عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
3

المشاهدات
4765
 
أحمد فضول
من آل منابر ثقافية

أحمد فضول is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
226

+التقييم
0.05

تاريخ التسجيل
Jul 2012

الاقامة

رقم العضوية
11350
09-02-2012, 10:24 PM
المشاركة 1
09-02-2012, 10:24 PM
المشاركة 1
افتراضي أمسية في عبق البترا
في أمسية من أمسيات الصيف دعاني صديق لزيارة البترا ضمن برنامج " Petra by night " وفعلا سارعت لإجابة الدعوة وقد كان مكان الانطلاق من أمام المدخل الرئيس للمنطقة الأثرية ، حيث وصلت إلى المكان وقد تجمع المشاركون في ليلة كان البدر مكتملا توسط كبد السماء. وبدأت المسيرة بصمت مطبق لا تسمع إلا وقع الأحذية والتي كانت من نوع خاص لا تصدر صوتا قويا مزعجا فقد تهيأ كل زائر لهذه التجربة السحرية الخلابة ، وقد ازدان جانبا الطريق بالشموع والتي أعدت بشكل يوحي بالدهشة والجمال والكل يسترق السمع وكأنه يسمع همسات أجدادنا الأنباط ، وبعد مسير دام أكثر من ثلاثة أرباع الساعة لا نسمع خلالها إلا همسات معدودة ووقع الأقدام الخفيف ليشكل كل ذلك جوا رومنسيا تكتنفه أضواء الشموع والتي تخفت وترتفع بين الفينة والأخرى ، وعندما وصل المشاركون ومعهم الدليل الخبير والذي إلتزم الصمت احتراما لجلال المكان وليترك للمشاركين متعة الأجواء الخلابة : مسير جماعي وصمت مطبق وأضواء الشموع تتخلل جنبات الطريق الملونة الملتوية حسب طبيعة المنطقة ، كل ذلك يضفي سحرا أخاذا من النادر أن يعايش الزائر مثل هذه الأجواء ، ووصل المشاركون قبال الخزنة وقد اكتست الساحة بمئات الشموع المضيئة وقد أرسلت شيئا من النور الذي اختلط بضوء القمر امتزجا بألوان الصخر الوردية ، وجاء صوت ناي من بعيد فيه من استدراج المشاعر ما يتوافق والجو الساحر وأخذ يرتفع شيئا فشيئا إلى أن وصل العازف أمام الزائرين وقد أضفى مزيدا من الجمال والسحر العابق بلون المنطقة وتاريخها العربي الأصيل ، وجاء دور الدليل ليشرح للزائرين تاريخ المنطقة ويدخل إلى الجزيئات ليزيد الزائرين علما إضافيا بالإضافة لما عاينته عيونهم وأحاسيسهم من خلال التجربة الفريدة ، وبعدها أخذ الزائرون فترة استراحة تناول الكل خلالها كأسا من الشاي المعبق بطعم النعناع البلدي وذكريات الأنباط التي رسمت في الصخر لتقول لكل زائر : " نحن مررنا هنا وعشنا هنا وهذه هي آثارنا تسجل لنا تفاعلنا مع الصخر وجعلناه ناطقا فصيحا ، فماذا أنت فاعل أيها الزائر الكريم" .

ومن ثم أشار الدليل إشارة العودة وعدنا وكل واحد منا يهمس لصديقه أو زوجه أو ربما خطيبته همسات سجلها الصخر لهؤلاء الناس القادمين من شتى أصقاع المعمورة ليروا ماذا صنع الأنباط في باطن هذه الجبال الشامخة شموخ أبنائها بالرغم من كل الظروف ، وقد أخذ كل زائر صورا لن تغيب عن مخيلته أبد الدهر ربما نقلها بأمانة إلى أحفاده إن بقي في العمر متسع ، وقد صنع الأنباط ما فاق ما صنعته أعرق الحضارات من ناطحات سحاب أو جسور وطرق أو حتى ما صنعت حضارة الحاسوب وفق الامكانات المتاحة لهم آنذاك .

أحمد الفضول / عضو منابر ثقافية
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة