عرض مشاركة واحدة
قديم 11-10-2011, 03:20 PM
المشاركة 28
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مساء الورد لجميع المتداخلين هنا في هذا الحوار الشفاف نسبيا و الشكر موصول لصاحبة الدعوة الأستاذة الهام مصباح
طرح الموضوع كان بطريقة مختلفة نوعا ما عما يتوجب /على الأقل بالنسبة لي شخصيا/ فحين نقر أنه حق شرعي و سنة يجب على الرجل تطبيقها ففي جذر السؤال تكمن مشكلة تجريم المرأة التي لا تقول بغير هذا
الطبيعة البشرية مهما تسامت و تفانت في حب الآخر و السهر على راحته لا تقبل الشراكة بأي نوع من الأنواع فما بالك بإنسانة قضت عمرها مع رجل تحاول أن تبحث عن كل مكامن السعادة لتهيئها لشريكها ثم يفجؤها برغبته في زواج آخر هذا في أحسن الأحوال إن لم يكن متزوجا حقا و يخبرها من باب العلم بالأمر أو وضعها تحت الأمر الواقع
و في الحقيقة فإن مؤسسة الزواج مهما بلغت متانتها و قوتها و تماسكها معرضة للكثير من الخروقات خصوصا مع رجل يملك حقا شرعيا بتعدد الزوجات يلوح بالزوجة الثانية في كل مناسبة تخطر بباله و كأنها سلاح في يده مع أن الشارع الحكيم قررها له من باب حل مشكلة ما كما أسلف المتداخلون قبلي كمرض أو عقم أو عجز ما و لم يعط الأمر بإطلاقها لكل الذكور و قيدها ب " ان تعدلوا" و أتبعها ب "ولن تعدلوا"
بعض الرجال يقولون " امرأة واحدة لا تكفي " و يحتجون بهذا لإقامة علاقات جانبية أو زواج آخر و يتذرعون بالملل و روتين الحياة اليومية الذي يسود قانون المؤسسة الزوجية و لكن لو نظروا من الجانب الآخر أليست المرأة أيضا شريكة أساسية في المؤسسة و معرضة للملل ؟ و لماذا عليها فقط أن تتحمل تبعات الزواج الآخر نفسيا و اجتماعيا و اقتصاديا فيما الرجل يحصد جميع المكاسب ؟هل يفكر الرجل كيف يدين المجتمع امرأة أصبح لها ضرة أو ضرائر بأن يعتبرها هي السبب الرئيسي للزواج الآخر ربما بسوء تصرفها أو معاملتها السيئة؟ و هل يعتقد رجل أن امرأة ما مهما بلغت من الحكمة و طول البال و التحمل تستطيع أن تتقاسمه كحبيب و زوج مع امرأة أخرى ؟ و هل يعتقد أنه إن عدل اقتصاديا بين الطرفين لن يكون هذا بسحب بعض الصلاحيات من الزوجة الأولى و تقليل مستوى الرفاهية ؟ عليه أن يسأل نفسه هذه الأسئلة قبل أن يقول : سأعدل!! و عليه ان يتذكر ان الأمانة عرضت على السموات و الأرض و أبين أن يحملنها و حملها الإنسان ظلما و جهلا
عندما يكون هناك دافع رئيسي و مهم و ظاهر لكل الناس يستدعي زواجا ثانيا كمرض
أو عقم أو عجز ليس من أحد سيرفض و لكن عندما يكون لإكمال شكل اجتماعي معين نشأ بعد تغير الحالة الاقتصادية مثلا فهذا مرفوض قطعا .
و القول بأنها سنة نبوية شريفة فهناك سؤال مهم جدا على : إذا فرضنا أنها سنة و الرجال مأمورين بها ،هل طبق الذكور جميع السنن النبوية و الأوامر القرآنية و لم يتبق إلا هذا الجانب؟
في تقديري الشخصي أن الكثير من المسلمين حاليا يلوون عنق الضوابط الشرعية لتناسب أهوائهم و رغباتهم الشخصية و يبقون تحت مظلة المشروع و يشهرون في وجه من يخالفهم سلاح الحلال و الحرام و الواجب و المسنون و المندوب ... الخ
و من خلال معايشة شرائح اجتماعية مختلفة أجد أن الزواج الثاني في غالبية الأمر يأتي لتلبية رغبات شخصية لا علاقة لها بما وضع من شروط لهذا التعدد في الأصل الشرعي

تحيتي لكم جميعا