الموضوع: كشك
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
5

المشاهدات
3150
 
تراكي برباري
معرّف وهمــي

تراكي برباري is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
85

+التقييم
0.02

تاريخ التسجيل
Apr 2011

الاقامة

رقم العضوية
9878
05-10-2011, 03:10 AM
المشاركة 1
05-10-2011, 03:10 AM
المشاركة 1
افتراضي كشك
تعودت أن امر بك كل صباح و ألقي عليك تحية المساء و تطوق صباحي بالياسمين و الورد و تغدق علي كلمات السحر و الجمال..

كان محرابك ذلك المكان في كشك الجرائد والمجلات وغيرها مما يباع بمثل هذه الاماكن.

ومررت بك كما كل يوم.. فلم تكن هناك .

بحثت بنظري قد تكون منهمك في عمل ما داخل الكشك ولم تنتبه لي و ناديت ..مرة فاخرى..فتكلم صوت خلفي ،إلتفت مستغربة

أنت لا تغادر المكان ،محيطك كان ذلك المربع من البناء ذي النافذة الصغيرة الجميلة من الحديد المطروق ذي اللون الأزرق ..

كل شيء في كشكك كان مختلفا القبة البيضاء و زرقة طلاء النافذة و الباب ..كلون المتوسط، صوت الموسيقى الهادئة المنبعثة من محلك و أقفاص العصافير التي كانت هناك قرب الجرائد و المجلات و دواوين الشعر و كتب النقد و أكياس الحلوى..

كل هذا أضفى على المكان قدسية خاصة و جعل من كشكك معبد معرفة و تعبد روحي تسمو فيه الأصوات من موسيقى وزقزقة الطيور و نغمات مؤلفة بين هذا وذاك..
كل هذا جعلك و المكان مميزان..

إلتفت خلفي لأرى مصدر الصوت لم تكن أنت بشاشيتك الحمراء و مشموم الياسمين أو الفل فوق أذنك صيفا والقرنفلة الحمراء أو الوردة في بقية الفصول ..كان شابا رياضيا عاري الرأس ..يسألني ماحاجتي ..

نعم ما حاجتي؟
و تساءلت في نفسي عنك .. لم أرك تغادر المكان قط .. كنت محط كل لحظات رغبتنا في القراءة و الإطلاع على آخر أخبارالعالم..كشكك كان مرفئانلتجئ إليه عند نزول المطر و في الحر نستظل به و يدفئء مشاعرنا و حواسنا...

سألت عنك فقال أنك رحلت و تركت الدكان..

لم يعد كشكا بات دكان..تغيرت التسمية و تغيرالرجل،ظل المكان ورحل الزمان.

هل سيبقى منك شيء؟
هل سيظل المرفئ ملجأنا؟هل سنحط به الرحال مجددا ؟هل المكان ما كان يجرنا هناك أم حاجتنا أم أن خصوصية الرجل و الموسيقى التي تغمر الوجدان أم ريح الماضي التي كانت فيه ..أحنين ماكان يشدنا أم روح خفية كانت تجمعنا؟

ملاحظة:
المشموم: هو باقة من أزهار الياسمين أو الفل تلف بخيوط رقيقة
الشاشية: غطاء للراس أحمر اللون غالبا،من أشهر الصناعات الحرفية و أقدمها في تونس