عرض مشاركة واحدة
قديم 07-23-2016, 02:40 AM
المشاركة 26
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أهلا بالأستاذ أيوب صابر

حقيقة من المؤسف جدّا أن نجدنا ننتظر أن تحقق أمريكا ما نريده نحن ، حقيقة مثل هذا الخطاب يعتبر قصورا في حدّ ذاته ، لنرجع إلى أمريكا حين كانت تدك حصون مليزفيتش في يوغوزلافيا ، لماذا كنا يومئذ نطبل للامريكان ، حين كانوا يقصفون ليبيا لماذا كنّا نزغرد بحفاوة . هل تنتظر أن تتدخّل أمريكا ضدّ مصالحها ، هذا انتظره منّا نحن ، الذين لا يملكون رؤية ، انتظر منّا أن نعلن حربا من أجل لاشيء ، انتظر منّا أن نقطع علاقاتنا الديبولوماسية بمزاجية مفرطة ، هؤلاء القوم يحسبونها بالميليمترات ، لماذا تدخل أمريكا لتدمير سوريا و نحن تكفلنا بهذا العمل بكثير من الجدّية ، ماذا لو ذهب بشار هل تتنتظر فعلا مجيء حمامة إلى الحكم .

أحيانا أتساءل إن كان الماليزيون عملاء ، و حتى سنغفورا مثلا ، أجدني كلّ مرة أيضا أطرح السؤال نفسه بالنسبة لدولة كالدانيمارك و السويد و النرويج و حتى كندا ، أجدني دائما أطرح نفس الأسلة لماذا نحن بالذات من يتخبط ، هذا عميل ، هذا مأجور ، هذا سخيف و هذا مرتزق ، كلّّ يفصل جلباب المواطنة على مقاسه ، متى ستعترف بالمواطنة لأخيك ، إذا كنت تعتبر أمريكا عدوّة فمن غير المعقول أن تنتظر منها إلا أن تعاملك بالمثل و خاصة أنها أقوى منك بسنوات ضوئية ، لن نصل إلى شيء و نحن نقرأ بهكذا أطروحات .

ليست الديوقراطية مجرد صندوق اقتراع و فوز فلان على علاّن ، لا يكفي هذا لتكون ديموقراطيّا ، أتذكر يوم فاز اليميني هيدر هيدر في النّمسا بمقاليد السلطة ، أعلن الغرب في هبة واحدة أنه لا يصلح ليكون شريكا لهم ، ببساطة الرّجل فهم أنّه على المسار الخاطئ و إن فاز بالانتخابات ، ففوزه سيشكل وبالا على النّمسا ، وستدفع الدّولة و الشعب ضريبة قاسيّة على تصويتهم عليه ، قال له الأوروبيون بصراحة نجحت في الانتخابات لكنه من العيب أن نسمّيك ديموقراطيّا وأنت تؤمن بهكذا أفكار . فهم الرسالة وتنحى عن الحكم بسهولة ، أنت لا يريدك هذا العالم الذي أسّسه مؤسسوه وفق مجموعة من القواعد موجودة في ميثاق الأمم المتّحدة و أنت صادقت على أغلب بنودها ما دمت عضوا فيها و لو أنها لا تتماشى مع طروحاتك فابتكر السبيل الأمثل لإظهار عيوبها للناس دون أن تقع في أخطاء تحطمك و لا يتغير شيء ، يوم فاز أربكان برئاسة الوزراء في تركيا ألم يحدث عليه انقلاب و أدخلوه إلى السّجن و تم منعه من الترشح ، هل تشبث به الأتراك ، طبعا لا انحنوا للعاصفة وأسسوا حزب الفضيلة ، و بعدها حزب العادالة والتمية ، حتى أردغان نفسه ألم يكن معتقلا يوم فاز حزبه و تولّى عبد الله كول رئاسة الوزراء ، وبعدها تم إطلاق سراحه وشارك في الانتخابات الجزئية في المناطق التي وقعت فيها الطعون و فاز بمقعده النيابي و بعد ذلك انسحب كول و تولى هو رئاسة الوزراء ، لماذا المصريون متشبثون بحركة الاخوان و لم يغيروها يوما ، و لو طارت معزة ، لماذا لا نستطيع ابتكار الحلول .

لماذا أردغان لم يستمت يومها على إبقاء حزب الرفاه الذي تزعمه أربكان ، لماذ تركهم يؤسسون حزبا آخر ، وبعد الفضيلة أيضا لماذا أسّس العدالة و التنمية ، لماذا يصر على إعادة مرسي إلى الحكم ، لماذا لم يتصرف كما تصرف الاتحاد الأوربي و و أمرييكا و حتى الاتحاد الأفريقي ، لماذا لم ينصح الإخوان بتجربة الحركة الاسلامية في تركيا و يبين لهم أن الحزب يتطور كلّّما تخلص من عقيدة الزعيم التي ماتت في الغرب منذ زمان ، أتعرف لماذا فقط لأنه هو أيضا قام بردّة إلى الوراء و يريد أن يفرض على الأتراك هذه الثّقافة .

لماذا هبّ الإعلام المصري فرحا بالانقلاب التركي ، لأن أردغان تصرف بلا معقولية مع المصريين ، و أصرّ على أن يكون حاكم مصر من اختياره لا من اختيار المصريين . لكن الكلّّ يتجاهل هذا ويروّج لأشياء أخرى .