عرض مشاركة واحدة
قديم 06-30-2012, 10:02 PM
المشاركة 22
عبدالله بيلا
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
-هل لك ان تفصل لنا متى وكيف تعرفت على الموت اي في اي سن؟ وماذا كان وقعه الفوري عليك؟ ثم هل تعتقد انه ترك اثرا كان بمثابة السبب او المحرك في الكتابة الابداعية وقول الشعر؟

تراودني قناعةٌ ما بأنَّ الإنسان يولدُ وقد تعرّف تماماً على الموتِ،من حيثُ هو نقيضُ الوجود،وأزعم أنني كنت ومازلتُ منذ صغري أشعر بالموتِ وأخشاه أحياناً وأحاول في بعض الأحايين تقبله كشيء طبيعي يمر على الجميع،ولا بد له وأن يمر عليَّ لأمارس تجربته بنفسي.
حين مات صديقُ وجارُ والدي وقد كان رجلاً سخياً كريماً وأنا في سن لا تتجاوز العاشرة شعرتُ حقيقةً بأنَّ شيئاً مرعباً قد جثم على الحي بأكمله..
وكنتُ أتخيّل صورة هذا الموت القابض بكل جرأةٍ على الأرواح والذي لا قلب له ولا عاطفة إذ كيف يستطيع أن يسطو على روحِ طفلٍ في أحضانِ أمه،أو روحِ أمٍ ترضع أطفالها،أو غادةٍ مترفةِ الحسنِ يغتالها دون أن يكون جمالُها واسطةً تكفي لتكتب بينها وبينه صلحاً أبدياً !
هذا الموتُ الذي أنتظرُ ولا أنتظر... أثرَّ كثيراً فيما أكتب من شعر وقد عالجت الموت في الكثير من قصائدي بوجهةِ نظري التي أعتقدها.