقد اعتقل الشاعر مع عدد من الشباب على إثر الفتنة -التي شغب بها "حامد بن سالم بن رفادة" وانتهت بقتله وابنيه، على مقربة من ضبا في الشمال من ساحل البحر الأحمر في عام 1351هـ، وكان من هؤلاء الشباب:
- عبد الوهاب آشي أول رئيس لتحرير جريدة "صوت الحجاز" التي صدر العدد الأول منها في يوم الاثنين 27 من ذي القعدة عام 1350هـ.
- محمد حسن عواد الشاعر المعروف، وكان مديراً لتحرير هذه الجريدة.
حمزة شحاتة الشاعر المشهور (6) .
معركة الشاعر مع العواد:
وهذه المعركة قد لفتت إليها كل الناس، وبعض فصولها نشر في صحيفة "صوت الحجاز".
وقد شارك فيها أحمد قنديل نصيراً لحمزة شحاتة، ومحمود عارف نصيراً للعواد.
وفي كتاب "الشعراء الثلاثة" للساسي ملحمة لحمزة شحاتة، وكانت واحدة مما نشر في "صوت الحجاز" وفي ختامها يقول حمزة شحاتة:
ومضى الدهر لا ينقل رجلاً
تستوي عنده صبا ودبور
هازئاً بالغرور والصحف والبا
طل والدهر بالحياة بصير
وأخذ الشاعران يهجو كل منهما الآخر بشعره، ويروي هذا الشعر، وينشره المنشدون والرواة في كل مكان.
لقد كان من أهم المعارك الأدبية في الحجاز معركة العواد مع الأستاذ حمزة شحاتة، رحمهما الله.. وقد استمرت شهوراً طويلة، وكانت معركة شعرية رمزية انتهت نهاية سيئة مؤسفة.
كان العواد محققاً بالقسم العدلي بإدارة الأمن العام في مكة المكرمة وكان المرحوم الأستاذ طلعت وفا رئيس القسم العدلي صديقاً حميماً للأستاذ حمزة شحاتة، وكان حمزة شحاتة دائم الشكوى من العواد ينتقد تصرفاته وأعماله، وأحب طلعت وفا أن يجمع بين الأديبين الكبيرين لإصلاح ذات البين وتصفية النفوس، فاجتمعا بمنزل طلعت وفا في أجياد، وطال النقاش، وكان الموجودون يودون أن ينتهي الاجتماع بالوفاق، خاصة وأن العواد وحمزة شحاتة شاعران كبيران، وهاجم حمزة شحاتة العواد مهاجمة شديدة جارحة وانتهى الاجتماع بالقطيعة، بل أسفر عن خصام شديد.. وبدأت المعركة بقصيدة أو على الأصح بقصائد شعرية ينظمها حمزة ويرد عليها العواد، وكانت قصائد طويلة تنشر جميعها في جريدة صوت الحجاز، وكان الناس يترقبونها كل أسبوع، وكانت الجريدة أسبوعية في ذلك الوقت، وكان حمزة قد اتخذ اسم الليل رمزاً له في هذه المعركة، ثم تحول فيما بعد إلى العاصفة، أما العواد فكان الساحر العظيم هو الرمز الذي اختاره لنفسه، من الناحية الفنية كانت هذه القصائد كسباً للأدب، لأنها جاءت في أسلوب فني لشاعرين من أكبر الشعراء في ذلك الزمان في البلاد، كما كانت مجالاً للنقاش المستمر بين الأدباء والقارئين، ولو أن المعركة اقتصرت على هذا الحد لكان ذلك حسناً، ولكنها تطورت للأسف الشديد إلى مهاجمة تناول فيها كل "صاحبه" تناولاً سيئاً، وكانت هذه المهاجاة لا تنشر في صوت الحجاز، لأنها لم تكن صالحة للنشر، ولكن هذه القصائد كانت تكتب باليد على نسخ متعددة، وتوزع في أماكن تجمعات الناس في مكة، وقد جرَّت المهاجاة بين حمزة والعواد إلى دخول شاعرين آخرين فيها، وهما الأستاذ الشاعر أحمد قنديل رحمه الله انتصاراً لصديقه حمزة شحاتة، ودفاعاً عنه، والأستاذ الشاعر محمود عارف مساعداً ومدافعاً عن أستاذه محمد حسن عواد، ولم يكف كلاهما عن هذه المهاجاة إلاّ بعد أن اتسع نطاق توزيع هذه القصائد الهجائية، وخشي الطرفان أن تجر عليهما الجرائر، فطويا تلك الصفحة السوداء، وحسناً فعلا.
