عرض مشاركة واحدة
قديم 04-15-2012, 01:20 PM
المشاركة 15
أحمد صالح
ابن منابر الـبــار

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
س-2 كيف تصف ظروف العائلة الاقتصادية قبل الولادة وأثناء الطفولة؟ وما طبيعة عمل الأب وما هي طباعه:هل كان مزاجي؟ هل كان شديد صعب المراس؟ أم متسامح؟؟ هل كان كبير السن عند الولادة؟ هل كان متواجد أثناء الطفولة؟ وهل كانت الأم تعمل وما طبيعة عملها في حينه؟ وكيف تصف مزاجها؟
الأسرة كانت من الطبقة المتوسطة فكلاهما كانا موظفين ( الأب محاسب بديوان عام المحافظة و الأم معلمة للغة العربية بالمرحلة الابتدائية ) تزوجا في الرابع من يناير من عام 1968 و كان راتب أبي في هذا الوقت 18 جنيه مصري و الأم 11 جنيه مصري أي أن اجمالي الدخل المنزلي 29 جنيها و حسب ما علمته بعد ذلك أنها كانت كافية و تزيد عن الحاجة في ذلك الوقت في ظل تناسب الدخل مع المتطلبات الحياتية و هذه الفئة من الأسر هي الطبقة المتوسطة الحال التي تستطيع أن تجد ما يكفي لها من متطلبات بعيدة عن الرفاهية الزائدة الموجودة في الوقت الحالي . هذا ما يخص الظروف الاقتصادية .
معلومة صغيرة ما دام المطلوب هو تفصيلي بعض الشيء . تزوج أبي و أمي و هما يعتمدان على نفسيهما فقد كان مكان السكن بالإيجار و كان 5 جنيهات شهريا و في تلك الفترة كان يعد من أعلى الإيجارات و مع هذا تعاونا حتى اكتمل كل ما يحتاجانه في المنزل . هذا ما كان في فترة ما قبل الولادة و الطفولة المبكرة .

نأتي للحديث عن أبي - رحمة الله عليه - أبي كان شديدا ً جدا ً صعب المراس لم يكن يعرف الوسطية من باب ( الحلال بيّن و الحرام بيّن و بينهما أمور متشابهات ) كان هذا مبدؤه اتقاء الشبهات و كان عليه رحمة الله متصوّفا ينتمي للطريقة البرهانية الشاذلية و أمي كانت تنتمي إلى أسرة ذات نفس المذهب المتصوف حيث كان جدي للأم ينتمي للطريقة الحامدية الشاذلية . و لربما كان لهذا التقارب في الاتجاه الديني السبب الرئيس في اتفاق العائلتين على زواجهما . لم يكن الوالد في بداية طفولتي و حتى سن الوعي و الإدراك بقريب مني حيث أني قد قضيت جلّ هذه الفترة في بيت جدتي للوالدة نظرًا لظروف الأسرة في العمل و خوفا من عدم الاهتمام بطفل وليد جاء بعد ثلاث سنوات من الزواج فقد تم نقلي إلى بيت الجد للأم و كان قريبا جدا من بيت أسرتي يكاد يكون مجاورا له . حين تمت ولادتي في العام 1971 كانت أمي قد تخطت عامها الـ 28 بشهور و قارب أبي على الـ 31 عام فأمي من مواليد عام 1943 و أبي من مواليد عام 1940

أمي و أبي كانا متواجدين معي كزائرين كل يوم خميس و جمعة في فترة الطفولة المبكرة حتى اكملت عامي الخامس أي سن اقترابي من الإعداد لدخول المدرسة الابتدائية . أمي في ذاك الوقت كانت تعمل معلمة للغة العربية بإحدى مدارس مركز كفر سعد ( 30 كم بعيدا عن مدينتي ) أحد مراكز محافظة دمياط
الأربعة و هذا كان يستلزم منها النزول في بكور الصباح مما دفعها لفكرة الاستغناء المؤقت عن وجودي في البيت خشية الأمراض أو أن أكون وحيدا في البيت في ظل عدم وجود الأب و الأم أثناء العمل
أمي بطبيعتها حنونة هي أم بمعنى الكلمة فكل من عرفها و تعامل معها لم يكن يناديها إلا بأمي أم ماما و هذا ما عاصرته و مازلت فكل من يعرف أنها أمي يقول لي والدتك كانت نعم الأم للجميع ( حفظها الله و رعاها ) صدقا و بلا خجل مازال صيتها حتى الآن رغم مرور 9 أعوام على إحالتها للمعاش مازال صيتها واسعا ً بين القيادات التعليمية و كثيرا ما كانت سببا في ابعادي عن مشكلات إدارية بسبب أني ابنها . حقا . إن أردت وصفًا للحنان و الأمومة الحقة فلن أجد مرادفا لها إلا أمي حفظها الله و رعاها .

ما أعظم أن تكون غائبًا حاضر ... على أن تكون حاضرًا غائب