عرض مشاركة واحدة
قديم 07-29-2013, 12:07 AM
المشاركة 22
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

بهجت الرشيد
هو الأديب العراقي بهجت بن عبدالغني الرشيد، من مواليد نينوى في عام 1981 للميلاد، و سكناه اليوم بالموصل
المؤهلات العلمية التي حصل عليها بهجت الرشيد:
1 ـ بكالوريوس علوم الحاسبات من جامعة الموصل 2006 .
2 ـ بكالوريوس علوم القرآن والتربية الإسلامية من جامعة الموصل 2011 .
و قال عن الخبرات العملية التي اكتسبها :
1 ـ عملت في مجال الإعلام في جامعة الموصل . وحصلت على شهادة تقديرية من قسم الإعلام .
2 ـ أعمل الآن مشرفاً لقسم الأقسام الفكرية والمعرفية ومشرفاً لقسم القصة في رابطة ملتقى الواحة الثقافية .
و لصديقي الرشيد نشاطات واسعة قسمها إلي ما يلي:
النشاطات العلمية :
الكتب :
1 ـ مدخل إلى الاجتهاد المقاصدي ـ قيد النشر .
2 ـ ( كلمة في التاريخ ) ـ كُتيب ـ منشور في الانترنت :
http://www.rabitat-lwaha.net/moltaqa...ad.php?t=63345
3 ـ سد الذرائع وفتحها وتطبيقاته المعاصرة برؤية مقاصدية ـ قيد المراجعة .
4 ـ بولس والمسيح وجهاً لوجه ـ قيد المراجعة .
5 ـ الأمثال في القرآن الكريم ـ مخطوطة .
6 ـ محمد في العهد القديم والجديد ـ مخطوطة .

النشاطات الأدبية والفكرية :
له مجموعة من الكتابات :
مقالات ـ قصص ـ مسرحيات ـ خواطر
وقد نشرتها في عدد من الجرائد ( جريدة ومضات جامعية ـ جريدة نينوى الثقافية ) ومجموعة من المواقع الالكترونية .
وقد صدرت لي قصة في المجموعة القصصية ( خمائل الواحة ) .
من أعماله التي واكبتها:
1.مقالة(قابيل إلي أين؟):

كلنا يعرف قصة ابني آدم ، هابيل وقابيل ، وكيف أن الحسد والعجز عن معالجة النفس قاد قابيل إلى أن يصرح بتلك الكلمة الخطيرة ( لأقتلنك ) ، ثم تمعن في الجريمة ( فسولت له نفسه قتل أخيه فقتله ) ..
2.مسرحية( ساعة ولادة جديدة):
ثم أصبح يهيم على وجهه لا يدري كيف يواري سوأة أخيه ، لولا أن الله تعالى علمه طريقة الدفن بواسطة الغراب ، فأعلن حينذاك عن عجزه ( أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب ) ، لأنه كان دائما عاجزاً أن يكون ايجابياً في حياته ..


والسؤال المهم هنا :

هل إن هذه الجريمة انتهت بأرضها ، فأصبحت جزءاً من تاريخ ، أم أنها لا تزال تسري في بني آدم كالنار في الهشيم ؟

وهل إن العقل البشري ارتقى وسما بحيث يستبشع اليوم تلك الجريمة ، أم انه لا يزال يمارسها إلى اليوم ؟

أظن أن هذه القابيلية لا تزال حاضرة وبقوة في عالمنا ، في القرن الواحد والعشرين .

لا لن احكي لكم قصص القتل في الحروب ، وقصص الصواريخ والقنابل التي تفتك وتدمر وتخلف وراءها مأساة تكلف البشرية قروناً طويلة من عمرها لتجاوز أثقالها ، ولن أكلمكم عن جرائم المحتلين ..

بل سأحكي لكم قابيلية نمارسها كل يوم .. كل لحظة .. في حياتنا اليومية .. نمارسها ونحن نقرأ كتاب الله تعالى وسنة رسوله ( صلى الله عليه وسلم ) .

فالطبيب الذي يترك مكانه فارغاً في المستشفى ، ويجلس في بيته ، ثم تأتيه الاتصال أن المريض الذي في ذمته قد مات .. الله يرحمه !! هذا الطبيب يمشي على خطى قابيل ، انه يرتكب جريمة القتل ، مهما برر وساق من حجج وأدلة نقلية وعقلية ، ويوم القيامة سيسأل عن إهماله هذا ..