وقد نظم العواد قصيدته الكبرى "الساحر العظيم" في أكثر من خمسمائة بيت وأفرد لها جزءاً خاصاً من ديوانه، وهي تمثل الخصومة الشعرية الكبرى التي نشبت بينه وبين الأديب الراحل الأستاذ حمزة شحاتة، ولم يكتف العواد في "الساحر العظيم" بحمزة، وإنما تعرض لكل من جرت بينه وبينهم معارك أدبية، مثل المرحومين أحمد قنديل والشيخ حسين باسلامة مؤلف كتاب سيد العرب، والأستاذ عبد القدوس الأنصاري، وغيرهم، وقد رمز العواد لكل منهم رمزاً معيناً، وحسناً فعل.. مطلع هذه القصيدة أو الملحمة هو:
عشق الخلد طامحاً نزاعا
فامتطى فنه إليه طماعا
شاعر فنه يحلق بالفكـ
ـر إلى عالم أشد ارتفاعا
ويتحدث الأستاذ الأديب السعودي إبراهيم فودة عن معركة حمزة شحاتة والعواد فيقول:
"تعتبر معارك العواد مع أقرانه وزملائه الأدباء والشعراء في وقت مبكر من ظهور بوادر النهضة الأدبية في الجزيرة من أشد المعارك الأدبية التي شهدتها بلادنا.. وللعواد معارك أدبية كبرى وصغرى. أما الكبرى فهي تلك التي نشبت بينه وبين الأدباء العمالقة أمثاله. وأشهر تلك المعارك المعركة الأولى التي نشبت بينه وبين الأديب حمزة شحاتة. كان العواد وشحاتة يدرسان في مدرسة الفلاح بجدة، وكان حمزة شحاتة يعتد بنفسه كشاعر موهوب، والعواد يكره ذلك، فتولدت بين الأديبين اللامعين غيرة شديدة، ووجدت إدارة المدرسة في خلاف الأديبين النابغين فرصة للتنافس الأدبي الشريف الذي يستفيد منه الطلبة. وكان العواد ينتقد بشعره، بين الحين والآخر، إدارة المدرسة، وكان المدافع عنها حمزة شحاتة.
وبالرغم من الخصومة الأدبية التي كانت تسود جو الأديبين العملاقين "العواد وشحاتة"، فإن الصلة بينهما كانت قوية متشابكة، لأنهما تعلما في مدرسة واحدة، وارتبطت صداقة كل منهما بالآخر كشاعر حديث السن.. وكان الشعور بالود يسود جوهما، والحب والوفاق يضفيان عليها ألقاً من شعاع الأدب ووهج الفكر. كانت بداية المعركة بينهما في سنة 1355هـ على صفحات جريدة (صوت الحجاز)، التي نشرت قصيدة بتوقيع "الشاعر العجوز" دون أن يذكر عليها اسم الشاعر، وقد تأكد لدى العواد أن صاحب القصيدة هو حمزة شحاتة، ذلك لأن هذا اللقب سبق أن أطلقه العواد على شحاتة، وهما صبيان في المدرسة. ويبدو أن حمزة شحاتة كان يريد أن ينتقم من العواد بصورة معاكسة ظنًّا منه أن اللقب قد نسي. فانبرى العواد للهجوم عليه بقصيدته المعروفة بعنوان "هجو الليل" وبتوقيع "أبولون" والعواد عندما عنون قصيدته بهذا العنوان يعني به حمزة شحاتة الذي كان ينشر قصائده ومقالاته بتوقيع "هول الليل".
