الموضوع: ألف ليلة وليلة
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-07-2011, 10:52 PM
المشاركة 3
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



ترجمة الكتاب وطبعاته


لا شك في أن أول من نبه الغرب على وجود الكتاب هم المستشرقون الذين
قاموا بترجمته، ثم انكبّوا على دراسته. وأول ما لفت نظر الغربيين إلى الكتاب الترجمة التي قام بها أنطون غالان Antoine Galland وهو أستاذ فرنسي تخصص في العلوم الشرقية، وكان قد ترجم قصص السندباد، ثم وجد أن هذه القصص جزء من مجموعة كبيرة من هذا النوع بعد أن أرسلت إليه من حلب أربعة مجلدات من هذا المؤلَف الضخم، فبدأ بالترجمة سنة 1704م، وانتهت طباعة الكتاب سنة 1717م، وقد ترجم ثلاثة مجلدات من المجلدات الأربعة.

ولكن هذه الترجمة لم تكن أمينة، فلم يترجم غالان كل الليالي، وزاد بين المجلد الثاني والثالث قصص السندباد، وتصرّف في ترجمته فأضاف وحذف وغيّر، حتى يلائم الذوق الأوربي، وقد لاقت الترجمة الفرنسية نجاحاً لأن النص كتب بلغةٍ فرنسيةٍ ناصعة سلسة جميلة، يتداولها القارئ الفرنسي بسهولة. لذلك أعيد طبع الليالي مراراً، وظلت هذه الترجمة طوال القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر تمثّل للأوربيين المعنى المفهوم لألف ليلة وليلة.


وقد صدرت عن هذه الترجمة ترجمات إلى اللغات: الإنكليزية والألمانية والإيطالية والدنماركية والروسية والفلمنكية والرومانية والهولندية واليونانية والسويدية والبولونية والهنغارية.


ومن أشهر ترجمات الليالي ترجمة هابِكْت Habicht الألماني الذي أصدرها في برسلو (1837 - 1841م) وأغلب الحكايات الواردة فيها وأهمها أخذت بطريقة غير مباشرة من مخطوط غالان وترجمة هنري تورنز (Henry Tornes (1838. ومن أشهر هذه الترجمات كذلك ترجمة وليم لين (1839) الذي ترجم الشعر في الليالي إلى شعر إنكليزي، ولكنه لم ينجز إلا الليالي الخمسين، ثم ريتشارد بورتُن Burton الذي نشر ترجمة ضخمة في عشرة أجزاء وأتبعها بملحق من سبعة أجزاء وصدرت ما بين 1886 و1888م، وقد حافظ على تقسيم الكتاب إلى ليال بعد أن أهمل المستشرقون هذا التقسيم. وهناك أيضاً ترجمة مارْدروسي الفرنسي (Mardrus (1899.


ثم عمد بعض المستشرقين إلى ترجمة الليالي عن الأصل العربي فكان من أبرز هذه الترجمات ترجمة كرايمسكي Krymski الروسي (1904)، وإنوليتنمان Enolittnman الألماني مابين 1921 و1928.


كما شغل المستشرقون بالبحث في أصل الليالي، فلم تخل ترجمة من مقدمة تدرس الليالي وتتكلم عن أصلها، أو تحلل بعضاً من قصصها، وأول عالمين أسهبا في بحث هذا الموضوع سلفستر دي ساسي وفون هامر.


ومع تعدد النسخ المخطوطة التي أخذت عن الطبعات العربية المختلفة، فإنه يمكن إرجاع النسخ المخطوطة إلى ثلاث مجموعات مختلفة: مجموعة آسيوية، ومجموعتين مصريتين. فأما المجموعة الآسيوية فتشمل القسم الأول من الكتاب وقد طبعت في كلكتة في جزأين ما بين سنتي 1814 و1818 وهي نسخة كلكتة الأولى ـ أول مخطوطة طبعت ـ ثم نسخة برسلو بإشراف هابكت في اثني عشر جزءاً مابين سنتي 1825 و1843. ثم طبعت المجموعتان المصريتان، وبينهما اختلاف شديد في الأسلوب والترتيب والعدد والقصص، جمعها ماكناتن Macnaghten في أربعة مجلدات ما بين 1830 و1842 فكان منهما نسخة كلكتة الثانية. ثم كانت طبعة بولاق في القاهرة في مجلدين، وهي أصح الطبعات، وعنها صدرت جميع الترجمات التي لم تعتمد على ترجمة غالان.


