عرض مشاركة واحدة
قديم 11-24-2010, 02:22 PM
المشاركة 37
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ولولا شُموعٌ بِكَفَّـيَّ يَقْظَـى
أفَـاقَ قليـلاً ولـمْ يَعْـجَـلِ

ويستمر الشاعر في مخاطبة حبيبته بعد أن شخصن في البيت السابق قلبه فجعله كمثل طفل صغير يغفو في حضنها ويلتحف بثوب جمالها الناعم والدافئ وكأنه ثوب من الحرير أو المخمل...فكان نومه وغفوته عميقة في مثل ذلك الجو المريح والدافئ بل المشتعل بالحب.

وفي هذا البيت يستمر الشاعر في مخاطبة حبيبته فيقول ..أي حبيبة..نعم ...تأكدي بأن غفوت قلبي في حضن الحب المخملي ( الم يغفو فيك؟ )، حبك أنت لوحدك، كان يمكن أن تطول وتستمر، وكان يمكن لقلبي أن يظل يغط في نوم عميق وهو يلتحف بثوب نظارتك المخملي، لولا أن نيران الحب هذه المشتعلة في كياني جعلت أصابعي تضئ فأصبحت وكأنها شموع مشتعلة فاستفاق قلبي، ولكنه استفاق على مهل ولم يتعجل...حيث كان من الممكن أن يستمر في تلك الغفوة إلى ما لا نهاية وذلك بسبب ذلك الجو المخملي المفعم بالحب الذي يوفره جمالك ونظارة وجهك.

وهذا البيت كناية أراد الشاعر أن يعبر فيها عن شدة الحب أيضا، وهو ما جعله يقتصر في حبه عليها، وكأنه يقول أن جمال فتاته كان رائعا مخمليا إلى الحد الذي وفر له مكانا مريحا جدا، فغفى قلبه فيه، واستغرق في غفوته، لولا أن حرارة الحب المشتعلة في ثنايا قلبه جعلت أصابعه تضئ فاستفاق من شدة الوهج وحرارة الحب.

فمن ناحية غفى الشاعر في حضن الحب وتلحف بثوب جمال تلك الفتاة المخملي، وكان يمكن أن يظل يغط في نوم عميق إلى ما لا نهاية بسبب ذلك الجو المفعم بالحب والدفء والإحساس المخملي، ولكنه استفاق كنتيجة لحرارة الحب المشتعل في قلبه، والدليل على ذلك أن أصابعه قد أضاءت من شدة ذلك الاشتعال ( الحب ) الملتهب في كيانه.

وقد أبدع الشاعر هنا إذ شبه أصابعه بالشموع المشتعلة، وشبه القلب بالطفل الذي يغفو ويستيقظ...وهو ما جعل هذا البيت من الشعر يضج بالحياة...وقد سخر الشاعر هنا التضاد من جديد فمن ناحية تحدث عن النوم واليقظة ومن ناحية أخرى تحدث عن البطء والقلة والعجلة...فتمكن من اسر انتباه المتلقي...من خلال هذه الصورة الشعرية الجميلة.

يتبع،،