احتدم النقاش والصراع بين الأديبين وحمي وطيس العراك بينهما، وحمل كل منهما على الآخر حملة كان لها أعمق الأثر في الأوساط الأدبية.. وكانت الصحف تشهد المعركة حيث تنشر القصائد في صفحاتها.. وكان العواد يرسل ملاحمه إلى الجريدة فتنشر أولاً بأول. ويرد شحاتة عليه بالمثل.. وهكذا... حتى أسفر الصراع عن خروج رائعة العواد "الساحر العظيم".. وقد كانت من أهم نتائج هذا العراك.. وكان من أبرز ما تأثر به الأدب من هذه المعارك أن شهد دبيباً وطحناً لم يشهده الوسط الأدبي من قبل. ومن أبرز النتائج كما ذكر الأستاذ الساسي: أن تلك المعارك بعثت في نفس الشباب روح الأدب والتعلق به ومتابعته. وكانت "صوت الحجاز" مسرحاً للأدب والشعر، يتلقفها الناس، ويتهافتون عليها، بشعور الإيمان بفكرة الأدب والثورة الأدبية التي تفتقت عنها الأذهان. ولقحت الأفكار والآراء.. أما العواد فقد قال عن قصائد عراكه: "ما كنت أرغب في نشر هذه القصائد على الناس بل كنت أفضل أن تدفن إلى الأبد وأن تمزق، أو تلتهمها النار، لا بسبب فني، ولا بسبب أدبي، ولا للدعوى أو التواضع، ولكن لشيء إنساني ثمين، وهو مراعاة الود بيني وبين الإخوان والأدباء الذين وجهت إليهم هذه القصائد نقداً أو تقريعاً، بعد أن ساد بيننا الود وذهبت أسباب الجفاء، واستقرت الضمائر على المحبة، ووطنت النفوس على الإخاء والتعاون.
وقد اعتذر العواد فيما بعد لحمزة شحاتة بقصيدة عنوانها "عتاب" نشرها في ديوانه "نحو كيان جديد" صفحة 175.
ويقول الأديب السعودي محمد حسين زيدان:
"محمد حسن عواد أنكر على حمزة شحاتة أن يبرز في جدة هذا البروز، وأن يكون كأحد شبابها البارزين، لأن كثيراً من الناس لا يعرفون أن حمزة مكي المولد والمنشأ، وما جاء جدة إلاّ مؤخراً ولكن كبر في (جدة) وعظم، فاستحوذ على الشباب، وهذا من الحوافز التي جعلت العواد ينكر على "حمزة" ذلك.
وحمزة صريح التحدي.. مصارع.. لأن حمزة ذو فكر كبير جداً، ولهذا كان الصراع شخصياً وليس فكرياً. على أي فكر اختلفا.. على أي مبدأ اختلفا، لا أريد أن أرتفع بهما إلى القول بأن ما كان بينهما كان صراعاً فكرياً (7) .
ويقول عزيز ضياء (8) :
الحياة الفكرية في مصر كانت تختلف كلياً عن الحياة الفكرية في المملكة العربية السعودية، فحياتنا الفكرية في جدة أو مكة كانت عبارة عن اجتماعاتنا وقراءاتنا الكتب الحديثة و "صوت الحجاز" التي كانت تصدر أسبوعياً وبها بعض المقالات -كنا نباهي بها خطأ أو صواباً. والأهاجي بين حمزة وبين عواد أو بين فريق حمزة وفريق عواد، كانت تحدث كثيراً جداً من الضجة والضجيج. وأذكر بهذه المناسبة عبد السلام الساسي، الذي كتب موسوعات عن الأدب في المملكة العربية السعودية.. هذا الرجل عجيب جداً في قدرته على الحفظ. كان إذا كتب حمزة شحاتة قصيدة شعر يهجو بها عواداً تجد الأستاذ الساسي قد حفظها، فإذا كتب العواد قصيدة يهجو بها حمزة شحاتة يكون عبد السلام قد حفظها أيضاً، وكنا نجتمع في (المسفلة) في حفل كانت به بعض مزارع البرسيم وكنا نطلق عليها (الأولمب) وكان "عبد السلام الساسي" يأتي إلى تلك الاجتماعات ويلقي علينا ما حفظ من شعر حمزة أو ما حفظه من شعر العواد فتبدأ المناقشة أن هذا البيت أجمل وأن هذا البيت ألطف، أو هذا البيت أوقع.