ويحضرني قصة حكاها الأستاذ عمرو خالد ، إذ قال : دخل للمستشفى امرأتان احداهما شابة تزوجت منذ سنة أو سنتين ، وقد جاءت إلى المستشفى لتنظيف الرحم ، والمرأة الأخرى عجوز بلغت سن اليأس جاءت لإجراء عملية استئصال الرحم .. فماذا جرى ؟

لقد ( أخطأوا ) !!! فاستأصلوا رحم العروس ، ونظفوا رحم العجوز .. فتأمل !!!؟؟؟

والأستاذ الذي يدرس المرحلة الابتدائية أو الجامعية ، الأستاذ الذي يتكاسل ويغش ويلف ويدور ويضيع الوقت ، يمارس القابيلية في قتل أولادنا ، وذلك بقتل عقولهم ، بإعطائهم المعلومة الخطأ ، وبتقديم المادة الدراسية لهم كشيء ثقيل تنوء العصبة أولو القوة من الرجال من حمله ..

والأب الذي يقتل الإبداع في نفس ابنه ، بإسكاته إذا تكلم ، وتحقير أحلامه إذا حلم ، وتسخيف طموحه إذا طمح ، وقتل مواهبه وامكاناته ، هذا الأب يمشي على خطى قابيل .

وصاحب القلم الذي يقدم للناس الأدب الغث والقصة المبتذلة والشعر الماجن والمقالة التي تدعو إلى الكفر والفسوق والعصيان ، والكتاب الذي يهدم ولا يبني .. وبالتالي فهو يقتل الأفكار والعقول ويسممها .. صاحب القلم هذا يمشي على خطى قابيل .

وعندما نمارس المعصية وننغمس فيها ، ونقتل الوقت بالتفاهات ، ونصنع الكسل والعجز ، نكون حينئذ نسير على خطى قابيل .

والأمثلة لو بسطناها طويلة جداً ..

ولكن ما الذي سيحدث عندما نمارس هذه القابيلية البغيضة ؟

الذي سيحدث هو أننا سنبحث مثل قابيل في الأرض لنواري سوءاتنا ، ونصبح من النادمين ..

فالأب يشتكي من مستوى ابنه الهابط كل يوم إلى أسفل سافلين ..

والمجتمع يشتكي آلاف المتخرجين من الجامعات ، لكونهم لا يفهمون شيئاً مما درسوا ، ومن ثم يشكلون عبئاً ثقيلاً على المجتمع ..

والطب يشتكي الطبيب الذي ضيعه ، وجعل منه تجارة لن تبور ـ حسب ظن الطبيب ـ .

والتعليم الجامعي يشتكي الأستاذ صاحب المعلومة المتواضعة ! والبحث العلمي يشتكي من الأبحاث التي تكرر نفسها وتملأ مساحة في المكتبة ، لكنها لا تملأ من العقول شيئاً ..

وهكذا .. فإننا نبحث في الأرض كل يوم لنواري سوءاتنا ، وربما انتظرنا الغراب لعجزنا وتكاسلنا ليحل مشاكلنا ، الغراب الذي يعتبروه رمز الشؤم ، أصبح الآن ملاذاً وأملاً عند هؤلاء الخاملين والجامدين ..

فما الحل ؟

الحل هو أن ننضم إلى الطرف الآخر ، إلى خير ابني ادم .. هابيل .. فنتلوا آية من كتاب ربنا :

( مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ ) سورة البقرة ، الآية 32 .

فنكون من الذين يحيون .. لا يقتلون .. يبنون .. لا يهدمون ..




