الموضوع: أيتها الشقية 2
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
0

المشاهدات
2647
 
محمد محضار
من آل منابر ثقافية

محمد محضار is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
401

+التقييم
0.08

تاريخ التسجيل
Jan 2011

الاقامة
المغرب

رقم العضوية
9663
09-25-2011, 03:06 PM
المشاركة 1
09-25-2011, 03:06 PM
المشاركة 1
افتراضي أيتها الشقية 2
أيتها الشقية ، كم بحث عنك ؟ كم طفت شوارع المدينة وأزقتها ألهث خلف طيفك ؟ علني أعيش جزيئا من الماضي الجميل ، دون جدوى ، لقد قتلت الأيام كل شيء وسحق القدر الذكريات سحقا ، فلا أنت إسمك "ف" ولا أنا إسمي "ح"، فقدت ذاكرتي ونسيت نفسي وسط الناس.
ربما تذكرت أنك حتى الأمس القريب كنت تطرقين باب بيتي كل صباح ، تمسكين يدي ، وتجرينني جرا من فراش نومي ، تغازلينني بصمت ، وتبتسم عيناك في وجهي .
أيتها الشقية ، قلبي كان وما زال بيتا واسعا يتسع لك ولأحلامك وأمانيك ..أنا أعلم علم اليقين أن فجر الأمس الذي كان يطل علينا ونحن في أوج حبنا يشرق اليوم على طيفينا .
أيتها الشقية لو كنت تعلمين معنى الحب ، لتذكرت مثلي فالذكرى تزرع الدفء في القلوب ، ربما كان الأمر بالنسبة لك مجرد نزوة طارئة مع عابر سبيل أعجبك ، ربما كان الأمر بالنسبة لك مجرد قبلة ظللت تلهثين وراءها فلما نلتيها ، نسيت لهفتك عليها.
أنت امرأة ، والمرأة لا شيء يقف حيالها إن تبنت غاية أو هدفا.
لقد آمنت بك أيتها الشقية إيمانا قويا ، وشفعت لنفسي تعلقها القوي بك ، وأقبلت عليك إقبال الجائع على الطعام ، وهضمت كل شكوكي ، وأصبحتِ يقينا وواقعا كتب علي أن أعيشه.
كل شوارع المدينة ودروبها تقسم ، أنني كنت في كل خطواتي شاردا ، أعيش عالما صنعه خيالي وجعل سكانه أنا وأنت ن
أيتها الشقية أنا غاضب منك بقدر مأنت بعيدة عني..






محمد محضار 28أكتوبر 1983
نشر هذا النص بجريدة صوت الآباء ، وأذيع سنة 1985 عبر الأثير ضمن مواضيع برنامج مع ناشئة الأدب الذي كان يعده الشاعر الفلسطيني وجيه فهمي صلاح ، لإذاعة الرباط


رب ابتسامة طفل خير من كنوز الدنيا اجمع