عرض مشاركة واحدة
قديم 08-14-2010, 02:35 PM
المشاركة 40
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
نديم غورسل

الروائي التركي
بكر صدقي - الحياة - 17/05/08//

صدرت الشهر الماضي في اسطنبول رواية جديدة لنديم غورسل بعنوان «بنات الله». العنوان بحد ذاته جعل الرواية في قلب السجال الساخن، سجال العلمانية والإسلام السياسي في تركيا >>>.

لم يكد أحد قد قرأ الرواية الجديدة حين بدأ غورسل يتعرض لنقد من خارج النص، فاتهمه البعض بممالأة عالم الغرب الذي يقض الإسلام مضجعه في الأعوام الأخيرة، والرغبة في تسويق كتابه هناك، مع أن غورسل لا تعوزه الشهرة في الغرب، فقد ترجمت معظم أعماله الى اللغات الأوروبية وهو يعيش في باريس منذ عقود.

واتهمه آخرون بأنه «يلعب على وتر صراع العلمانية والإسلام السياسي في اليوميات التركية»، مع أنه بدأ كتابة روايته قبل سنوات، وتطلب منه الأمر دراسات تمهيدية طويلة في معهد العالم العربي في باريس. ما هو موضوع الكتاب ومن هو نديم غورسل؟

تقوم بنية الرواية، وفقاً للعرض الموجز الذي قدمته على العلاقة بين طفل وجده الذي شارك، إبان شبابه، في الدفاع عن المدينة المنورة في إطار الحرب العالمية الأولى، وفقد ذراعه في إحدى المعارك. يكبر الطفل لاحقاً ويفقد إيمانه الديني ويمتلك معارف واسعة في ميدان الدين، ويصبح كل شيء بالنسبة إليه موضع شك وتساؤل.

يحدِّد غورسل موضوع روايته بالقول: «طرحتُ في روايتي سؤال الإيمان والعنف في بيئة الحروب التي وقعت باسم الإسلام، وتساءلتُ عن تلك العلاقة الحميمة جداً بين الرسول محمد (صلى الله عليه وسلّم) والله في تفاصيل حياته اليومية. لم أخترع أي شيء من ذلك، بل اعتمدت القرآن مرجعاً».

منطلقة من الإطار التاريخي للحرب العالمية الأولى، حين واجه الجيش العثماني في شبه الجزيرة العربية تمرد القبائل العربية المدعوم من الإنكليز، تعود الرواية الى فجر الدعوة المحمدية، فترسم لوحة لمرحلة الانتقال من الجاهلية الى الإسلام، ثم تكتب سيرة حياة الرسول محمد (صلى الله عليه وسلّم) بتقنيات الرواية الحديثة. أما عنوان الرواية فيحيل الى آلهة الجاهلية الثلاثة (اللات وعزى ومناة).

الى ذلك لا تخلو الرواية من إشارات الى أحداث ذات صلة بالأعوام الأولى للجمهورية التركية التي ألغت الخلافة وأرست أسس التعامل العلماني للدولة مع الإسلام، من ذلك مثلاً التطرق الى المناقشات المبكرة حول تلاوة الآذان باللغة التركية.

سألته الكاتبة إيبك أوزبي من مجلة «تمبو» التركية عما دفعه للقيام بهذه الرحلة الى العالم الداخلي للدين، فأجابها غورسل قائلاً: «ثمة فصل في الرواية يحمل عنوان الوحي، حاولتُ فيه رواية النزول الأول للوحي بطريقتي الخاصة. فعلتُ ذلك بطريقة لا تسيء الى المسلمين. إنها مشكلة طبعاً تحديد المدى المباح لكاتب في محاولته دخول العالم الداخلي للدين. لكــنني اعــتمدُ القرآن مرجعي الأســاس فلم أختلق أية واقعة».

«كنتُ مؤمناً في طفولتي» يقول نديم غورسل، رداً على سؤال للكاتبة نفسها: «كان جدي يصطحبني الى صلاة الجمعة، وتلقيتُ معارفي الأولى في الإسلام منه. في مرحلة الشباب انخرطتُ في التيار الماركسي – اللينيني، ففقدت إيماني وحلمتُ بالثورة.

أما الآن فيمكن أن أصف نفسي باللاأدرية، فأنا أؤمن بالله. لكن شخصية الرسول محمد (صلى الله عليه وسلّم) كانت مؤثرة فيّ جداً منذ طفولتي المبكرة»... «فقدتُ أبي، مثله، في سن مبكرة جداً، وتــألمتُ لفكرة أن أبي تخلى عني».«

إحدى ميزات الرسول (صلى الله عليه وسلّم) هي أنه يجمع في شخصيته النبوة وما هو شديد الإنسانية معاً... يقول في أحد الأحاديث المنسوبة إليه: «حُبِّبَ إليَّ من دنياكم النساء والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة». إنه نبيٌ يحب النساء ويقع في الحب.

لم أتمالك نفسي من الاهتمام بهذا الجانب، لكنني لم أتعمّق فيه. أخضعتُ نفسي لنوع من الرقابة الذاتية. لو تعلق الأمر بأي شخصية روائية أخرى لاقتحمت حياتها الخاصة... لكننا أمام شخصية رسول يقدسه بلايين من البشر».

ولد نديم غورسل عام 1951 في مدينة عينتاب، بدأ ينشر في المجلات الأدبية منذ الثامنة عشرة. تخرج في جامعة السوربون – باريس في 1974، في قسم الأدب الفرنسي الحديث، وحصل على درجة الدكتوراه في الأدب المقارن من الجامعة نفسها، ولا يزال يدرّس فيها الأدب التركي. ترجمت أعماله الى اثنتي عشرة لغة وحصل على جوائز أدبية في تركيا وفي الخارج.

له الكثير من الروايات والمجموعات القصصية وكتب الرحلات، نذكر منها «رواية الفاتح» و «حبيبتي اسطنبول» و «كتاب النساء أو المرأة الأولى» و «... ورحلت السفن» و«قصة صيف طويل».