عرض مشاركة واحدة
قديم 08-23-2010, 12:15 AM
المشاركة 7
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

* ذات بدء .. بيننا ..
أنثر على وجه الليل .. تبر بلون الرماد
حفنة آهات ..
شرود .. يتعانق والمجرات ..
أدلق .. بضعة من عذابي .
آلامي .. أزجرها,, أكممها, لنعيها شتاتي ..
جسد رحيلي .. المسجى على قارعة الحكاية ..
حكاية قهر .. روائحها تفوح بالمحال .. والغرابة .. وربما الجمال
وعلى حدود جزعي .. هناك .. ونواصي جمجمتي
كنت ..أختلس ضوء ..
سراج أعلقه في حجرة وعيك .. شمعة أبدد بها ظلمة عنادك
كانت قصتنا بلا مثل .. أو مثيل
كانت حلم .. يضئ وجه الأصيل
ثم باتت خرافة .. أسطورة متسلقة لسياج الوهم ..
سيدي .. يا نحيب اعترك صوتي ..
أنين يفر طوعآ من صمتي ..
أحرفي التعبة .. الواجمة
يدلقها شوقي نزفآ على مرآك ..
ماذا دهاك ؟
تدنو حتى قاب قوسين أو أدنى ..
ثم تتوارى وراء أفقي كالسحاب ..
سحاب .. وعذاب
كيف تغفل ؟
وفي مدينتي ..
كاد ظلك أن يفترش الطرقات .. والأزقة .. وحتى شواطئ وسراب ..
أما أعتابي .. فيتوشح وجهك أمامها بالغياب
ولما تنسى !
أحاديثنا .. جدالنا .. وحتى صخب مسراتنا
كنت نستنشق ذات الهواء ..
وتقهقه أيها المار في دمي .. الساكن مروج صدري :
" بل تقصدين .. الغبار الهائم في الفضاء "
أنكس طرفي .. لسخريتك :
" لا بأس .. ساير شاعريتي قليلآ "
وتضحك ..
ويح عمري .. لأنفاس ضحكاتك .. لرنين صوتك ..
فلا تنكر ..هيامك .. غرامك ..ولون شهي لإقرارك :
" لا تكفيني ساعة معك .. ولا سنة "
وفي مساء آخر .. كان في بوحك .. شجن
زفرات تمزق هيبتك .. وسطوتك ..
وأحرفك .. تلطخت بالأسرار .. والطلاسم .. وطلح النوار :
" آه .. لو تعلمين كم أنا مغرم بك "
حقآ ؟ .. إذن لما تركت لي حين الفراق .. القرار ؟
كان يجترحك هواك .. وحين همست صاح صداك :
" لا أريد أن نفترق , أريدك دومآ معي .. وإلى الأبد "
تلجمني بحنوك .. ثم تلملم مجيئك وتغيب
يا مسافرآ على واحات عمري .. أيها الغريب ..
ساعة فقط .. لحظة .. بل ثانية
في إنطفاءتك من زمني .. ينحتها الويل عويل ..
في لامبالاتك .. وزحام أعبائك .. وعذرك الكليل :
" آسف .. أعذريني .. والله مشغول "
أكوام من الأسف .. تذكر وعدك .. لا .. لن أغفر بعدك :
" أنساِك ؟؟ .. مستحيل "
ها أنت تفعل , وتنسى حتى وجيبيي الحزين ..
كنت أنتظرك .. دومآ أترقبك .. والوقت يتلكأ في عيني ..
حتى الزمن بات شبيهك .. عنيدآ
كنت .. أتنهد .. أزفر .. وأخضع لبكاء مرير
أجوب نهاري .. بخطى تائهة ..
ولا تأتي .. لا تكلمني ..
وإذا ما فعلت يأكلني الصمت .. وأنت تهتف :
" تحدثي .. لما كل هذا السكوت ؟ "
نعم سيدي .. تبتلعني في وجودك .. أجواء حضورك ..
فهل تفوهت أنت !
هكذا مضت بنا الأمسيات .. وكم أخاف غدر السنوات ..
أنت في زحام عالمك , وأنا أذبل كورقة أسقطتها الريح ..
يا قلبي .. وأنيني .. يا بدر يضئ حنيني ..
قافلتي توقفت .. تسمرت على مشارف لقيانا .. تحجرت خطاها ..
موكبي لا يقدر على عبور حقولك الشائكة ,,
ولا يأبه العودة إلى جزيرتي النائية ..
وعلى مفترق الطرق ..
تظهر الحيرة بيننا كعاصفة ترابية
كان القدر - ذات صدفة - ينحت عالمنا بالسعد ..
والحبور .. وخاتمة من نور
هكذا كنت أحلم .. وأتصور .. وأرجو ..
أنا لا أقدر على المضي ..
لما لا تأت أنت ؟؟

تحيتي