عرض مشاركة واحدة
قديم 07-30-2013, 04:20 AM
المشاركة 18
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نهاد رجوب
القلم والممحاة

كان داخل المقلمة، ممحاة صغيرة، وقلمُ رصاصٍ جميل..‏ قالت الممحاة:‏كيف حالك يا صديقي؟‏.
أجاب القلم بعصبية: لست صديقك!‏

اندهشت الممحاة وقالت: لماذا؟‏..



فرد القلم: لأنني أكرهك.


قالت الممحاة بحزن :ولم تكرهني؟‏.

أجابها القلم:‏ لأنكِ تمحين ما أكتب.

‏ فردت الممحاة: أنا لا أمحو إلا الأخطاء .‏

انزعج القلم وقال لها: وما شأنكِ أنت؟!‏.

فأجابته بلطف: أنا ممحاة، وهذا عملي.

فرد القلم: هذا ليس عملاً!‏.

التفتت الممحاة وقالت له: عملي نافع، مثل عملك. ولكن القلم ازداد انزعاجاً
وقال لها: أنت مخطئة ومغرورة .‏

فاندهشت الممحاة وقالت: لماذا؟!.

أجابها القلم: لأن من يكتب أفضل ممن يمحو

قالت الممحاة:‏ إزالةُ الخطأ تعادل كتابةَ الصواب.

أطرق القلم لحظة، ثم رفع رأسه، وقال:‏ صدقت يا عزيزتي!‏

فرحت الممحاة وقالت له: أما زلت تكرهني؟‏. أجابها القلم وقد أحس


بالندم: لن أكره من يمحو أخطائي.


فردت الممحاة: وأنا لن أمحو ما كان صواباً.

قال القلم:‏ ولكنني أراك تصغرين يوماً بعد يوم!‏.

فأجابت الممحاة: لأنني أضحي بشيءٍ من جسمي كلما محوت خطأ.

قال القلم محزوناً:‏ وأنا أحس أنني أقصر مما كنت!‏

قالت الممحاة تواسيه:‏ لا نستطيع إفادة الآخرين، إلا إذا قدمنا تضحية من

أجلهم.‏ قال القلم مسروراً:‏ ما أعظمك يا صديقتي،
وما أجمل كلامك!‏.

فرحت الممحاة، وفرح القلم، وعاشا صديقين حميمين، لا يفترقانِ ولا يختلفان.
.



الشكر الجزيل لمن كتب هذا النص ولمن اختاره ضمن فعاليات المعرض .


أولا النص الحواري يكاد يكون أحسن نص يقدم للأطفال فمنه يتعلم المتعلم أساليب الحوار و الخطاب و منه يتعلم كيفية الإقناع و الحجة ، النص يحمل قيمة الحوار والإقناع وهما قيمتان يحتاج إليهما الفرد في تكوين شخصيته و جعلها تواصلية قابلة للانفتاح و التعرف على مجاله .

اختيار أشخاص النص كان رائعا جدا فهي تلك الأدوات التي تلازم الطفل في حياته المدرسية ، وبالضبط في بدايات مرحلة التعلم . فهذا يجعل النص قريبا جدا من المتعلم .
استثمار المذكر والمؤنث (ممحاة قلم ) جيد للغاية ويحمل بذرة المساواة بين الجنسين

النص بدأ بافتراض الكراهية بين القلم والممحاة ونجح في تغييرها إلى المحبة و التآلف وهذا يفتح ذهن المتعلم على مراجعة مواقفه السلبية ومحاولة التأكد من معطيات بنائها وهنا يحاول النص تربية الطفل على النقد الذاتي وعدم الركون إلى المواقف الجاهزة .

الحكمة الأولى التي ينقلها النص و التي كانت حلا لعقدة النص بليغة للغاية ( إزالة الخطأ تعادل كتابة الصواب)
الحكمة الثانية التي ختم بها النص جميلة للغاية

( لا نستطيع إفادة الآخرين إلا بوجود تضحية )

نص موفق و جميل

وشكرا