عرض مشاركة واحدة
قديم 03-11-2011, 10:56 AM
المشاركة 87
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



إلى القارئ




الحمق والضلال والإثم والشّح


تحتل نفوسنا وتجهد جسومنا


ونحن نغذي النّدم فينا


كما يغذي المتسوّل الطفيليات


التي تتغذى من دمه


آثامنا عنيدة وندمنا جبان


ونحن ندفع غالياً ثمن اعترافاتنا


ونخوض طريق الوحل مغتبطين


ونعتقد أننا بالدموع ندفع ثمن أخطائنا


وعلى وسادة الشر


يهدهد الشيطان روحنا المسحورة


ويجتث من نفوسنا


معدن الإرادة النفيس


ويمسك بالخيوط التي تحركنا نحو ما يُعاف


من المغريات


وفي كل يوم نهبط


لنقترب خطوة من جهنم دون تقزّز


عبر ظلمات نتنة


وكالفاسق المسكين الذي يلثم ويلتهم


النهد المعذب لعاهرة محترفة


تختلس المتع الخفيّة


ونحن نعبر الحياة


ونعتصرها عصر برتقالة ذابلة


وتعربد بأدمغتنا حشود الشياطين


كالملايين من الديدان المتراصّة


وعندما نستنشق الهواء


يتسلل الموت إلى صدورنا


كنهر خفيّ يطلق أنّاته المجنونة


فإذا كان الاغتصاب والسم والحرائق


والخنجر لم تنسج بعد شبكة مصائرنا


برسومها المستحبة المثيرة


فلأننا واأسفاه


لم نبلغ من الجرأة ما يكفي


وبين كل الفهود والعقارب


والسعادين وبنات آوى


والعقبان والأفاعي والكلاب


وكل الوحوش التي تزمجر


وتدمدم وتزحف


داخل نفوسنا الآسنة الوضيعة


هناك واحد هو أشدّها دمامة


وخبثاً ونجاسة وهو وإنْ كان

قليل الحراك ضعيف الصوت


مستعدّ بجولة واحدة


أن يصنع من الأرض أنقاضاً


وبتثاؤبة واحدة أن يبتلع العالم


إنه الضجر الذي يحلم بالمشنقة


وهو يدخّن نرجيلته


وفي عينيه تلتمع دمعة لا إرادية


أنت تعرفه أيها القارئ


هذا الغول الناعم


أيها القارئ المرائي


ـ يا شبيهي ـ يا أخي





ترجمة عن الفرنسية


حنّا الطيّار - جورجيت الطيّار





هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)