عرض مشاركة واحدة
قديم 11-02-2015, 06:13 PM
المشاركة 2
انمار رحمة الله
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
بداية وقبل كل شيء ...
أحب أن أشكر المنابر منبراً منبراً ،وقلباً قلباً وقلماً قلماً ،الإخوة القرّاء والأحبة والأصدقاء وللسيد المبدع أيوب صابر على هذه الأضمامة التي أتمنى أن أكون أهلا لها.
سيدي الحبيب... وأعتذر عن أي خطأ نحوي أو إملائي لأنني أكتب بجهد وأتمنى أن تعذروني
مرحلة الطفولة :
1- المرة الأولى التي قرأت فيها قصصاً،حين اشترت لي أمي قصصاً من ولد يبيعهن على الرصيف بعد أن يفرغ من قراءتهن.
2- بدأت أتابع القصص في المجلات والمكتبات ،حينها كان جدي يعطيني دينار كل يوم ،نصفه أأكل به ،والنص الآخر أشتري به مجلات المزمار ومجلتي والرجل الخارق والناب الأبيض ،والفرس ذو القرن (ادغار ألن بو) ومنزل العجائب (عبد الستار ناصر.
3- المدرسة كان لها دور هام في تشجيعنا على شراء القصص ،منها كان الشراء قسرياً كقصص قادسية صدام ،ومنها ما كان طوعياً ،فتعرفت على قصص من الصين (الأخوة الأقوياء) وقصص اكتشفت أنها كتبت بتصرف عن كليلة ودمنة ،وقصص الخيال العلمي ،والمغامرات كقصص السندباد ،والبخلاء بتصرف ،وغيرها.
4- وصلت الى مرحلة من النهم لم أستطع تحمل الصبر على قصة واحدة أو انتظار العدد الذي كان اسبوعياً أو شهرياً.وعرفت قلة صبري سنة 1986 تقريباً حين حللت أنا وعائلتي ضيفاً على قريبة لنا في بغداد ،في منطقة حي العامل ،كانت لدى قريبتنا مكتبة لقصص الأطفال ووعدتني أن تهديني قصاً ،وبالفعل أهدتني قصصاً قليلة ثلاث او اربع ،ثم أكملت أنا النصاب بسرقة عشر قصص أخرى ،في حالة من اللاوعي ،وكنت مسروراً جداً لأنني كنت أقتنص الفرصة تلو الفرصة في سرقة الكتب بين الحين والحين من دون أن تكشف أمري.
5- في سنة 1987 ،كتبت أول قصة ،كانت تتحدث عن حصان ،تساعده العصافير لأنه سقط في بركة ،ثم انها بدأت تنقل الماء بأفواهها وتلقيه على الحصان الذي نظفته العصافير بهذه الطريقة.ثم أن هناك صديقاً لي ،طرح علي فكرة ان يرسم القصة خال له ،فتكون قصة مصورة .وكنت أحمل القصة يومياً معي للمدرسة ،اقصها على الاصدقاء ،وهم يضحكون ويسخرون معتقدين أنني نسختها من كتاب ما.
ثم تلت هذه المرحلة قراءات كثيرة لقصص كثيرة حتى صارت لدي مكتبة ،كبيرة لقصص الاطفال في المنزل ،كنت أضع القصص حولي وأحلم وقتها ان اكون بائعاً للكتب .

مرحلة المراهقة :
1- في العام 1991،وفي لب الحرب ،أتاني صديق جار لي ،وفي يده كتاب اسمه (الغاز بوليسية) .طلبت الكتاب منه ،ثم قرأته بشغف جنوني ،كان يتحدث عن جرائم غريبة ،ويطلب منك حل اللغز في الجريمة .في تلك اللحظة تفجرت لدي رغبة مطالعة قصص المغامرات والألغاز الغرائبية والبوليسية .طبعا أردت شراء الكتاب من الصديق لكنه رفض طالباً المزيد من المال ،فلم امانع لأنني كنت بحاجة الى الكتاب أكثر من حاجتي للأمان تحت وقع القنابل والبارود والدمار.
