عرض مشاركة واحدة
قديم 01-20-2015, 04:17 PM
المشاركة 3
مصطفى الطاهري
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
إن عرفت واحدا فقط، فقد مررت بوجهها مرور العابرين.
إن عرفت اثنين فقد لامست أضلاعها البارزة.
وإن توصلت إلى معرفة الثلاثة فقد رأيتها في عريها التام.
وإن لم تتوصل الى شيء، فالجواب في خيوط تلك الرقعة التي تنسجها
بأهذاب عينيها الذابلتين.
=============

كيف نعرف ؟
والقصة مشفرة
فضلا عن كونها تمتلك الاحساس من القارئ
تلبسه الدهشة
منذ الفقرة الاولى
لعلها " عمتنا النخلة "

الاستاذ القاص / مصطفى الطاهري
قدير أنت
متمكن
تلين لك الابجدية والمعاني
دمتَ متألقا
وكن بألف خير
أسعدتني كما العادة قراءتك أخي المبدع البهي حسام وشرفني رأيك ...
أشكرك معتزا بما توليه من اهتمام وتتبع لكتاباتي ولك مني خالص المحبة والتقدير ...
وبخصوص هذا النص هو نص طويل كما رأيت ، وسيكون ضمن مجموعتي القصصية
للنصوص الطويلة بنفس العنوان " ذات الوجه الطويل " والتي هي قيد الطبع ...
ولإعطاء فكرة أخرى عن النص ربما ستوضح الكثير عنه ، أورد ما كتبت عنه
الشاعرة والناقدة والصحفية فاديا الخشن في منتدى الإمبراطور :

لا يفسح لنا المنتدى مجالا لدراسات معمقة حول الشعر والرواية والقصص
من هنا سأكتفي بذكر القليل القليل مما استلهمته من قصة الأديب المغربي مصطفى الطاهري المرأة ذات الوجه الطويل
إن القاص مصطفى يستوقفنا ومن العنوان أمام سمة الطول في وجه المرأة الكافكوية هذا إن صح التعبير لما يحمل فيما بعد هذه الصفة محمولات ذات معان أوسع لقد بدا لي اختياره لطول الوجه موفقا لما يمكن أن تتركه هذه الصفة لدى القاريء من إيحاءات ولما تثيره من تساؤلات لقد تمكن القاص مصطفى من أن يفتح ميدان التخييل واسعا لدى القاريء موقظا بوصفه التلاوين العديدة والمعان الغافية
فهو يقول على سبيل المثال
((انتصبتم على طول الطريق المؤدي الى وجهها
إنه في هذه العبارة يشييء الانسان ويؤنسن الشيء لا عبا فذا لاستدراجنا الى الهدف الذي يصبو اليه
هو يزاوج ما بين وجهها وما بين الطريق عبر مسيرة طويلة ينبغي أن يخوضها البطل وعائلته كي يصل الى وجهها فقط الى وجهها فهو لن يصل الى كنه حياتها ولا الى خصائصها الخخخ ا
كل المساحيق لوجهها الطويل )
كل الأصباغ وكل الألوان
القاص يترك للقاريء كامل الحرية لبعمل خيالاته وذاكرته الجمعية ليتفاعلا مع وصفه هذا الذي يترك العديد من الايجاءات ويدفع الى فهم المضمركأني به يقول لنا بأن المسيرة للوصول إلى ما وصلت إليه هذه المرأة من مال وجاه وسطوة هي مسيرة طويلة لا يمكن للاخر أن يصلها كذلك هو لم يحدثنا مجاهزة بما تقوم به من فظائع وانتهاكات فهو يترك لنا المجال واسعا لادراكه بحسنا وعبر تفعيل ذاكرة الكلمة فالعيون تعرف عدد أسنانه و وو الخخ فهذه المبالغة تضع القارىء موضع الاستفظاع
كذلك في المقطع الذي يقول فيه
قبل البدء سقط قلمك وسقط فكرك وجلست تحت قدميها تحت شجرة زيتون تحفر قبرا لسمكة ميتة لم تكن ميتة كانت نائمة تحلم بجدول بين شجرتين وطريق الى البحر
لهذا المقطع بالذات تآويل عديدة واسقاطات سأذكر أقربها اإى ذهني كقارئة
إنه اختصار لمسيرة الانسان الذي يرى ويعي، الانسان المتفتح اليقظ الواعين الذي قدتدفعه فطنته لفضح المسكوت عنه من تجاوزات، انه ببساطة يقدم لنا النتيجة المذلة، تلك التي سيصل اليها هذا الانسان وكأنا بها نهاية حتمية، لكل من تسول له النفس بان يكونه او ينحو
نحوه ...انه يضعنا في جوالقصة المرعب مؤكدا لنا قوة وسطوة هذه المرأة، التي قد ترمز الى دولة ما أوالى قوة ضاربة قادرة على ان تقمع القلم والفكر ،وهو بايؤكد لنا بهذا قدرة السلطة على كم الأفواه، وطمس الحقائق وفرض منطقها المتعالي الضاغط والكابح وبهذا تلخيص قصصي مبسط للوضع الثقافي، الذي ينتهي في بعض حالاته الى الانضواء تحت لواء السلطة، والترويج لسياساتها على غير قناعة
دافنا الأحلام الناصعة و السحرية المتطلعة الى التطور والتغيير، كسمكة ميتة بل مموتة او نائمة ليس لها الا ان تحلم ووتحلم ، أوتنطفيء
تلك الاحلام التي لا تتحقق دون أمل .
سأكتفي بهذا القدر وإن كان هناك الكثير الكثير ،لما تنكأ لدى المثقف العربي من جروج ليتها تندمل ذات يوم ...

فاديا الخشن

مع تحياتي وتقديري لك أخي حسام