هدوء يخيم على المكان ، والأضواء الحمراء تتضاءل تدريجياً ، ويبدو شخص في الوسط كأنه ظل .
ـ أين كأسي ، أوه .. لا أرى شيئاً .. أين كأسي ؟
بحركات مضطربة يبحث في المدى عن كأسه فيجده ، يرفعه إلى فمه محدقاً فيه .
ـ ها أنت ذا يا حبيبي ( يبتسم ) ، كلهم خونة يهجرونك في اشد لحظات حاجتك إليهم .. أما أنت .. أنت الوحيد الوفي هنا .. فكلما داهمتني الصعاب والتعاسة فأنت تحررني .. تنتشلني من النار إلى النعيم ..
يشرب .
ـ أين الغواني .. أين ذهبن ؟ هلا يزدن إلى متعتي متعة ( يصيح ) .
فلا احد يجيبه .. إلا صوتاً من المجهول يناديه ..
ـ أيها الثمل الضائع .. أيها الغارق في أوحال الشهوات .. أيها الساقط في المستنقع المنتن .. هلا استيقظت ؟
ـ أوه ( يقولها منزعجاً ) أنت ثانية .. يا من تكدر دائماً صفوي وتزعج جلساتي وتجذبني إلى الجحيم .
ـ أبداً .. فاني أريد لك الخلاص ..
ـ أنت .. أنت تريد لي الخلاص ( يقولها مستغرباً ) أنت تخاف من نفسك فكيف تنقذني .. أسألك بما تؤمن به أتستطيع أن تنظر في وجه امرأة .. أنت تخاف من نفسك .. أنت عديم الثقة ..
ـ تخاطبني ؟
ـ أخاطبك ..
ـ أية ثقة هذه التي تتحدث عنها وأي خوف ؟ من الذي يثق بنفسه ومن لا يثق .. ؟
ـ أنت دائماً تحاول تصغيري .. لكني لن أجيبك .. ولكن اذهب وسلهن ..
ـ الثقة .. وأية ثقة هذه ، أهي الثقة التي تجعلك تفر من واقعك ، تفر من المواجهة ، تفر من نفسك ، تفر إلى كأسك الذي يسلبك إرادتك وعقلك ، فتغدو في عالم الوجود صفراً أو أدنى من الصفر ، وتنفتح لك قيعان الجحيم فتسقط إلى اللاقرار .. فأية ثقة هذه ؟
ـ آه .. لماذا هذه الأضواء الحمراء تختفي ؟ إنها تأخذ روحي معها .. أنها تسرق ألواني الجميلة ..
ـ أنت لا ألوان لك .. انك لوحة سوداء اختفت منها معالمها .. لوحة لا تفاصيل لها ..
ويبدأ الصوت بالتلاشي وهو يردد : انك لوحة سوداء لا تفاصيل لها ..
****************************
ضوء يميل إلى الخفوت تدريجياً محاولاً رسم غروب الشمس ، فينسحب الضوء من المكان ويخيم الظلام في الأرجاء ..
ـ انه الليل ثانية ..
يخفض رأسه ثم يرفعه تدريجياً ..
ـ كلما انتظرتك يا ليل بفارغ خفت منك .. فلا ادري كيف اجمع بين النقيضين ..
ـ يا من تستطيع أن ينقذني من حيرتي وتناقضاتي .. هلا أنقذتني ( يصيح فيعلو الصوت المكان ) .
ثم يسكت هنيهة ، ليعم الصمت ..
إضاءة تسلط إليه ، فيبدو شبحاً محطماً جالساً على الأرض ..
ـ يا ليل كم اشتاق إليك ، اطوي ساعات النهار لأجلك ، لأنك وحدك الذي تفهمني ، وحدك الذي تحتويني ، في ظلامك فقط أجد رغبتي وإرادتي .. لكن ( يقولها مستدركاً ) ما أن ترمي بعباءتك السوداء في الآفاق وعلى الوجود .. أخافك .. أخشاك .. ربما لأنك تذكرني بنهايتي .. تذكرني بالفناء الذي يأكل في جسدي .. وأنا لم اقض من حياتي ما أريده بعد .. فكم كأساً سيبقى دون أن اشربه عندما تهاجمني يا فناء .. وكم .. وكم ؟
ـ يا ليل ( يقولها بصوت منكسر ضعيف وكأنه يتوسل إليه ) لماذا ترعبني ؟ لماذا تعذبني ؟ لطالما أحببتك .. فهل هذا جزائي منك ؟ أتوسل إليك لا تأخذني لأني لم انتهي بعد .. لدي الكثير لأقوم به ..
يخفض رأسه باكياً لثوان ، ليعود الصمت سيداً للمكان ..
ـ إن العشاق يتبادلون هيامهم ، ويفرغون حبهم تحت سمائك المتلألأة بالنجوم الجميلة .. أما نجومك فإنها تتحول إلى نار حارقة تحطم أجزائي .. فلا تعذبني ..
