عرض مشاركة واحدة
قديم 06-27-2019, 02:47 PM
المشاركة 18
عمرو مصطفى
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: قردة وخنازير (رواية)
اللا منتمي

(1)

فارس وحيد جوه الدروع الحديد..

رفرف عليه عصفور وقال له نشيد..

منين منين و لفين لفين يا جدع..

قال من بعيد، و لسه رايح بعيد..

***

ألقى جثة الأرنب البري بجوار باب الكوخ، وانحنى ليغسل وجهه ويديه في طست مليء بماء أصفر مجاور لفراشه.. الأصفر صار يميل للبني.. عليه أن يستبدل هذا الماء في أقرب فرصة..
رقد على ظهره ونظر للسقف الخشبي.. شعر بتلك القبضة الباردة تطبق على قلبه.. لقد تعلم كيف يفرق بين أزمات قلبه وبين انقباضه.. هذه المرة هو انقباض بسبب مجهول.. هل هناك كارثة ما تقترب في الأفق؟..
يقولون أن هذا يحدث حينما يتعرض لك قريب بسوء.. هل له أقرباء في هذا العالم؟..
نعم.. كان لديه زوجة وابن وحيد تركهما مجبراً ليحيا على هامش العالم على طريقته..
في هذا الخلاء يمضي يومه بين الصيد للعشاء والجلوس للقراءة بجوار النار.. في بعض الليالي الرائقة، يهاجمه ذئب جائع فيمارس معه بعض الرياضة، التي يحافظ بها على لياقته التي عملت فيها السنون بأنيابها ومخالبها..
اسمه حسن.. حسن شعيب .. ربما يجلس الساعات ليتذكر اسمه الذي لم يعد له قيمة هنا.. هنا يحيا على طريقته الخاصة التي اختارها لنفسه.. بعيداً عن ضوضاء النظام العالمي .. بعيداً عن التكنولوجيا..
اعتدل وهو يشعر بتلك الرعشة في أوصاله.. هناك شيء ما يجري، هل سيموت الآن؟.. لا بأس.. سيكون سعيداً حينما يموت حيث أختار أن يعيش.. وربما صارت جثته وجبة سهلة لذئب جائع.. سيكون مفيداً حتى وهو ميت..
قام مترنحاً وهو يتذكر وجه ولده الوحيد.. عماد الدين.. لابد أنه قد صار رجلاً الآن .. وللمرة المليون يلوم نفسه على تركه وحيداً في ذلك العالم القاسي..
بصق في التراب مشمئزاً وغادر الكوخ..
أخ!.. لقد نسي صيده ، وما كان ينبغي له أن ينساه..
سلخ الأرنب بعد عذاب، ثم بدأ يشق بطنه ويخرج الأحشاء..
هنا تذكر يوم قرر الفرار من بين براثن النظام العالمي .. سيعيش على طريقته الخاصة لن يضع شرائح في معصمه وتحت إبطه وداخل أذنه لتحصي عليه أنفاسه.. لن يشرب القهوة من يد روبوت ثرثار.. لن يقضي عمره رقماً يضاف لرصيد النخبة.. مجرد رقم..
لقد حرص على غرس تلك القيم في ولده الوحيد.. رأى في عينيه مستقبل أسود.. إما مع النخبة أو مع المتمردين على النخبة.. وعليه أن يختار بين أن يخسر روحه أو أن يخسر حياته..
أيقن أنه حينما يكبر لن يكون له عليه سلطان في ذلك العالم الذي انحلت فيه عرى الأسر.. لذا ففرصته الوحيدة هي في تدعيمه الآن..
كتب له يوماً :
) تلك التكنولوجيا يا ولدي هي لعنة العالم الحديث.. منذ أن بدأ الإنسان يرتقي في سلم التطور والتكنولوجيا، بدأ العد التنازلي للحياة على الأرض..)
