عرض مشاركة واحدة
قديم 03-02-2013, 03:17 AM
المشاركة 3
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الإعلام من أهم وسائل التغيير فربما يكون دوره رياديا في اسقاط المعسكر الاشتراكي
وقد كانت إذاعة أوربا الحرة ذراعا قوية للمعسكر الغربي في حربه الباردة الساخنة يومئذ مع الشيوعيين
عند انهيار حلف وارسو وجه الغرب مدافعه الإعلامية إلى الشرق الأوسط من خلال أمواج إذاعية وقنوات تلفزية تحمل شعار الحرية ، وتناسلت قنوات كثيرة ناطقة بالعربية كلها تبتغي موطئ تأثير على هذا الكيان الرخو المتمثل في العالم العربي الذي لا يزال تفكيره بدائيا .
في بدايتها كانت قناة الجزيرة سباقة إلى اكتساح سوق الإعلام في هذه المنطقة التواقة إلى الانعتاق من الإعلام الموجه والممجد للسلطان و الناقل للزيف والبعيد كل البعد عن وجع المواطن . كان ذلك في بداية تفتح الفضاء الإعلامي العربي في التسعينيات . لكن الغرب معرفة منه بقدرة الإعلام على تكوين الرأي العام أنشأ قنواته التلفزية منافسا قناة الجزيرة و حرمها من الجمهور اللبيرالي خاصة .
إن انحصار قناة الجزيرة راجع إلى أسباب شتى منها على الخصوص عدم تجديد دماء القناة ، وطول مدة البرامج مع العلم أن اليوم تمتاز كل أشكاله التواصلية بالإختزالية المفرطة وما تزال القناة تعمل على شاكلة خطابات الأنظمة القومية في برامجها . أضف إلى ذلك عامل المنافسة في مجال الإعلام فانتشار الأنترنيت استقطب العديد من متابعي البرامج التلفزيونية . وصولا أيضا إلى سطحية التحليل وانحراف المادة الإعلامية إلى القشور أحيانا أكثر من توجهها إلى صلب الحدث وهذا النمط من التحليل يكون تحايلا وهروبا من كشف تورط القناة في مساندة طرف ضد طرف أو محاولة جر الموضوع بعيدا عن الخطوط الحمراء التي ينتهجها خط التحرير والرقابة .

رغم ذلك تبقى قتناة الجزيرة مقاولة إعلامية لها كثير فضل في تسريع الإصلاح الإعلامي في الدول العربية ، ولها أفضال كثيرة في تغطياتها الحية لمختلف الحروب في المنطقة العربية ، وكذا في تكوين رأي عام عربي فشلت الجامعة العربية في بلورته ، لكن تبقى التحديات أمامها ماثلة ، هل أدت دورها واكتمل ، أم أنها ستغير طرائقها ومناهجها وأسالبها لتكون على مستوى قنوات منافسة لن تستلسم ما دامت منطقتنا منطقة صراع ومصالح للآخر أكثر مما هي أوطان لأصحابها .
أخيرا الشكر الجزيل لكتابة الموضوع المتميز بحرفية ومهنية عالية