الموضوع: الجزء الخامس
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-20-2019, 11:56 AM
المشاركة 12
إمتنان محمود
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي نهاية الجزء الخامس
47-أطباء السنه الأولى

فى شهورها السته فى عملها فى غرفه الطوارئ, الطبيبه الصغيره قد رأت ما يكفى من الأشياء الغريبة لتملأ كتاب طبى خاص بها,لكن تلك المره الأولى التى يهبط فيها أحد بالهيليكوبتر فى موقف سيارات المستشفى.

تسرع خارجا مع فريق من الممرضات و المنظمين وأطباء آخرون.
هى طائره خاصه صغيرة ذات أربع مقاعد ربما. هى فى قطعه واحده,وشفراتها مازالت تدور. أوشكت على خبط سياره متوقفه بنصف يارده.
شخصا ما سيفقد رخصه طيرانه.!

يخرج طفلان, حاملان رجلا كبير فى حاله سيئه. يوجد بالفعل سرير نقال يتحرك لاستقبالهم.
“لدينا مهبط للطائرات ,كما تعرف.”
“لم يعتقد أنه سيتمكن من الهبوط عليه” ,تقول الفتاة.

حين تنظر الطبيبه للطيار,مازال جالسا وراء القياده, تدرك أن فقدانه لرخصته ليس مشكلة. الفتى فى القياده لا يمكن أن يكون أكبر من السابعه عشر.
تسرع إلى الرجل العجوز.السماعه بالكاد تنقل إى صوت من تجويفه الصدرى. ملتفته إلى فريقها الطبى حولها و تقول:” اجعلوا حالته مستقره,و جهزوه للزرع.” ثم تلتفت للأولاد:”أنتم محظوظون أنكم هبطتم فى مستشفى لديها بنك للقلب.وإلا انتهى الأمر بنا بالطيران به حول المستشفيات فى المدينه.”
ثم ترتفع يد الرجل من السرير. يمسك كمها,ساحبه بقوه أكبر من المفترض أن تكون فى رجل بمثل حالته ,ويقول :“لا زرع”
لا,لا تفعل بى هذا, تُفكر الطبيبه. المنظمون يترددون,
”سيدى,إنها عمليه روتينيه.”
“هو لا يريد زرع,” يقول الفتى.
“انتم احضرتموه من مكان يعلمه الرب مع طيار تحت السن لإنقاذ حياته, وهو لن يتركنا نفعلها؟ لدينا خزانه أنسجه مليئه بالقلوب الشابة الصحيه...”
“لا زرع!” يقول الرجل.
“إنه....اااه... ضد ديانته” تقول الفتاة.
“سأقول لكم” يقول الفتى.”لماذا لا تفعلوا أيا كان الذى كنتم تفعلوه قبل امتلاككم لخزانه أنسجه مليئه بالقلوب الشابة الصحية.”

تتنهد الطبيبة. على الأقل مازالت قريبه بما يكفى من كليه الطب لتتذكر ما هذا.
“إنه سيخفض فرصته فى البقاء بصوره كارثيه.. أنتم تعرفوا أليس كذلك؟”
“هو يعرف.”
تعطى الرجل لحظه أخرى ليغير رأيه, ثم تستسلم. المنظمون و باقى الفريق يهرعوا بالرجل عوده نحو غرفه الطوارئ, و الطفلان يتبعان.

ما أن يذهبا, تستغرق دقيقه لتأخذ نفسها .. و شخص ما يمسك يدها, وتلتفت لترى الطيار الشاب, الذى كان صامت خلال الأمر كله.
النظره فى عينه متضرعه لكنها مُصممه. هى تعتقد أنها تعرف حول ماذا يكون الأمر .. وترمق الطائره بنظره, ثم الفتى.

” خذ الموضوع إلى إف إيه إيه*” تقول:”لو عاش, أنا متأكده أنك ستنجوا من العقاب.ربما حتى يلقبوك بالبطل.”
“أريدك أن تتصلى بشرطه الأحداث,” يقول وقبضته تصبح أقوى قليلا.
“عذرا؟”
“هؤلاء الاثنان هم متفككان هاربان.ما أن يدخل الرجل العجوز للمشفى سيحاولان التسلل هربا. لا تدعيهم. اطلبى شرطه الأحداث الآن!”
تتحرر من قبضته:”حسنا, لابأس. سأرى ما بإمكانى فعله.”
“وحين يأتوا” يقول:”تأكدى أن يتكلموا معى أنا أولا.”

