عرض مشاركة واحدة
قديم 05-25-2014, 01:08 PM
المشاركة 21
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ارى بأن الاستاذة جليلة نجحت بامتياز في حشد عناصر جمال مماثلة لتلك التي حشدتها في الجزء الاول، وتمكنت من الحفاظ على نفس سردي جميل للغاية في هذا الجزء الثاني وقد اصبحنا على موعد حتما مع رواية من نمط السيرة الذاتية غاية في الجمال والروعة، وفيها ما يكفي من التشويق والادهاش والعناصر الدرامية المحركة للمشاعر والوجدان، والتي لها فعل المغناطيس في جذب المتلقي ودفعه لمتابعة القراءة والتعرف على تطورات الاحداث ومتابعتها وانتظار القادم، واجد ان الاستاذة جليلة نجحت في رسم الشخوص بصورة مناسبة جدا وتمكنت من وصفهم بما يكفي لتتشكل صورة كل واحد من الشخوص في ذهن المتلقي،،

ولا شك ان جهد الاستاذ احمد العيسى في اضافة لمسة فنية وصور معبرة زادت من سحرية النص الذي اراه ينتمى الى نمط الواقعية السحرية...وكأن حكاية جليلة واحدة من حكايات الف ليلة وليلة..

كيف لا ونحن نتابع قصة طفلة ولدت ولم تكمل شهرها السابع، وكان امر ان تظل على قيد الحياة شيء من المستحيل، بينما تلقف الموت من حولها من الاطفال الخدج لتكافح هي وتصارع الموت وتعيش في انبوب زجاجي باقي فترة الحمل وتنتصر على الموت لتصبح هذه الجليلة التي تروى لنا قصتها...

علما بأن قصة كل من الاخت ذات اليد القصيرة والاب المكافح والمحب لزوجتة وابناؤه والمناضل من اجل الحصول على لقمة العيش وصراعه مع البحر الذي نجده يهرب اليه في لحظات التأزم والضيق في احيان اخرى، وقصة الام المكافحة والتي يبدو انها عانت الكثير حيث فقدت عددا من الابناء رغم اكتمال فترة حملهم وتوقعت موت جليله التي ولدت مبكرا جدا ، كل هذه القصص لا تقل روعة وادرامية وسحرية عن قصة جليلة نفسها...

ساكون في انتظار الجزء التالي يا استاذة جليلة فلا تجعلينا ننتظر طويلا...