كتب له عبارات كثيرة على أمل أن يجدها يوماً ويقرأها ويفهما .. لم يكن باستطاعته التصريح بهذا الكلام في ذروة المجد البشري .. بحكم كونه يخدم في جيش النخبة، كانت جملة كتلك تكفي لاتهامه بخيانة النظام العالمي.. سيتم استدعائه في وحدته العسكرية وسيحاكم في خمس دقائق ويعدم رمياً بالرصاص بعد خمس دقائق أخرى..
لكنه لا يريد لنفسه تلك النهاية السريعة.. يريد أن تصل صرخته لنهاية العالم.. يسمعها الزنوج العراة في الغابات الحارة، ويتردد صداها فوق قمم الجليد..
إنه يقرأ ويقرأ ويقرأ.. إن تعبير دودة القراءة صار لا يناسبه.. إنه حوت بالع.. وكلما قرأ كلما ازداد هماً وهرماً..
الكتب أضاءت له الطريق، فكان ما رآه مريعاً.. ومع ذلك أنت لا تستطيع الكلام حتى مع أقرب الناس إليك.. لأن الشرائح الذكية لن ترحمك .. كان بحكم عمله العسكري قد تلقى تدريباً في كيفية تضليل الشرائح الذكية في حالة الحروب، لكن مجرد استعمال تلك الوسائل السرية في وقت السلم ووسط المدنيين تعد جريمة عسكرية عقوبتها قد تصل للإعدام.. بالرغم من ذلك هو يعرف جيداً أن كثيراً من زملائه يرتكبونها معتمدين على ثقتهم في مهارتهم..
فكر كثيراً فوجد أنه لم يعد لديه حل أخر حتى لا يموت كمداً.. لكنه فوجئ حينما بدأ عملية التشويش أن لديه تحت سقف واحد زوجة مخلصة جداً للنظام العالمي.. مخلصة لأبعد الحدود.. لقد ثارت عليه واتهمته بأنه يعرض حياتهم للخطر، وأنه لا يتصرف كجندي في جيش النخبة وإنما كمتمرد وضيع.. إنها لا تسمع ولا ترى إلا ما تراه النخبة.. الكتب هراء.. والماضي سوءة في جبين البشرية..
ولم تهدأ حتى وعدها بألا يعود لفعلته تلك ثانية.. لكنه كان يعود لها حينما تكون هي خارج الوحدة.. كان يستغل غيبتها في تعطيل شرائحه وشرائح ولده ويبدأ في سكب ما لديه على أذنيه.. كانت سنه صغيرة على الاستيعاب، لكنه أمل في أن تظل عباراته تلك مخزنة في رأسه الصغير حتى يكبر ويبدأ في عملية الاستدعاء..
إلى أن جاء اليوم الذي تلقى فيه عرضاً مثيراً..
تذكر الرجل الودود الذي زاره في غيبة زوجته، بينما طفله الوحيد يغط في نوم عميق بحجرته.. تذكر ذلك الأزيز الذي أصاب شرائحه كلها يوم الزيارة.. إنه يعرف معناه جيداً، ولم يكن هو السبب هذه المرة..
ـ أنت تشوش على الشرائح؟
كذا سأل حسن الرجل الودود بطريقة صارمة كما تقتضي الحكمة.. قال الودود وهو يرفع ذراعيه كالمستسلم :
ـ إنها معنا تكون بلا فائدة..
ـ معكم؟!
قال وهو يبتسم في غموض:
ـ إنني أعمل لحساب الرفاق..
هنا جذبه حسن من ياقته للداخل وأغلق الباب خلفه في عنف .. بالداخل وجد الودود نفسه منطرحاً على وجهه وحسن جالس على ظهره وقد كبل يديه خلف ظهره.. بالرغم من ذلك لم تتلاشى ابتسامة الودود عن وجهه رغم ما سببه له حسن من ألم ..