تلتفت عنه و تتجه إلى المستشفى, مخرجه هاتفها فى طريقها. لو يريد شرطه الأحداث, حسنا, سيحصل عليهم. كلما أسرعوا بالمجى, كلما اقترب هذا الأمر من الوقوع تحت بند (ليست مشكلتى).
________________________________
48-ريسا

شرطيو الأحداث دائما يبدو متماثلين. يبدون متعبين, يبدون غاضبين... يبدون متشابهين كثيرا مع المتفككين اللذين يمسكونهم.!

الشرطى الذى يحرس ريسا و كونر الآن ليس استثناء. يجلس محجبا باب حجرة الطبيب الذى يتم احتجازهم فيها, مع وجود حارسان آخرين على الجانب الآخر من الباب فقط كاحتراز. هو راض بالبقاء صامتا, بينما شرطى آخر يستجوب رونالد فى غرفة مجاوره.
ريسا لا تريد حتى أن تحزر مواضيع المحادثه هناك.

“الرجل الذى أحضرناه” تقول ريسا ,”كيف حاله؟”
“لا أعرف” يقول الشرطى,”أنتى تعرفى المستشفيات .. هم فقط يخبروا تلك الأشياء لأقرب الأقارب, و أنا أعتقد أنه ليس أنتم.”
ريسا لن تعطى قدر لهذا و تجيب. هى تكره شرطى الأحداث هذا غريزيا, فقط بسبب من يكون ,وما يمثله.
“جوارب لطيفه,” يقول كونر.
لا ينظر الشرطى لأسفل. لا إظهار للضعف هنا:”أذنان لطيفه,” يقول لكونر,”أتمانع إن جربتهم فى وقت ما؟”

كما ترى ريسا الأمر, يوجد نوعان من الناس يصبحان من شرطه الأحداث.
النوع الأول: المتنمرون اللذين يريدون قضاء حياتهم يعيدون إحياء أيامهم المجيدة من تنمر المدرسه الثانوية.
و النوع الثانى: ضحايا النوع الأول, اللذين يرون كل متفكك كالفتى الذى عذبهم طوال تلك السنوات السابقة. النوع الثانى يظل يجرف انتقامه فى حفره لن تمتلئ أبدا.
رائع أن المتنمرون والضحايا بإمكانهم الآن العمل سويا لجلب البؤس للأخرين.
“كيف هو الشعور أن تفعل ما تفعل؟” تسأله,”إرسال أولاد لمكان ينهى حياتهم.”
من الواضح أنه قد سمع كل هذا من قبل:”كيف هو الشعور أن تعيشى حياة لا أحد آخر يشعر أنها تستحق العيش؟”
إنها ضربة قاسيه مصممه لتخرسها .. نجحت.
“أنا أشعر أن حياتها تستحق العيش,” يقول كونر,ويأخذ بيدها,”أى أحد يشعر بتلك الطريقه نحوك؟”
يؤثر فى الرجل... بالرغم من محاولته عدم إظهاره:”كلاكما امتلكتما أكثر من خمسه عشر سنه لتثبتوا أنفسكم,ولم تفعلا. لا تلوموا العالم على اختياراتكم الفاشلة.”
ريسا تستطيع الشعور بغضب كونر,و تضغط على يده حتى تسمعه يأخذ نفس عميق و يخرجه, واضعا غضبه تحت السيطرة.
“ألا يخطر لكم الأمر أبدا أيها المتفككون أنكم ربما تكونوا أفضل حالا... حتى أسعد.. فى حاله مقسمه؟”
“أهذا كيف تبرر الأمر؟” تقول ريسا,”جعل أنفسكم تصدقوا أننا سنكون أسعد؟”
“يااه,لو كانت تلك هى الحاله” يقول كونر,”ربما يجب على الجميع أن يتفكك. لماذا لا تذهب أولا؟”
ينظر الشرطى لكونر, ثم يأخذ نظره سريعه نحو جواربه,يضحك كونر نصف ضحكه.
تغلق ريسا عينيها للحظه, فى محاوله لرؤيه أى شعاع من النور فى هذا الموقف, لكن لا تستطيع.
لقد عرفت أن إمساكهم كان احتمالية حين أتوا لهنا.لقد عرفت أن كونها خارجا فى العالم كان مخاطرة. ما أدهشها كان سرعه وصول شرطه الأحداث لهم. حتى بدخولهم الغير اعتيادى, كان من المفترض أن يكون لديهم الوقت الكافى ليتسللوا فى الهرج.
سواء عاش الأدميرال أو مات, لن يغير الأمور لها و لكونر الآن ..
سيتم تفكيكهم.
كل أمالها للمستقبل تم نزعها بعيدا عنها مجددا... و امتلاكها لتلك الآمال.. حتى لوهله, يجعل هذا أشد ألما بكثير عما إن لم تمتلكهم على الإطلاق.
____________________________
49-رونالد

