عرض مشاركة واحدة
قديم 02-09-2021, 01:59 PM
المشاركة 6
عبد الرزاق مربح
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي رد: تعريفات ساخرة...لكنه الواقع يا حضارات
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةتحية طيبة.
حيث أنني في منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية فسأحاول أت أتفلسف قليلانقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
لنفترض أننا استبدلنا الفقراء بالأغنياء أو المسؤولين بالمواطنين فهل سيتغير الوضع؟
لا أظن ذلك، والتجربة قد أظهرت أن التغيير في قمة السلطة في بعض الدول لم يحقق التغيير بالقدر المطلوب، لأن المشكلة أساسا مشكلة قيم وقناعات تحكم علاقات أي مجتمع و تغرس في نفوس أفراده منذ طفولتهم.
عندما ذكر الله عزوجل فرعون وقومه في سورة القصص:" إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين" ، لم يستثن من الخطأ حتى أصغر فرد في السلم المجتمعي، وبين أنه حتى الجندي البسيط أو المواطن العادي قد يكون أسوء من أعلى مسؤول في هرم السلطة.
وقد تحدث المفكر الجزائري مالك بن نبي بإسهاب عن قابلية الشعوب للاستعمار بسبب انهيار القيم سواء لدى الحاكمين والمحكومين.
الأخلاق هي مفتاح النهضة لأي أمة من الأمم، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال:" إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".

لنفترض أنني موظف لدي قيم لن أحيد عنها، و كذلك جميع العمال و المدراء في كل البلاد، كل واحد يقوم بعمله بتفان و اخلاص و مسؤولية و بكل صدق و حماس ...هل سيتغير الوضع الى الأحسن؟

بعد مضي بعض الوقت، سيشتعل طوفان من الاحتجاجات، العمال يثورون، ليست هناك عدالة اجتماعية!
و لكن كيف يكون ذلك؟
العمال يقولون بأن الأجور التي يتلقونها لا تتناسب مع الأعمال التي يقومون بها، سلم الاجور مجحف جدا بحقهم و تندلع الاحتجاجات....

عند باب المسؤول يتدفق سيل من الأمواج البشرية، نريد العدالة الاجتماعية!
المسؤول لا يعترف ب" ديكتاتورية الجماهير" فهو لديه قانون يسير عليه، و يخرج من جيبه حزمة من القوانين و الاجراءات التفصيلية التي وقع عليها ممثلونا الانتخابيون في البرلمان...
يتوجه المحتجون الى البرلمان، أمام ممثلهم الانتخابي: لماذا هذا الاجحاف في حقنا؟
يجيبهم البرلماني بأنهم سطروا القانون الاساسي وفق ما يمله العمل النيابي، و تركوا السلطة التقديرية بيد الحكومة، فهناك وزارة العمل و لديهم كل الحسابات المتعلقة بكل الوظائف و سلم الأجور المطبق حسب وضعية الميزانية!

و الميزانية تلك مشكلة أخرى، فهناك سيكتشف المحتجون بأن خطة الحكومة الكبرى هي تسيير الازمات!

يعني أن الحكومة ليس لديها خطة عمل لبناء حضارة و اقتصاد قوي و فق منظور فكري يستطيع احتواء جميع الأطراف تحت غطاء عدالة اجتماعية، عدالة اقتصادية، ثقافية و و و
يعني الحكومة تشتغل كرجل اطفاء، أينما يكون حريق فهي هناك للتهدئة، و ليس لديها الوقت للبناء..

يسأل العمال عن مصيرهم؟ يجيبهم أحد موظفي الحكومة: في الوقت الراهن هذا مجرد احتجاج و لم يصل بعد الى درجة أزمة...هذا يتوقف على طول نفسكم و صبركم داخل هذه الدوامة!

نسأل الله العفو و العافية