كانت الأفكار حيوان مسعور تنهش رأس حسن.. ما معنى هذا كله؟ يبدو أنه لم يكن حريصاً كما ينبغي.. هل هذا الرجل من المتمردين فعلاً؟ أم مجرد فخ من المخابرات العسكرية؟.. لو كان من جهة النخبة فقد نجح في الاختبار، أما لو كان متمرداً فعلاً فهو لا يعرف ماذا يصنع معه؟
بعد قليل اكتشف أن الرجل مندوب من المتمردين حقاً.. معنى هذا أنهم وصولوا لما لم تصل إليه أجهزة استخبارات النخبة العسكرية!
أصاب حسن الذهول حينما أدرك أن المتمردين لديهم حاسة سادسة يشمون من خلالها بوادر التمرد قبل النخبة الأممية ذاتها.. هو الذي استطاع أن يداري أفكاره السوداء لسنوات يكتشف أن قلبه كان كتاب مفتوح أمام تنظيم المتمردين.. وما وجدوه كان جديراً بالاهتمام.. إن ضم عنصر من جيش النخبة الأممية لتنظيمهم لحدث جلل.
إنه يدرك من خلال عمله أنهم مخترقين للجيش الأممي نفسه لكنهم خاملين إلى يوم الوقت المعلوم. لن يكون هو الأول ولا الأخير.
قال له الودود :
ـ الآن.. هل يمكننا أن نجلس جلسة طبيعية؟
نهض حسن من فوق ظهره وسمح له بالجلوس.. ثم قدم له كوب من القهوة الساخنة!..
لاحظ أن الودود يرمي ببصره جهة غرفة الطفل الغافي فشعر بقلق مبهم ..
ـ كيف حال عماد؟
ـ لا شأن لك به.
تشمم الودود الأبخرة المتصاعدة من كوب القهوة باستمتاع.. ثم قال :
ـ لقد اشتقت لمثل هذه القهوة منذ زمان..
ثم إنه وضع كوب القهوة جانباً وسأل حسن في حزم :
ـ أنا بانتظار ردك.
يذكر حسن تلك اللحظة الفارقة.. تلك اللحظة التي تغيرت بعدها حياته للأبد..
ـ لا!
لم يصدق الودود في البداية .. ظن أنه لم يسمع جيداً.. هل أخطأ الرفاق في تقدير حالة حسن؟ لم تقابله حالة مماثلة لكنه يعرف القواعد جيداً..
قال وهو يدس يده في جيب معطفه:
ـ خسارة.
وحينما أخرجها كانت تقبض على مسدس صغير وأنيق.. ما حدث بعدها كان بسرعة البرق.. قام حسن بضرب رسغ الودود بكلتا يديه فأطاح بالمسدس.. وقبل أن يفهم شيئاً وجد نفسه منطرحاً على وجهه ثانية وحسن جالس على ظهره مرة أخرى.. لكن الفارق هذه المرة أن الأخير كان يضع المسدس الصغير والأنيق في قفاه..
ـ أنت لن تقتلني هنا..
ضغط حسن بفوهة المسدس على قفاه أكثر وقال بخشونة:
ـ ربما قتلتك لو تسببت في إيقاظ الطفل.
ـ أنت تهتم لأسرتك أكثر من اللازم.. كان عليك أن تقبل.
ـ لما؟
ـ لأن لنا نفس العدو المشترك..
ـ قد يكون عدونا واحد.. لكننا مختلفون كل الاختلاف.. في الطريقة والأسلوب الذي به نواجه هذا العدو..
ـ أنت رجل واحد.. ونحن تنظيم ضخم ومتكامل..
قال حسن في مقت :
ـ وكذلك النخبة.. هذا يذكرني بقول القائل: داوني بالتي كانت هي الداء..
ـ لا يفل الحديد إلا الحديد..