شرطى الأحداث الذى يستجوب رونالد لديه عينان ليستا متماثلتان بالظبط,ورائحه عطبه, كما لو أن صابونه المزيل للرائحة لم ينفع حقا. تماما كشريكه فى الغرفه الأخرى, الرجل ليس من السهل التأثير فيه, ورونالد, على عكس كونر.. لا يملك الدهاء ليزعجه. لا بأس بهذا على أيه حال, لأن إزعاجه ليس ما يرتبه رونالد فى عقله.

خطه رونالد بدأت تتشكل قصيرا بعدما حرره كونر من الصندوق. كان بإمكانه تمزيق كونر طرف تلو الآخر فى هذا الوقت, لكن كونر كان معه ثلاث أولاد مساوون فى حجم وقوه رونالد ليدعموه. كانوا أولاد مفترض بهم أن يكونوا على جانب رونالد. كان مفترض .. لقد كانت دلالته الأولى أن كل شئ تغير جذريا.

أخبره كونر عن الشغب,وحول كليفر. عرض اعتذار واهى لاتهامه بقتل الذهبيين .. اعتذار رفض رونالد تقبله.
لو كان رونالد فى الشغب, كان سيكون منظما و ناجح.
لو كان هناك, كانت ستكون ثوره, ليس شغب..
كونر بحبسه لرونالد بعيدا قد سرقه فرصته فى القيادة.
حين رجعوا مجددا لموقع الشغب, كل التركيز كان على كونر.. كل الأسئله كانت موجهه له. كان يخبر الجميع ماذا يفعلوا, وكان جميعهم يستمعون. حتى أصدقاء رونالد المقربين أشخصوا بنظرهم للأرض حين رأوه.
هو عرف غريزيا أن كل دعمه قد اختفى. غيابه عن الكارثه جعل منه منبوذ, وهو لن يسترجع أبدا ما فقده هنا... الأمر الذى عنى أنه حان الوقت لتدبير خطه جديده للتصرف.

وافق رونالد على الطيران بالهيليكوبتر لإنقاذ حياة الأدميرال, ليس لأنه امتلك أى رغبه لرؤيه الرجل العجوز على قيد الحياة, لكن لأن قيادته لتلك الرحله فتح له باب فرصه جديد.

“أنا فضولى” يقول الشرطى النتن,”لماذا تسلم الآخران فى حين يعنى هذا تسليم نفسك أيضا؟”
“يوجد جائزة خمسمائه دولار لتسليم متفكك هارب,صحيح؟”
يرفع شفته باسما:”حسنا, هذا سيكون ألف وخمسمائه, لو ضمنت نفسك للحسبه.”
ينظر رونالد لشرطى الأحداث فى عينيه..لا خجل..لا خوف.. و يقدم اقتراحه بشجاعه:”ماذا لو قلت لك أننى أعرف أين يوجد أكثر من ربعمائه متفكك آوول؟
ماذا لو ساعدتكم على تدمير عمليه التهريب بأكملها. ماذا ستكون قيمه هذا؟”

يبدو الشرطى كما لو أنه تجمد مكانه, ويتفحص رونالد بدقه,:”حسنا, لديك انتباهى.”
___________________________

50- كونر

لقد استمر أطول مما توقع أى شخص.هذا هو العزاء الذى يجب أن يتمسك به كونر بينما يرافقه الشرطى و الحارسان مع ريسا إلى الغرفه حيث يتم استجواب رونالد.
لكن من النظرة المختالة على وجه رونالد, يفهم منها كونر أنه لم يكن استجواب على قدر ما كان تفاوض.!

“ارجوكم اجلسوا.” يقول الشرطى الجالس على حافه المكتب بجوار رونالد. رونالد يرفض النظر لهم. هو حتى لا يعترف بحضورهم فى الغرفة. يميل للوراء فى كرسيه فقط. كان سيعقد يديه لو سمحت له الأصفاد.

