عرض مشاركة واحدة
قديم 08-22-2010, 02:58 PM
المشاركة 238
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
طاغور

رابندرانات طاغور...ضـــوء مشــــرقي.. شــــعّ علــى العـالم.. !

ثقافة
الأربعاء 11-8-2010م
لميس علي
في مصنعه الداخلي المخبوء بطبقات منروحانيات تفيض حباً.. ابتكر تحويل الألم إلى فرح.. شحذ وجعه الذي سببه الفقدمراراً.. ليستخلص الإنساني الحقيقي.. الذي علت نبرته فيما أبدع. فلم تخف على غربمادي.
منارة الشرق) كما أطلق عليه غاندي.. لم يبق ضمن الإطار الشرقي، إنما تعداه وصولاً إلى قارئهالغربي.‏
ولد رابندراناتطاغور في القسم البنغالي من مدينة كالكوتا، في السابع من أيار عام 1861م في أسرةرفيعة المستوى. جده كان قد أسس امبراطورية ضخمة مالياً. كان لعائلته إسهامات دفعتبالنهضة البنغالية إلى الأمام،عن طريق مزجهم ما بين الثقافة الهندية والأخرىالوافدة إليهم من الغرب.‏
والده كان ذامركزٍ معروف اجتماعياً ودينياً وسياسياً. حرصت أسرته على تلقيه العلم بوجود أساتذةخصوصيين، أهمهم مدرس يدعى (دفيجندرات) كان عالماً وكاتباً مسرحياً وشاعراً أثربطاغور.‏
تنوعت مصادرعلمه وثقافته ما بين هندية، بنغالية، وانكليزية.. كما درس التاريخ والعلوم وتعلماللغة السنسكريتية.‏
أراد والده أنيستكمل ابنه دراسته الجامعية في لندن فذهب إليها عام 1879م متخصصاً بالحقوق، لكنهلم يكمل هذا الاختصاص، عائداً إلى كالكوتا.‏
زيارته إلىانكلترا أفادته بالاطلاع على أدب هذه البلاد وعلى أبرز اسمائها (ملتون، وليمبليك).‏
تزوج وهو في الثانية والعشرين، ومع أن زوجته كانت صغيرة (لم تتجاوز العاشرة من العمر) تمكنت من منحه الحب، توفيت وهي لم تزل شابة. وكذا توفي اثنان من أبنائه، وأبوه، وكانت والدته قد توفيت وهو في عمر صغير..
فقال عن عاصفة الموت، محولاً إياه على الرغم من كلمرارته التي كابدها، إلى طاقة إيجابية (أضحت لي نعمة ورحمة، فقد أشعرتني بنقصيوحفزتني على نشدان الكمال).‏
موضوعة الموتكانت طاغية على ديوانه (جيتنجالي)، حتى قال الأديب الفرنسي أندري جيد (ليس في الشعرالعالمي ما يدانيها عمقاً وروعةً).‏
نبذ طاغور فكرةالتعصب وعالجها في روايته (جوراً) التي دانت التعصب الهندوسي، ما أدى لاستياء أهلهفكان ذلك سبباً لسفره إلى انكلترا. في طريق السفر ترجم ديوانه (جيتنجالي)، بعدوصوله أطلع صديقاً رساماً على أشعاره، أعجب بها،فأخبر هذا الرسام صديقه الشاعردبليو بي يتيس، وليكتب هذا الأخير مقدمة الترجمة.‏
بعد عام واحد منوصوله لندن أي عام 1913م نال جائزة نوبل كأول أديب شرقي يفوز بها.‏
موطن الجاذب فيأشعاره كما تلقاها الغربيون يكمن فيما عكس من روحانية وحساسية غير مطروقة من قبل،تتعبأ بها مفرداته، الجانب الروحاني تلقاه منذ النشأة لكون والده واحداً من كبارروحانيي البنغال.‏
الحب وفيضالروحانيات وقلب الألم، تحويله فرحاً.. موضوعات لم تلهه عن متابعة هموم الناسالبسطاء.. قارب أوجاعهم. عاينها عن كثب. كان يحيا في قارب في نهر (الفانج) وفر لهالاحتكاك المباشر بالقرويين الذين نقل سوء وضعهم عبر كتاباته.‏
الشاعر الصوفيلم يركن إلى منطقة الشعر.. عرف أديباً مجدداً وفيلسوفاً، روائياً، مسرحياً حتى إنهخاض في مجال الرسم، وجدد في الموسيقا، له أكثر من ألفي أغنية، اثنتان منهما أصبحتاالنشيد الوطني لكل من الهند وبنغلادش.‏
بقي طاغور غزيرالإنتاج حتى الساعات الأخيرة من عمره، كان يملي آخر قصائده، توفي بسبب فشل عملجراحي في السابع من آب عام 1941م، وهو في عمر الثمانين