إني من الهوى
إني من الهوى لفِي متاهةٍ
يتوه بين طياتها الليل ُالذي يغويني
ولو سلكت دربَها شمسُ ظهيرةٍ
لغاب عنا فجرها إلى يوم الدين ِ
وإني من الهوى لفِي سكرةٍ
أسكرت قهوتي وطقمَ فناجيني
وإني من الهوى لفِي كآبةٍ
تنتزع الفرحة من أفراحي فتبكيني
وإني من الهوى لفِي غربةٍ
ما استطاعت أمي أن تمحوها عن جبيني
يا وطني المهاجر دُلني على مدينةٍ
آوي إليها إن عافتني سنيني
يا عطر روحي أبعدكِ من جوريةٍ
أسقيها الشذى من حناني و حنيني
يا ربيع العمر كم سأسهر من ليلةٍ
لا قمر فيها و لا نجومٌ تواسيني
كل عاشقٍ في الدنيا فاز بحبيبةٍ
و خسرت أنا حبيبتي و محبيني
لا أحملُ للرمش الكحيل أي ملامةٍ
بل لومي على قلبي الذي لم يعفيني
أصرًّ أن أخوض معركةَ الهوى و قد حذرتُهُ
أني أخاف من الهوى أن يُِردِيني
وإني نلتُ في غرامكِ أكبر إهانةٍ
حين مضيتِ لدى الأغرابِ تشكيني
تقولين يدعي غرامي وبكل حماقةٍ
يرسم أوهامهُ ويلونها بيميني
فخذوا عهدهُ ألا يخاطبني بأيةِ وسيلةٍ
إني رافضة ً حبهُ دون تبيين ِ
و نظرتي إليَّ نظرةَ غرور ٍ وكَبرةٍ
و سحرُ عينيكِ كي أرجوكِ يناديني
وإني قد حبست دمعتي بمرارةٍ
ولو أنها سالت ما كنتِ لترحميني
وما سمعتِ قلبي إذ يصيح بحرقةٍ
ألا إن كنتِ رافضةً حبي ألا فاقتليني
إني أرفض أن أعيش دونكِ ولو للحظةٍ
فمن دون عينيكِ لا شئ في الدنيا يعنيني
محمد فايز أحمد