لا يضيع الشرطى أى وقت و يبدأ بالعمل.” صديقكم هنا كان لديه العديد ليقوله.. وعرض علينا صفقه مثيره. حريته, مقابل أربعمائه متفكك. لقد تطوع ليخبرنا أين هم بالتحديد.”
كونر عرف أن رونالد قد سلمه هو وريسا, لكن الوشايه بهم جميعا.. هذا هو انحدار جديد حتى لرونالد.
مازال لا ينظر لهم, لكن تعبيره المغرور يبدو كما أنه أصبح أشد قسوه.
“أربعمائه , هاه؟” يقول الشرطى الأخر.
“إنه يكذب” تقول ريسا, صوتها مقنع بشكل لافت للنظر,”هو يحاول خداعكم. لا يوجد سوى ثلاثتنا.”
“فى الواقع” يقول الشرطى على المكتب,” هو يقول الحقيقة.. بالرغم من تفاجئنا أن العدد فى حدود الربعمائه. اعتقدنا أنه سيكون على الأقل ستمائه بحلول الآن, لكن أعتقد أنهم يظلوا ينموا للثامنه عشر.”
رونالد ينظر له, متشككا:”ماذا؟”
“آسف لإخبارك هذا, لكننا نعرف كل شئ عن الأدميرال و المقبرة” يقول الشرطى,”لقد عرفنا بالأمر منذ أكثر من سنه.”
يضحك الشرطى الثانى, مستمتع بالنظره الانصعاق على وجه رونالد,”لكن.. لكن....”
“لكن لماذا لا نقبض عليهم؟” يقول الشرطى, متوقعا سؤال رونالد,”فلتنظروا للأمر من تلك الوجهه.. الأدميرال, هو مثل قط الحى الشارد الذى يكرهه الجميع لكن لا أحد يريد ان يتخلص منه لأنه يهتم بالفئران.كما ترى, المتفككون فى الشوارع.. تلك مشكله بالنسبه لنا. لكن الأدميرال يزيلهم من الشارع و يحتفظ بهم فى معزله الصحراوى الصغير. هو لا يعلم الأمر, لكنه يقدم لنا خدمه. لا مزيد من الفئران.”
“بالطبع,” يقول الشرطى الأخر.”لو مات الرجل العجوز, ربما يتوجب علينا الذهاب لهناك و تنظيف المكان بعد كل شئ.”
“لا!” تقول ريسا,” شخص آخر بإمكانه تولى المسئوليه!”
يحرك الشرطى الآخر كتفه كما أن الأمر لا يعنيه,:” من الأفضل له أن يكون ماسك متميز للفئران.”

بينما رونالد يحدق فقط بشك بينما تنهار خطته, كونر يشعر بالارتياح, وربما حتى ببصيص أمل,:” إذا ستتركونا نرجع؟”

يمسك الشرطى على المكتب بملف:”أخاف أننى لا أستطيع فعل هذا. إنه أمر ما أن نغض النظر, لكنه أمر آخر أن نحرر مجرم” ,ثم يبدأ فى القراءه: ”كونر لاستر..تم تحديد تفككه فى الواحد وعشرون من نوفمبر.. حتى تحول لآوول, سببت حادثه قتلت سائق حافله, تركت العشرات من المصابين, وأغلقت الطريق السريع لساعات. ثم,فوق كل هذا, أخذت رهينه وأطلقت على شرطى أحداث بمسدس تخديره الخاص.”

ينظر رونالد للشرطى فى انذهال:”هو هارب آكرون؟!”
ينظر كونر لريسا, ثم إلى الشرطى مره أخرى:”حسنا,أعترف بالأمر, لكن هى لا دخل لها بالموضوع! اتركها تذهب!”
يحرك الشرطى رأسه رفضا, متفحصا الملف,:”الشهود تقول أنها كانت شريكه. أخشى أنه يوجد فقط مكان واحد ستذهب هى إليه. نفس المكان الذى ستذهب له.. لأقرب مخيم حصاد.”
“لكن ماذا عنى؟” يسأل رونالد,”لم يكن لى دخل بأى من هذا!”

يغلق الشرطى الملف :” أسمعت مسبقا ب(الجرم بالتبعية)؟” ,يسأل رونالد.” يجب أن تحذر من الصحبه التى تبقيها معك” ,ثم يشاور للحراس أن يأخذوا ثلاثتهم بعيدا.

________________________________________
إف إيه إيه : إداره الطيران الفيدراليه مسئوله عن تنظيم الطيران المدنى.faa