عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
17

المشاهدات
5980
 
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي


ريم بدر الدين is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
4,267

+التقييم
0.68

تاريخ التسجيل
Jan 2007

الاقامة

رقم العضوية
2765
08-29-2010, 04:41 AM
المشاركة 1
08-29-2010, 04:41 AM
المشاركة 1
افتراضي أحتاج يديكَ لأصوغَ الدفءَ وِشاحاً
أحتاج يديك لأصوغ الدفء وشاحا منذ غابت إشراقتك عن ناظري حصلت على مواطنة مدن النسيان
لو تدري..! هي مدن يغلفها الضباب و الدرب فيها متوارٍ مختفٍ
سمعت مرة حكاية العجوز القوقازية التي أحبت عشرين رجلا ... كنت معي أليس كذلك ؟ عندما كانت نار المصطلى يشتد أوارها و موسيقى الليل من أزيز حشراته و عواء ذئاب في الجبال البعيدة ...لذت بك و استغربت منها فمنذ أحببتك لا أرى الكون إلا من نافذتك أنت فقط

أحتاج أن أحس الدفء فأنا مقرورة كطفل وليد خارج للتو من الرحم لكنه لا يجد الأغطية النظيفة
أحس ببرد ينهش عظامي و يتلذذ بها ...ينظر في تشفي المنتصر الذي قدر عليّ أخيرا
أحتاج صوتك لأرسم الأمان موسيقى
عندما دخلنا تلك الكنيسة القديمة و مشينا في سراديبها و متاهاتها
كان صوت التراتيل يأتي من مكان ما ...كنت أشعر بالرهبة فألتصق بك أكثر
أضعنا طريقنا وما عدنا نعرف من أين سنخرج فألوذ بك ثانية لأحس بالأمان
باتت ضربات قلبك تتناغم مع صدى التراتيل
و عندما وجدنا بوابة الخروج وددت أن نضيع مرة أخرى
أحتاج عينيك تهدهدني حتى أنام
فقط عندما أنظر إلى إنسان عينيك أرى هناك حقولا من خضرة و سماء من زرقة و غيوما من بياض ..عالما من نقاء
أحب أن أحتضن وجهك بين يدي و أزرع لهفتي في مينائهما
أهرب إلى روض عينيك فزعا من علبة الدواء المهدئ و هي ترمقني بشماتة تخبرني: ستحتاجين لي و ملاذك الأخير أنا عندما تريدين دخول ملكوت النوم
هل كنت أقرب إليكَ مني الآن؟
هل أنت لا تتنفسي كما أتنفسك؟
ربما كل ما أمر به ليس سوى امتحان لمدى قدرتي على الصبر فإما صبرتُ لم أسلب ما أنا فيه و إما جزعت سلب مني لأن الله عزوجل مبتلٍ كل عبدٍ بما يحب
هاأنذا أتعلم طقوس الاصطبار
أعلم روحي مهنة إخماد حرائق الشوق الثائرة
و ربما أهذبها أيضا لتعمل مقصها في أنسجة عدة تسكن بين السداة واللحمة....كلها أنت
ربما الغياب المفترض سيفقدني صديقا و حبيبا و أخا و طفلا
تستغرب مني هذا.؟
صديقا ؟ نعم ..لأنك ما كذبت على روحي قط
أخا؟ نعم بتوأمة الروح و جيرة القلب
حبيبا.؟ لابد أنك موقن من هذا فلم تكن أسواري مستباحة إلا أمام حروف اسمك حين احتلت ثغور القلب و تجاوزت متاريسه و ما زالت راياتي البيضاء مرفوعة على منائري
طفلا ؟ ...كنت أنت طفلي المدلل كما كنت طفلتك التي عودتها الغنج و أغرقتها بهداياك و عطاياك و نفائس قلبك حتى أفسدها الدلال
و الآن
عندما أغادرك دون أن اعتنقك بين ضفتي القلب و أكتفي بحريق يشتعل في المؤق فيسيل دموعا سخينة تحرق المقلة و تحفر مسارا لنهر جديد
تحترق أصابعنا بصقيع الفراق
بربك أليس هذا انتحارا ؟
سأختار انتحاري منذ الآن فما عدت أقوى
هلمي إلي يا حبوبي المهدئة
ما عدت أقوى
17/8/2008