عرض مشاركة واحدة
قديم 01-25-2015, 04:14 PM
المشاركة 6
زياد القنطار
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
اقتباس.

وأنت من البيت إلى مقهى الشمس، ومن الشمس إلى البيت، وإن شئت فلتتسكع في وجه مولاتك الطويل، عيون كثيرة ستنظر إليك، ستحصي خطواتك، تعرف من أنت ، من أين أتيت،متى تنام ومتى تصحو، لونك المفضل، فاكهتك، المشتهاة، كم عمرك ،عدد أسنانكالمتبقية، قميصك البني، حذاؤك الرمادي... و... أشياؤك الأخرى....مولاتك نائمة بين جبلين، تغط في سباتها، ولا تستفيق إلا اذا نادى المنادي للسهر، ساعتها تهز بجذعها، فتنط فسيفساء وجهها طربا ويرتعش نصبها.وحده وجهها الطويل لا ينام، نصبه ممدود إلى السماء دون حياء، أخته التوأم على الجانب الأيمن غير بعيد، وأنت في طريقك إلى سرتها الملونة، تفتح حضنها للريح، لتملأ صدرك بالريح إن شئت ولتذهب إليها، ستجد حولها وجوها ممدة، تطحن كلام الأمس، وتنتظر رمش العين، دربها سبعا تر عجبا...

هنا وفي هذا المقطع يأحذنا الأستاذ الطاهري بين راحتي كفي حرفه ,لنجوب معه المكان ونتعرف على تفاصيله وخصوصيته وأنا أستشرف من التنويه بالمقهى والبيت بإشكالية البطالة المتفشية بالمكان ,وجاء التسكع ليعني دليلاً آخر على الأمر ,وباعتقادي أن اختيار اللونين البني والرمادي كان لهما دلالة الثبات وعدم التغير للحالة أو دلالة على سطوتها فالعوالق على هذين اللونين قلما تلحظ وهذا يشي باستدامة الحالة البائسة حسب ما قرأت .والأكثر أهمية في هذا المقطع هو التنويه بواقع سياسي قمعي أمني يحصي على الناس أنفاسها ولايقلت من المراقبة حتى النفس الذي يأخذه صاحبه .كما أن احتضان الجبلين لذات الوجه الطويل كأنه يشي بثقل الهم والسبات دليل آخر عليه ,وعدم الاكتراث بالواقع يجعل الرقص واللهو متنفس فيها ربما للتعويض أو النسيان .وما التنويه بالفسيفساء إلا للتعميم وإسقاط الحالة على كل من فيها .وليست الوحيده فهناك وجوهاً تتناثر من حولها تعيش ذات الأمر ولكنها ليست كوجهها ,فوجهها الأعظم والأطول والأكثر احتواءاً للحالة ,وماتعدد الدروب إليها إلا تنويهاً بمسالك واقع تعددت فباتت السيطرة عليه فيها الكثير من المعاناة .سبعاً تر عجباً .
كل التقدير للأستاذ مصطفى .........يتبع

هبْني نقداً أهبك حرفاً