عرض مشاركة واحدة
قديم 10-29-2017, 02:05 PM
المشاركة 129
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
قدر نسرين
...................
نعم هي نسرين، إسم على مسمى كما يقولون لها دائمًا حين يأتين لخطبتها، الكثير من الشباب يرغب في التودد لها، لكنها لم تجد فيهم من تبحث عنه، كانت دائمًا تختلق لهم الأعذار، مرة أنا ما زلت صغيرة و مرة أخرى لن أتزوج قبل أن أتم تعليمي، لكن الآن لم يعد لديها حجة لتقولها و قررت الإستسلام.
ها هي تحمل فستان خطبتها و كأنها تحمل كفن موتها، ترسم ابتسامة و الحزن يملاْ قلبها، لكن ما زال لديها أمل فليس من المستحيل أن يتغير القدر..
في الطريق لصالون التجميل قابلت صديقتها أمال تبادلا التحية و هنأتها بالخطوبة و قبلت نسرين التهنئة بأبتسامتها المرسومة، لكن أمال لاحظت حزنها و سألتها لماذ أنت حزينة و اليوم خطبتك؟!
حاولت نسرين أن تتهرب من الإجابة لكن الحاح أمال كان أقوى منها فقالت..
لم أكن أرغب في الزواج الأن لكنهم أرغموني ولا أدري ماذا أفعل..
أقترحت عليها أمال الهرب. ابتسمت نسرين و ودعت صديقتها و ذهبت في طريقها.. ظلت نسرين تفكر هل تكمل هذا الزواج أم تهرب كما قالت صديقتها. أخذها خيالها لبعيد و لم تدرك أنها تعبر الطريق إلا بعد فوات الأوان..
إنتهت مراسم الخطوبة دون أن تبدأ ، عاد الجميع لمنازلهم لكن العروس لم تعد .. ساعات في حجرة العمليات و الجميع خارجها ينتظر النتيجة.. خرج الطبيب و اسرع الوالدين للأطمئنان على إبنتهم.. طمئنهم الطبيب لكنهم لاحظوا أنه يخفي شيء، توسل اليه الأب أن يقول الحقيقة.. فقال أن إصابتها خطيرة في الرأس و لن نعرف النتيجة ألا غداً...
استيقظت نسرين، فتحت عينيها لكنها لم ترى شيء، تسمع صوت والديها، لكنها لا تراهم..صرخت، لا أرى شيء، حاولوا تهدئتها، و فجأة .. سمعت صوت يناديها، هي لم تسمعه من قبل ...
نسرين.. هذا اسمك.. ؟
التفتت حيث مصدر الصوت و قالت .. نعم لكن من أنت؟
قال أنا طبيبك ...قالت لا أرى شيء...
قال سوف ترين قريبًا فقط كوني شجاعة و لا تستسلمي..
أرتاحت نسرين لكلمات الطبيب و وجدت نفسها تبتسم دون أن ترسم ابتسامتها و سألته ما أسمك؟..قال إسمي أحمد...
ظلت نسرين اسبوع بالمستشفى كانت تنتظر فيه كل يوم طبيبها و حين تلقاه تبتسم و تستمع لكل أوامره دون أعتراض...
رغم الألم كانت نسرين تشكر القدر على هذا الحادث الذي منعها من الخطبة لشخص لا تعرفه و في قلبها تشكره ايضًا على مقابلتها للدكتور أحمد...
مرت الأيام سريعًا شعرت نسرين بالسعادة فقط عندما تلتقي بالدكتور أحمد..
لم تسأل نسرين ماذا حدث في حفل الخطبة أو أين ذهب العريس فهي لم تراه الا مرة واحدة فقط ولم تتحدث معه ..
كانت زيارات أحمد لنسرين يومية.. كانت تشعر بقدومه و تعرفه من رائحة الأزهار التي يأتي بها اليها ... نعم أحبه .. هكذا كانت تحدث نسرين نفسها حين تلتقي بأحمد...
حان موعد الجراحة الثانية..نسرين سوف ترين العالم مرة أخرى..قالت أريد أن أراك أولاً و أعترف لك بسر...
قال أحمد.. سوف تريني و سوف نعترف بكل الأسرار...
أخيرًا سوف أرى حبيبي... طال الانتظار.. متى تزيل الضمادة عن عيني
قال.. الأن هل أنتِ مستعدة...
قالت ..نعم لكن دعنى أراك أولاً
حسنًا.... بدأ أحمد يزيل الضمادة و قلب نسرين يتسارع نبضه..
أمسكت بيده و ببطيء فتحت عينيها لتراه أمامها..
تلعثمت ولم تدري ماذا تقول..
سألها هل تحبيني... قالت.. نعم أحبك
قال حسنًا سوف نحدد موعد الخطبة ثانية
قالت ... نعم فأنت قدري
** منى غنيم **




هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني