عرض مشاركة واحدة
قديم 03-10-2011, 10:33 PM
المشاركة 29
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



الدعوة إلى السفر



القصيدة*



ولدي، أختي


أحلمْ بطريقة لطيفة


أحلْم بأن نذهب إلى هناك


لنعيش جميعاً


أرغب في الراحة


أحب ومْت


في البلد الذي يشبهك


شموُسه المبللة


من هذي السماوات الملبدة


من أجل روحي لها المفاتنُ


المكتنفة كثيرا بالأسرار


مفاتن عينيك الخائنتين


تلمعان عبر دموعهما


هناك.. كل شيء ليس إلا نظاماً وجمالاً


فخامة، هدوءاً، واشتهاء حسياً


....


سوف يزين غرفتنا


أثاث متوهج


صقلته السنون


الزهور النادرة جداً


تمتزج أرائجها


بروائح العنبر الملتبسة


[وإذا لقيت، هناك، لقيت]


السقوف الباذخة


والمرايا العميقة


والتألق الشرقي


كل شيء سوف يتحدث هناك


إلى النفس سراً


لغة مسقط رأسه العذبة


....


هناك .. كل شيء ليس إلا نظاماً وجمالاً


فخامة، هدوءاً واشتهاء حسياً


أطلي على هذه القنوات


حيث تنام هذه البوارج


مزاجها شارد


ومهما تبحر من أقصى العالم


فلكي تشبع أقل رغبتك


الشموس الراقدة


تكسو الحقول


والقنوات، والمدينة كاملة


بالياقوت الأحمر وبالذهب


وينام العالم


في ضوء ساخن


هناك .. كل شيء ليس إلا نظاماً وجمالاً


فخامة، هدوءاً واشتهاءً حسياً




ترجمة : محمد الإحساين


- - - - - -

نشر بودلير، "الدعوة إلى السفر"، ثلاث مرات (1857، 1861، 1862) وهنا القصيدة.

Baudelaire les Fleurs du Mal. Spleen de Paris et Idéal*

(l’Invitation au voyage- p.p 136, 138




هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)