وهناك طبعة الآباء اليسوعيين التي حذف منها كثير من الأحداث، وهذب فيها كثير من العبارات مما أبعدها عن الأصل.


أثر «الليالي» في الأدب الغربي


أثارت ألف ليلة وليلة في نفوس الغربيين شغفاً بجمع الأدب الشعبي ودراسته على نحوٍ لم يكونوا قد بدؤوا يحسون بالحاجة إليه أو الحافز نحوه، كما أثارت في نفوسهم التطلع إلى معرفة هذه الشعوب التي أنتجت هذا الأثر والتي دارت حوادث الكتاب حولها. وقد كانت ألف ليلة وليلة في عداد الحوافز التي دفعت الغرب إلى زيادة اهتمامه بالشرق إضافة إلى النواحي الاستعمارية والتجارية والسياسية، وكان لها تأثيرها في حركة الاستشراق وتوق الأدباء إلى زيارة البلاد الشرقية، ويمثل هذا المستشرق لين الذي زار الشرق ثم أقام في مصر.
وتغلغلت الليالي في نفوس أدباء الغرب وأثّرت في أدبهم، وبدا ذلك في تأثرهم بالخيال والشخصيات التي دارت حولها القصص، وغدت ترجمة غالان للقصص جزءاً من الأدب العالمي، وأمدّت الليالي الأدباء بعالمٍ وافر من الشخصيات والحوادث. وقد استعان كثير من مؤلفي قصص الأطفال بما في الكتاب من أدب سهل، قريب المنال، يتسم بالبساطة والسذاجة التي هي من أخص مميزات قرائهم الأطفال، كقصة علاء الدين وقصة علي بابا وقصة السندباد، فكتبوا في أدب الرحلات التي تتسم بالمغامرات كرحلات غولفر Gullever وروبنسون كروزو Robenson Grusoe والرحلات التي ألفها جول فرن Jules Verne.


واستمدت القصة الغربية من ألف ليلة وليلة آفاقاً جديدة وميادين مبتكرة لحوادثها وعواطفها، كما أصبحت صناعة المناظر المسرحية تعتمد اعتماداً قوياً في إبراز الأدب المسرحي الشرقي على الصورة التي أوحت بها الليالي، كذلك أثّرت ألف ليلة وليلة فأدخلت موضوعات جديدة في أدب الغرب كقصص الحيوان والجن، وأدخلت هذه الموضوعات في الفنون الأخرى كالرقص والرسم.


وغدت شخصية شهرزاد شخصية عالمية، وقد تأثر بها غوته، فراح يكتب عن الليلة الثانية بعد الألف، وكذلك فعل إدغار آلان بو بأسلوبه الساخر.
وقد أدّى الإقبال على تأليف قصص عن الشرق مستوحاة من ألف ليلة وليلة إلى استلهام الكتّاب الغربيين القصص الشرقية الأخرى التي ترجمت إلى لغاتهم بعد ترجمة ألف ليلة وليلة.


كذلك أوحت الليالي إلى الموسيقيين بأوبرات عالمية كأوبريت معروف الإسكافي، وباليه شهرزاد التي ألفها ريمسكي كورساكوف، وباليه ثورة الحريم.


وقد طبعت الليالي أكثر من ثلاثين مرة في فرنسة وإنكلترة في القرن الثامن عشر وحده، ونشرت نحو ثلاثمئة مرة بلغات أوربة الغربية منذ ذلك الحين.


ج.ت


المصدر: الموسوعة الشعرية العربية
المراجع:

- سهير القلماوي، ألف ليلة وليلة (مكتبة الدراسات الأدبية، دار المعارف بمصر 1966).

ـ ألفت إدلبي، نظرة في أدبنا الشرقي (منشورات اتحاد الكتاب، دمشق 1974).


هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)