2- بعد إنتهاء الحرب توقفت عجلة الطبع والمكتبات والدوريات العراقية والعربية الوافدة ،من الكويت (مجلة العربي الصغير) ومن مصر (مجلة ميكي ماوس) ولم تعد تصدر المجلات العراقية الا بعد مدة طويلة .فصارت لدي فاصلة زمنية نضجت بها أكثر ولم اعد اكتفي بتلك الأفكار الطفولية البسيطة.حتى أتت سنة 1993،كان لدي صديق في سوق السماوة ،رأيته مرة منهمكاً بالقراءة.وحين طالعت ما يقرأ واذا بها كتاب( الرسائل السود) لأجاثا كريستي ،وكان يحتوي على ثلاث قصص طويلة ،أولها قصة (الميجور بورنابي) الذي قتل صديقه واخفت اجاثا كريستي هذه المعلومة حتى نهاية القصة ،وقد تعرف المحقق على الجاني في جلسة تحضير الأرواح.وقتها لم اتمالك نفسي ،وصرت اجمع النقود من يومياتي ،واذهب لشراء روايات اجاثا كريستي من المكتبة .فقرأت في تلك السنة فقط عشرات الروايات لها ،جريمة في وادي النيل ،رعب في المدينة،بصمات الاصابع ،جريمة في بغداد،طلقة في الرأس ،الجريمة الغامضة في ستايلز وغيرهن .
3- بعد القصة التي كتبتها في الثمانينات ولم تجد من يهتم بها ،تجرأت مرة أخرى على الكتابة ،بالضبط صيف 1993،قررت ان اكتب رواية بوليسية .وبالفعل بدأت الملم الأحداث وكيف ان البطل يأتي وكيف سيتورط في جريمة والى آخره.والغريب ان احداث الرواية الاولى كانت كلها في بريطانيا ,وهذا نتيجة تأثري بأجاثا كريستي في تلك المرحلة.ثم أن الرواية لم يكتب لها النجاح ،لأنها لم تكن رواية بالاصل ،بل كانت رغبة خاطفة ،ماتت لأن صاحبها لم يكن يملك الوعي الكامل لكتابة رواية ،ولم يكن يملك المفردات والاحداث والتكنيك ،فانتهت وانا اقارن بينها وبين ماقرأت فوجدتني لا أقو على الأستمرار .
4- في العام 1995عثرت على كنز كبير،مكتبة لعمي الذي هاجر من العراق قبل عام،وكانت تحتوي على اغلب روايات نجيب محفوظ ،واحسان عبد القدوس،والبروتو مورافيا وكولن ولسن وماريو بوزو.في الحقيقة لم أستطع هضم رواية (ضياع في سوهو) ولا رواية (الأحتقار) لأنني لم اكن مهيئا ثقافياً أو عمرياً.ولكن وجدتني هائماً ومنساباً مع نجيب محفوظ في كبريات وراياته التي قرأتها بفضل مكتبة العم.السراب وخان الخليلي وحضرة المحترم ،والثلاثية،وشهر العسل (قصص )وأخيراً رواية أولاد حارتنا التي قراتها مرتين.سحرني غموض الجبلاوي وصمته واحداث الحارة والصراعات بين الفتوات والناس البسطاء ،وابطال الرواية . وعثرت أيضاً على قصص لأدغار الن بو وماري شيلي بعثت في قلبي حب هذا اللون الذي آمنت بكتابته لاحقاً .
5 في العام 1996 حدث إنعطاف لا أبرره سوى أن العاطفة والحاجة الرومانسية والحب العراقي الذي دائما يكون من طرف واحد ،دفعني إلى الشعر.وبالفعل كتبت الشعر وتعلمت الأوزان على يد شعراء ،وكتبت القصيدة العمودية والتفعيلة والنثر ،طويل السنوات من 1996 وحتى سنة 2009.وقد كنت معروفاً في المحافظة طوال التسعينيات بين الأصدقاء والمعارف فقط لأنني لم أتردد على الملتقيات الرسمية كالاتحاد وغيرها أنني شاعر،نشرت أول قصيدة لي في جريدة الوركاء عام 2001،بعد طلب من محرر صفحتها الذي شرحت له خوفي من أن تؤخذ القصيدة بغير معنى وتلفق لي تهمة ،ولكنه وعدني بكل خير.ومن بعد بقيت اكتب لنفسي ولمعارفي وأصدقائي في الجلسات الخاصة .