ـ هذا هو الضياع بعينه.. ضياع الهدف.. ضياع البوصلة.. اختلاط الوسائل والمقاصد.. أنتم تتعبون أنفسكم وتتعبون البسطاء معكم.. تلعبون مع النخبة لعبة القط والفأر.. تقدمون للنخبة تسلية أخيرة.. من الممتع أن تشعر النخبة الأممية بالإثارة.. أن تكون لها معارضة هزلية هدفها تثبيت دعائم ملكها.. وكل يوم يقبضون على حفنة منكم ويرسلونهم إلى هيدز ليصيروا فرجة العالم.. ليقال هذا هو جزاء من يعادي النخبة.
ظل الودود يستمع بلا مقاطعة حتى سكت حسن ليلتقط أنفاسه المبعثرة.. صدره يعلو ويهبط انفعالاً، لكنه يحب ما يقول.. يؤمن بما يقول.. يكره عكس ما يقول..
بعدها قال الودود بلا أي ود بسبب ثقل جسد حسن فوق ظهره والذي بدأ يخنق عباراته:
ـ أنت جندي .. كيف تريد أن تحارب النخبة إذن؟
ـ سأترك الخدمة في جيش النخبة من أجل التفرغ لحربها..
تساءل الودود باستمتاع رغم وجهه المحتقن:
ـ كيف ستحاربها؟
ضغط حسن بفوهة المسدس على رأس الودود، وهمس:
ـ من هنا..
رمش الودود بعينه عدة مرات كأنما يحاول ابتلاع صدمة الجواب.. ثم غمغم:
ـ هل تعتقد أنك ستصل يوماً ما؟..
ـ لا يهمني أن أصل.. المهم أن أموت وأنا أحاول الوصول..
ساد الصمت بينهما برهة .. ثم قطعه الودود بلا أي ود:
ـ قبل لي الصغير حينما يستيقظ..
قال حسن وهو يقوم عنه :
ـ سأفعل لكن ليس من أجلك..
نهض الودود وعدل من هندامه قائلاً:
ـ أحرص على الفرار بعيداً.. لأن العد التنازلي لحياتك سيبدأ من اللحظة التي أغادر فيها وحدتك.
ـ بعيداً.. إلى أين؟
ـ المكان الوحيد الذي يصلح لأمثالك هو الصحراء..
وقف حسن يرمق عماد وهو نائم .. تذكر كلام مبعوث المتمردين وشعر بغصة في حلقة.. لا فائدة من البقاء في هذا العالم حقاً..
حتى لو نجا بمعجزة ما من المتمردين، فلن ينجوا من شكوك المخابرات العسكرية.. ربما قام المتمردين بالوشاية به للمخابرات العسكرية، فهذه طريقة معتادة لديهم للتخلص من بعض أتباعهم المتمردين.. متمردين على المتمردين!..
ولو نجا من ذاك وتلك وظل خاضعاً للنظام العالمي فسيكبر ولده وسينشأ إما نخبويا ً غارقاً في دنيا الشرائح الذكية كأمه، وإما متمرداً.. وهو لا يريد له ذاك أو تلك..
الصحراء.. ولم لا..
ـ أرحل وحدك..
هكذا قالت له عفاف وهي تحول بينه وبين غرفة الصغير النائم..
كان حسن قد نزع عن نفسه الشرائح الذكية بعد أن قام بالتشويش عليها واستعد لتحرير ولده الوحيد حينما وصلت عفاف.. لم يخبرها بما دار بينه وبين مندوب المتمردين، لذا بدا لها قراره نتيجة حتمية لانغماسه في كتب الماضي.. الجنون.. جنونه سيضيعها وسيضيع ولدهما الوحيد..
قال :
ـ هذا ابني وأنت زوجتي .. يجب أن تطيعني..
ـ أنت مخبول.. تريدني أن أتبعك إلى الصحراء.. تريد لابننا أن ينشأ بين العقارب والحيات.. يعود للعصر الحجري.. عماد هو أملي.. سأربيه جيداً.. سأجعله أفضل مني ومنك..
قال في مرارة :
ـ كيف سيكون أفضل في ظل النظام العالمي؟
ـ النظام العالمي هو الضمان الوحيد لحياة أفضل..
كانت تتكلم وخلفها على الجدار شعار النخبة..
ـ سآخذ ولدي بالقوة..
هنا فوجئ ببريق السكين الضخم يلوح في يدها المرتعشة .. كانت تتكلم بشراسة واللعاب يتناثر من فمها مع الكلمات:
ـ مرحباً بك في النظام العالمي الجديد أيها الرجل الحجري.. أنت لن تستطيع لمس شعرة واحدة من ولدك.. سأخبرهم عن تعطيلك للشرائح الذكية.. سأخبرهم عن آرائك في النظام العالمي.. سأخبرهم بكل شيء.. كل شيء..
نظر لها في ذهول.. شعر أنه يواجه وحشية النظام العالمي الجديد في صورة زوجته .. أنها تنتمي إلى هنا ولا لشيء أخر.. أما هو فغير منتم..
ربما كان رحيله منفرداً حل مريح لجميع الأطراف.. ابنه سيتربى مع أمه على كل حال ولا أحد يدري ما في غد.. المتمردون لا يريدون إلا رأسه هو..
حسن شعيب أنت ورم خبيث لابد أن يستأصل من النظام العالمي..
ـ ماذا ستقولين لابننا حينما يستيقظ؟
أجابت ببرود وهي لم تتخل بعد عن سكينها:
ـ سأجعله يدعو لك بالرحمة..
غادر حسن عالم النخبة بلا شرائح بلا أمل في أي مستقبل.. غادر عالم المدنية الذي نشأ به وترعرع إلى الصحراء المترامية.. يجوبها بسيارة عتيقة مكشوفة هي أخر ما كان يملك..
عاد إلى الطبيعة التي حرم منها البشر.. يتمتع فيها بالحياة على طبيعتها بلا ملوثات ذكية أو رقمية..
حياته العسكرية السابقة أهلته للتغلب على قسوة الصحراء، بل على ترويضها.. شعر في ذلك الكوخ الذي ابتناه لنفسه في قلب الصحراء لأول مرة بأنه إنسان على فطرته التي خلقه الله عليها ..
في الليل يجلس ليرقب النجوم التي تؤنس وحدته، ثم يعود إلى جوال الكتب التي أحضرها معه.. كتب لم يعد لها وجود ولا قيمة في عالم النخبة.. الثقافة هنا جاهزة مثل الأكلات الجاهزة.. يتم شحن الدماغ بها عن طريق الشرائح اللعينة.. لست بحاجة للكتب التي تذكرك بالماضي الذي كان.. الماضي لم يكن وإن توهمت أنه كان.. النخبة هي الماضي والحاضر، هي هناك منذ الأزل وستبقى إلى ما لانهاية..
كم مرة وقف وحده في قلب الصحراء يصرخ بالحل، فلا يجيبه إلا صدى صوته الملتاع..
الحل هنا..
الحل سهل ممتنع لكن لا أحد يفهم.. ويتلفت حوله فلا يجد سوى الصحراء المترامية .. لا أحد يفهم لأنه لا يوجد أحد غيره أصلاً..
يعود للرقاد وتأمل النجوم .. يغلبه النعاس فيحلم بأحلام عجيبة..
إنه يحاول أن ينقذ عماد من مصير أسود .. إنه يذوب كالملح في حساء النخبة .. والنخبة تتناوله بملاعق ذهبية عملاقة..
هناك صرخات حادة ملتاعة يائسة تأتي من لا مكان .. والنخبة تتناول حسائها بلا اكتراث ..لكن هذا ليس صوت عماد .. إنه صوت أنثى.. تنتبه حواسه أخيراً فيفتح عينيه ويبدأ في إدراك ما هو حلم وما هو حقيقة..
هذا صوت أنثوي يستغيث بالفعل وقد تداخل مع الحلم.. هناك غرباء قد اقتحموا نطاق عالمه الخاص..

***

الشمس أجمل في بلادي من سواها والظلام..
حتى الظلام.. هناك أجمل فهو يحتضن الكنانة..