وأعجب شيء في حمزة شحاتة أنك لا تدري كيف استطاع في سنه، ويومها أنا كنت في الثانية والعشرين وكان هو في الخامسة والعشرين فكيف في الخامسة والعشرين سنة من عمره قد استطاع أن يستوعب كل ما أستوعبه وكل ما تلمسه في ثقافته من آراء وأفكار، يكاد يكون هذا شيئاً نادراً وغريباً.. تشعر أن النبض الفكري عنده يختلف كلية عن النبض الفكري الذي كان في الساحة في ذلك الوقت، سواء في المملكة أو حتى في مصر أو في سوريا وفي لبنان. ولا يتهم حمزة بأنه كان يقلد الرافعي أو طه حسين، أنا اتهمت بتقليد طه، ولا أنكر في بداية نشأتي كان لا بد أن أقلد.
ويقول العواد نفسه (9) :
إن أدباء الحجاز أخذوا يتراشقون السهام مع بعضهم فأخذوا ينقدون كتابات بعضهم، ويحتدم النقاش وأحياناً يكون مفتعلاً، أو فيه شيء من الهجاء، أو شيء من الدعاية، مثل ما كان يدور شعرياً بين محمد حسن عواد وحمزة شحاتة، رحمهما الله. وأحياناً يكون فيه شيء من الحدة والنقد الشخصي مثل ذلك النقد الذي دار بين العواد وعبد القدوس الأنصاري. ولا أسميها معارك، ولكنها كانت عبارة عن مناوشات، أو عبارة عن نقاش أدبي.
وقد نقد حمزة شحاتة كتاب العواد "خواطر مصرحة" نقداً فنياً وكان يضرب المثل بشوقي على اعتبار أن شوقي هو المثل الأعلى. وخلاصة القول إن مقصده، كان أن ينال الكتاب فنياً وليس فكرياً على ما أعتقد. وقد أستشهد في نقده بقصيدة شوقي في "أنس الوجود" وقال: إنها قصيدة عظيمة، وكتب هذا النقد في أوراق، وصار ينشرها، ومن هنا صارت حركة أشبه بالعدائية، وكنا أطفالاً أو شباناً أصحاب دماء حارة ويؤثر عليهم النقد. ولم يألفوا أن يهاجمهم أحد أو ينقدهم أحد، فلم نتمالك أنفسنا من الغضب فثارت بعض مواقف الاحتكاك. كنت في مكة فكتبت قصيدة في "هجو الليل" وكنت أقصد الليل الحقيقي بدليل أنني أتيت بصفات الليل. وهذه القصيدة منشورة على ما أذكر في "صوت الحجاز" (10) فدخل بعض الواشين بيني وبين حمزة فقالوا له إنه يقصدك أنت لأنك أنت الذي كتبت مقالات بتوقيع "هول الليل" (11) وأنا كتبت قصيدة بعنوان "هجو لليل" فمن هنا دخلوا فقالوا له إنني أقصده هو، فتأثر وكتب قصيدة يهجوني بها بعنوان: "إلى أبولون" وأنا كنت أوقع باسم (أبولون) رددت عليها بمثلها، وتوالت الردود بيني وبينه.. قصائد شعرية.
ويقول عزيز ضياء في ذلك:
جاء حمزة شحاتة بصحبة أخويه إلى جدة، وانضم إلى مدرسة الفلاح، وكان العواد تلميذاً فيها، وصارا أصدقاء، فضلاً عن كونهما زملاء..
ولما أخرج العواد كتابه "خواطر مصرحة" عام 1345هـ.. نقد حمزة شحاتة الكتاب، فكان ذلك مما أثار الشر بين الشاعرين (12) .
وقد اعتذر العواد للشاعر حمزة شحاتة أخيراً عن هذه الخصومة، وذلك بقصيدة من شعره.
ففي قصيدة العواد "عتاب" (ص175 -من الجزء الأول من ديوان العواد "نحو كيان جديد" -الطبعة الأولى 1978م بمطبعة نهضة مصر بالفجالة بالقاهرة)، ويقول العواد منها:
أخي حمزة كيف الوشاة تغلبوا
وكيف تحرانا السخيف المذبذب
أما منك إن زادت عليك حماقة
تحمل من أن شاء يرضى ويغضب
لك الحب موفوراً بنفسي، كامناً
تباعده أسبابه وتقرب
فلا تشدد الحبل الذي مد بيننا
ولا تعتبرني في الصداقة أكذب
وسامح، وأنت المرتجى من تواصلت
أوامره، واصفح فإني مذنب

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا