عرض مشاركة واحدة
قديم 12-21-2011, 11:34 AM
المشاركة 169
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
الجابري في قافلة الغياب او طفولتنا التي تموت
ذهب الجابري ، لم تذهب «زمرا» ولا «البحر» ولا الخريف ولم تذهب رواياته يوم من أيام زمرا و»البحر ينشر ألواحه» و»ليلة السنوات العشر»..ستظل شهادة على مراحل عديدة من حياة البلاد... ستظل شهادة على الاستعمار وعلى العقود الأولى للاستقلال بما فيها من براءة ويمكن ان نضع في هذا المجال روايات حليمة والتوت المرّ ومن الضحايا والزيتون لا يموت والشيخ كرامة..
ولعل ما يميّز الجابري عن هؤلاء انه حاول ان يتناول هذه المواضيع بأكثر جرأة من أصحابه فثمة في رواياته نوع من التجاوز للخطاب الروائي لمعاصريه..
نشأ جيلي المعاصر في زمن يتجه الى الانسلاخ عن ذاته والتخلي عن كل القيم والصفحات الجميلة..
وفي ظل نوع من الاحتقار الذي ساهمت فيه أطراف عديدة للرواية التونسية وغرام الأولاد والبنات بنجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس وتوفيق الحكيم وغيرهم..


كنت أبحث عن الروايات التونسية.. بدافع الاطلاع طبعا ولا بدافع النقد.. فكانت ذهنية عنيفة..
كانت رواية «يوم من أيام زمرا» رواية تتحدث عن الكفاح الوطني ضد الاستعمار وتركز خصوصا على النضال النقابي ضد الاحتلال..

لقد كانت روايات الجابري في تلك الفترة من أوائل الروايات التونسية فالرجل من الجيل الأول من الروائيين والكتّاب التونسيين الذين ظهروا بعد الاستقلال. وكانت هذه الروايات قد غلب عليها الطابع الوطني حيث ركزت على الولاء للوطن وللشهداء ومحاولة إنشاء سرد تونسي مقاوم أو محتفي بالمقاومة.
روايات الفارسي والمطوي وبن الحاج نصر والجابري ملاذا لي.. كنت التهم هذه الروايات وأرى فيها ما أرى...


ظلت روايات محمد صالح الجابري في الذاكرة... وظلت عناوينها ومناخاتها مرسومة في الذهن
واليوم... أستفيق مات الجابري... التحق بالفارسي والمطوي والمسعدي وغيرهم... وبدأت طفولتنا تموت... تموت... تموت...ماتت طفولتنا...تغيرت المباني القديمة مات الأهل الكبار الذين كنا نعتزّ بهم ونحبّهم بكل عفوية.. ومات الكتّاب الذين عشقنا أدبهم وترعرعنا في ظله..
مات الجابري
مخلّفا للمكتبة التونسية رصيدا كبيرا.. وتاركا للساحة الكثير من الأعمال الأدبية والنقدية... وبتوقف نبضه يتوقف نبض قلم تونسي هام ومتميّز.


مات الجابري مات شخوص رواياته وماتت الشخوص التي تناظرها في الواقع...
لكن أعماله لن تموت...
فرحمه الله وأسكنه فراديس جنانه...
http://www.alchourouk.com
==
رحيل الجابري
واختار القصاص العربي البارز الجنوب التونسي "مسقط رأسه" كصورة نمطية للمكانالرمزي بقيمه الأصيلة خاصة أثناء الاحتلال الفرنسي له حتى إن صورة هذا الجنوب لازمتحياة هذا الثائر المفعم بالحماسة والأمل .