ـ اللعنة ( يقولها وهو يضرب الكأس على الأرض بعصبية ) اللعنة .. لماذا لا أستطيع تجاوزك إلا بكأس أو غانية .. لماذا ؟
يعود إلى هدوئه ..
ـ إنني احبك ، فهلا أحببتني ؟ لماذا تعطي كل الناس وتمنعني ؟ ألانك تحبني أنت أيضاً ؟ ولكن أيعذب الحبيب الحبيب ؟
وفي حركات مضطربة وقلقة وسريعة يستدير يمنة ويسرة وكأنه يبحث عن شيء ..
ـ أخشى أن يأتيني ذلك الصوت ثانية .. فلأخفض صوتي قبل أن يسمعني .. انه يريد أن يشمت بي دائماً .. يريد أن يراني ضعيفاً قلقاً حتى يؤكد لي صحة أقواله .. ولكن لا وألف لا لن اضعف أبداً ولن أريه ضعفي أبداً ..
يعود إلى هدوئه وقلقه ..
ـ لكني أخشى انك أنت الصوت يا ليل .. أنت الصوت .. فلا ادري ..
****************************
الضوء يزداد سطوعاً ، يجلس وسط الغرفة ، التعب والإرهاق باديان عليه ، ربما لأنه لم ينم ليلته الفائتة ، صمت عميق يطبق على الأجواء ، والضوء لا يزال يشتدّ حتى يحتضن الغرفة كلها ، فلا يبدو فيها غير النور ، يتوسطه كتلة بشرية خامدة ..
يرفع رأسه .. يتأمل المكان .. ويحاور صمته ..
ـ يا الهي .. انه الفجر .. ما أبهى هذا النور الذي يشع في المكان ..
ينهض من مكانه ، وكأن روحاً جديدة تدفقت في عروقه ، يقطع الغرفة متأملاً ذهاياً وإياباً ..
ـ هل أعيش حلماً جميلاً ؟
يفرك عينيه لعله يستيقظ من هذا الحلم إلى واقعه ..
ـ انه الواقع ما أشاهده هنا .. الواقع ..
يرتسم على وجهه علامات الاستغراب والتعجب .
ـ أهذا هو منظر الفجر الذي طالما تجاوزته بالنوم بعد ليلة ثملة ؟ وما هو هذا الكأس الذي كان يحرمني هذا الألق والسحر الجميل ؟
يسكت لثوان ، يبدو عليه الحزن والأسى .
ـ يا أيها الصوت ( يصيح ) أين أنت ؟ أهذا الذي كنت تريد أن تحدثني عنه .. هذا السحر الخارق ؟ أكنت تريدني أن أرى هذا المشهد الذي يأخذ العقول والنفوس ؟ أوه .. كم كنت غبياً حينها ، وأنا أصدك يا صوت بكل قوتي مستهزءاً ..
يبكي ..
ـ ولكن ِلمَ لم تفصح ؟ لم تقل لي يوماً أن وراء هذا الليل فجراً مبدعاً يهب للإنسان روحه وعقله ، بعد أن يسلبها الكأس المشؤومة ؟ بربك .. ِلمَ لم تفصح ؟
يمسح دموعه ، ويستعيد هدوءه بعض الشيء .
ـ إيه ( يقولها بحسرة وألم ) .. لقد ضعت أيها الثمل .. لقد قضي عليك .. لقد ضعت .. فلا ليل يؤويك بعد اليوم ولا فجر يحتضنك .. لقد انتهى كل شيء ..
يبدو باب الغرفة واضحاً بعد أن كان كل شيء مخفياً وراء النور الساطع ، يحدق نحو الباب ، يتحرك صوبه وهو يردد .
ـ لقد ضعت .. لقد انتهى كل شيء ..
يسمع صوتاً من الخارج يتلو :
( قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )
يعود أدراجه ، فيختفي النور الساطع ، فتظهر محتويات الغرفة كما كانت .
ـ لا تقنطوا من رحمة الله .. الله يغفر الذنوب جميعاً ( يرددها ) .
يصمت قليلاً ، وكأنه أكتشف شيئاً جديداً .
ـ نعم .. الله يغفر الذنوب جميعاً ..

( إن الإنسان يولد أول مرة عندما تطرحه الأرحام إلى هذا العالم ، وعندما تجرفه سيل الشهوات والشبهات يموت ، فإذا ما رجع إلى الله تعالى الذي يغفر الذنوب جميعاً ، سيولد مرة ثانية .. وتكون الساعة حينها ، ساعة ولادة جديدة .. )

يذهب إلى أشيائه في الغرفة يرتبها ، ويلقي بأدوات المعصية خارجاً ..

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا