عرض مشاركة واحدة
قديم 01-27-2014, 12:17 PM
المشاركة 1095
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع ....العناصر التي صنعت الروعة في رواية44- عودة الروح توفيق الحكيم مصر


- «عودة الروح» رواية تصور لك حياة بضعة أفراد بعضهم لبعض قريب، يسكنون بيتًا واحدًا، ويتربصون لجارة لهم وجار، من النوافذ أو من قهوة قبالة البيت، على نحو ما يفعل المتبطلون والفارغو القلوب

- والتصوير على العموم صادق، وأصدق ما فيه إطلاق الكاتب عليهم كلمة «الشعب» للدلالة على نوع المعايشة وحالة المخالطة، وفيهم التلميذ، وضابط البوليس الموقوف، والمدرس، والخادم المخلوط بالأسرة، والعانس الدميمة التي تفلتت منها فرص الزواج وعلَّتْ واشتاقت أن تتزوج، ولجأت إلى ضروب من (سحر) المشعوذين ولم تفدها شيئًا ولا أجدت عليها، فأما الشبان فيحبون جميعًا فتاة جار لهم، ويغلبهم عليها ويفوز بها جار آخَر.

- وقد سمى الرواية «عودة الروح» لأن مصر التي خُيِّل إلى جاهليها أنها ماتت منذ قرون نهضت «على أقدامها في يوم واحد. إنها كانت تنتظر … ابنها المعبود رمز آلامها المدفونة يُبعَث من جديد … فبُعِث هذا المعبود من صلب الفلاح (يشير إلى الثورة المصرية في سنة ١٩١٩، ويعني بالفلاح المعبود سعد باشا) كما نهض أوزوريس الذي قُتِل وأُلقِي بالصندوق الذي احتواه في اليم».

- على أنَّا نؤثر أن تخلو الرواية من هذه المعالنة بالمغازي، وهذا الكبح من المؤلف لنفسه لا يجعل الرواية أضعف أثرًا، وأحسب الأستاذ الحكيم لا يجهل ما كان من تأثير الرواية الروسية في حياة الشعب الروسي ونظام الاجتماع والحكم في بلاده، وأظنه يوافقنا على أنها كانت من الأسباب التي أفضت إلى الثورة الأخيرة هناك، وهي مع ذلك روايات لا تعدو التصوير البارع الدقيق للحياة في روسيا، ولا يتجاوزه كتَّابها إلى التعليق السياسي أو الفلسفي.

- كنت أقرأ «عودة الروح» وأحس أن قوة تدفعني إلى المضي فيها وتحبس أنفاسي وتعلقها.

- فقد أجاد الأستاذ الحكيم السرد.

- ووُفِّق في رسم الشخصيات، ولا سيما زنوبة العانس ومحسن التلميذ وسليم الضابط وحنفي أفندي المدرس والفتاة سنية.

- ومن أبرع ما له في الرواية بضعة فصول في الجزء الثاني تصف لك الفلاح المصري، وتكشف عن روحه الخاصة التي انفرد بها وتميَّزَ، وهي فصول لا ينساها من يقرؤها،