عرض مشاركة واحدة
قديم 04-15-2012, 10:11 PM
المشاركة 425
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تقول الدكتوره رضوى عاشور عن الكتابة والذاكرة :

- ولدت عام 1946، أي بعد عام واحد من نهاية الحرب العالمية الثانية، وقبل عامين من هزيمة العرب في حرب فلسطين. لا أؤرخ الآن لحياتي ولكنني أشير إلى أن السنوات الممتدة من احتلال الساحل الفلسطيني عامي 1947-1948 إلى احتلال بغداد عام 2003 والمجازر اليومية في الحالتين تشكّل كل سنوات عمري.
- أنتبه الآن إلى أن كافة نصوصي الروائية هي محاولة للتعامل مع الهزيمة.
- كنت في العاشرة من عمري حين هاجم الإنجليز والفرنسيون والإسرائيليون مصر عام1956 . وكنت في الحادية والعشرين حين اندلعت الحرب من جديد. أعي أن أبناء جيلي من طلاب الكلية الحربية والفنية العسكرية الذين انتقلوا ذات صباح من مقاعد الدرس إلى ساحات القتال، استقر أكثرهم هناك تحت رمال الصحراء في سيناء.
- إن حرب 1967 وما تلاها من ملمّات جعلتنا نعي بحدة أن التاريخ لا يقتصر على سجلات الماضي ومدوَّناته بل يمتد ليشمل واقعنا المعيش ويلازمنا بشكل يومي: حروب متتالية، مجازر، هزائم، قمع وقهر، ودائما، أمان مفتقد وإرادة منفية في ظل واقع قابض نجاهد لفهمه، ونحلم بتملكه.
- "هذه العاصفة في عقلي تعطِّل حواسي من كل ما عداها من مشاعر سوى ما ينبض فيها". يقول الملك لير، وأنا أقول مع الناظر الذي أشاركه النظر، في روايتي "قطعة من أوروبا":
"لم أعو عواء الملك في العاصفة. كنت مجرد ناظر ينتهي من عمله ويعود إلى منزله ليتابع العاصفة. يشاهد كرات اللهب والدخان على شاشة، يسمع دمدمة القذائف لا الريح، وسقوط القنابل الذكية والأقل ذكاء على شط العرب. يلتف بعباءته الصوفية كأنها كفن…(ولكنني) عشت، أقصد استيقظت في الصباح وقلت صباح خير…، وارتديت ملابسي…، اليوم وغدا والغد الذي تلاه، يوما بعد يوم بعد يوم، كل يوم، حتى تلقفتني عاصفة تالية وعاصفة أخرى بعدها. شاهدت التوابيت مصفوفة صفا طويلا لا تحيط به عدسة المصور إلا عن بعد، وآلاف الرجال المحتشدين في الملعب البلدي يقيمون صلاة الجنازة، يتحرك الموكب في قيظ غريب على يوم ربيعي. الأكفان محمولة على أكف الرجال، يقطعون الطريق من الملعب الكبير إلى المقبرة: مستطيلات محفورة في عمق الأرض، متلاصقة، متطابقة، متساندة، وتنتظر.(…) قلت: لن أرى مشهدا أكثر حزنا وجنونا.
- ولكني كثيرا ما أخطئ التقدير، عشت لأرى جثثا في أدراج ثلاجة، في كل درج جثتين، ومسيرات من أعلام وبشر يحملون جثامين جديدة كل يوم، وسيارات نقل كبيرة كتلك التي يكتظ على ظهرها عمال التراحيل أو الأطفال الذاهبين لجني القطن، أو حتى جنود الأمن بعد تلقيهم الأمر بالتوجه لقمع مظاهرة، تصطف في كل سيارة نقل منها الأكفان، كفن لصق كفن، أبيض لصق أبيض. أين لير من تلك العواصف؟ هل تبادلني أيها الملك المسرحي حياة بحياة؟ اعطني جحود ابنتيك، وخذ بحر البقر وشاتيلا والعامرية وقانا وجنين. لا لن أعطيها لك، هذه حكايتي!


- وتقول " هل يبدو غريبا لو قلت الآن إن هذه اللغة ( العربية ) تمنحني قدرا لا يستهان به من الأمان؟ أكتب بالعربية وأنتمي إلى تراثها الحي فينتفي اليتم، تتبدد الوحشة، وأيضا يهدأ بعض الاضطراب.


- هناك ما يشير الى ان الدكتورة رضوى نهلت عبقريتها وابداعها من تجربة اليتم ولكن حتى لو لم يكن هناك يتم فان حكايتها الملخصة اعلاه تشير الى الم لا حدود له الم بها منذ نشأتها وحتى تاريخه.


على الاغلب هي يتيمة لكنا سنعتبرها مأزومة بدليل حكايتها ولغياب ما يؤكد يتمها في سيرتها والتي تقفز للاسف من ذكر سنة الولادة الى دراستها الجامعية في تجاهل واضح للفترة التي تصنع ما تكون عليه الشخصية في وقت لاحق.

مأزومة.