عرض مشاركة واحدة
قديم 01-14-2014, 05:34 PM
المشاركة 39
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


السلام عليكم ورحة الله

من حيث الجنس يتساءل الأستاذ أيوب إن كان النص رواية أم لا ، فحتى الكاتبة روان عبد الكريم وصفت نصها بالرواية القصيرة ، ليس فقط لقصر طولها بل لاقتراب النص من الحكاية ، فمن حيث الشكل يظهر النص كأنه يوميات مريضة في مستشفى الأمراض النفسية ، أو إن جازالتعبير حلقات علاجية . اتبعت فيها الأستاذة روان أسلوب الحكي ، بضمير المتكلم ، ولتخفف من الصبغة الحوارية للنص استعملت ضمير المخاطبة عندما يتعلق الأمر بالطبيبة ، و هذه تحسب للنص ، فقليلا ما نجد هذه التقنية في الأعمال الإبداعية ، فاستعمال المخاطب يحتاج إلى تقنيات خاصة ، فغالبا نحن نستعمل ضمير الغائب وهذا المخاطب أضاف قيمة للطبيبة ، و أيضا استعملت المضارع الذي يفيد الآنية و الاستمرارية و يعطي الحياة للنص.

بقية العناصر موجودة ، عقدة وشخصيات و حوار وزمان و مكان ، ثم داخل النص هناك أحداث لقصة شبه مستقلة و ظفت فيها الكاتبة الماضي و تغير الأمكنة و فيها عقد جزئية و مجموعة أحداث مرتبة كرونولجيا ، و فيها أيضا سرد محكم . و الكاتبة استطاعت أن تربط بين العالمين و ترجع إلى العقدة الأصل وتفاجئ الجميع بتلك الحادثة التي هي مصدر ما تلبسها نفسيا من أمراض . دون أن تختم نصها بل إلى انتقلت به إلى بساط الطبيبة كونها أيضا ستكون ضحية نبوءات البطلة ، لتعاد القصة من جديد في دورة حياتية .
إذا كانت النهايات هنا كلها مؤلمة سواء زرد الأكبر أو الصغرى و بدر ، أو البطلة في حد ذاتها أو الطبيبة النفسية فلأن النص ثائر بشدة على الظلم و و يسائل الأعراف و ينتقد الفكر العنصري و يتوغل في قضية المرأة ، كما ينتقد التعامل مع المرضى والنفسيين منهم بصفة خاصة . و يؤكد أن هذه السلبيات كلها لن تنتج في الأخير غير وضع مأساوي كما أوضاع أبطال النص .

النبوءات السبع عنوان مثير يحمل طعم الأسطورة في النص ، العجوز و حكاية العجائر الشريرات تخز في المتلقي طفولته و تستفز حاسة الخوف الداخلية لترفع من إيقاع التشويق ، العملاق الطويل الممتد استحضار للثقافة الشعبية و و تهيؤات الخوف ، الجنون و التعاسة و القوى الخارقة عند المجنون ، كلها أضفت جمالية خاصة على النص و انتشلته من صبغة الروتينية القصصية ، و تقحمه في عوالم بدأت تتوارى أمام ما وصلت إليه الحضارة .

النص يستعمل الأسطورة و اعتمد على التنبؤ ، ليلخص فكرة مفادها أن الأمراض النفسية نحن من يصنعها ، و أنها ناتجة عن ظلم ما لا تستطيع النفس التعايش معه ، فيكون أثقل من أن تحتمله موازين النفس البشرية ، و بالذات تلك المتعلقة ، بقتل النفس و الجرائم الجنسية .

النص غني جدا ويحتاج إلى كثير من الوقت لاستكشاف كل ما يلامسه ، بل أراه يحتاج إلى ناقد حقيقي لدراسته .

شكرا