عرض مشاركة واحدة
قديم 03-10-2011, 10:23 PM
المشاركة 26
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



تواصل




الطبيعة معبد يزخر بالأعمدة الحيّة


التي تطلق أحياناً كلاماً مبهما


والإنسان يمرّ عبر غابات من الرموز


التي تراقبه بنظرات أليفة


وكالأصداء البعيدة التي تختلط ببعضها


عبر وحدة غامضة وعميقة


واسعة الأرجاء كالليل وكالضياء


تتجاوب العطور، الألوان والأصوات


هنالك عطور ناعمة كبشرة الأطفال


عذبة كألحان المزامير


خضراء كالبراري في الربيع


وهنالك عطور أخرى


فاسدة، قويّة وغالبة


تشبه بانتشارها ما هو لا نهائي


كالمسك والعنبر


عطر الشّرق والبخّور


التي تنشد تحليق الأرواح والحواسّ





موسوعة الآداب العالمية








هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)