عرض مشاركة واحدة
قديم 05-11-2012, 07:53 PM
المشاركة 13
عبدالله بيلا
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
* أكرر اعتذاري عن التأخر في الرد .. لانشغالاتي الدراسية


*تقترن بعض الأسماء ببعض المناطق وتصبح علامة دالة عليها،غير أنَّ اسم جدي-بيلا-ليس له تعلُّق بأصولٍ جزائريةٍ أو شرق إفريقية،معَّ أنَّ والدي في الأصل ينتمي إلى دولةٍ إفريقية من دول الغرب الإفريقي.
وهذا الاسم ليس بالمألوف في السعودية ولكنّه موجود وسبق وأن سألني البعض عن مدى ارتباط اسمي بأسماء أخرى هنا،بعضها ينتمي في الأصول إلى دول شرق آسيوية والبعض إلى الجزائر بشكلٍ خاص.


*مما ذكرته سابقاً ما يمكن أن يحمل إجابةً عن هذا السؤال،حيث إنَّ رصد التأريخ العمري،ومن ثمَّ إعادة قراءته بعد عهدٍ عهيد تحتاج إلى توفر ظروفٍ تعليمية وثقافية ومادية تساعد على هذا،وهذه الظروف لم يكن بعضها ليتوفر آنذاك بشكلٍ كبير.


*الظروف كانت طبيعية جداً،كظرف أي عائلةٍ متوسطة تهتم بيومها ولا تُلقي أيَّ بالٍ لغدها،تلك الظروف التي تحضُّك على ترديد المثل القائل: أنفق ما في الجيب،يأتِكَ ما في الغيب!كان والدي كجميع الآباء الكلاسيكيين..يتزوَّج ويعمل ويُنجب الأبناء ويحاول أن يوفِّر لهم كل ما يحتاجون إليه..كان والدي حاد المزاج أحياناً..طيباً متسامحاً في أغلب الأحايين،وقد سلب منه عمله في الكهرباء الكثير من الوقتِ والمتعة،خاصةً مع كونه قد كان في شرخ شبابه وأنضج سنيِّ عمره.
بينما كانت والدتي أُماً حقيقية بكل ما تعنيه الكلمة،تعرف تماماً من أين تؤكل الكتف،وتعرف كيف تجيد حياكةَ الصبر على منوال ظروفها..إنها حكيمةٌ حقاً.


*لم تخبرني الوالدة أو الوالد عن أيِّ ظروفٍ اعترضت النشأة والطفولة،وقد كانت ولادتي طبيعية بدون أي معوقاتٍ تُذكَر،ولم أصَب بأيّ مرضٍ من امراض الطفولة.
وقامت أمي كعادة كل الأمهات الطبيعيات بإرضاعي مدة تمامِ الحولين،وبالنسبة لجدي وجدتي من ناحية أبي لم أعرف عنها الكثير خاصةً وأنهما قد ماتا وما يزال والدي صغيراً.
أمّا بالنسبة للجدين من ناحية والدتي فقد أدركتُ جدي بينما كانت جدتي قد ماتت ووالدتي لم تزل في ريعان الصبا.


*ظروف دراستي طبيعية جدأً درست المرحلة الابتدائية بمدرسة الحسن البصري واستفدت من أساتذتها الجميلين خاصةً في مادة المطالعة والأناشيد وأظنُّ أنَّ تلحينات الأستاذ أحمد محمد جمال قد كانت من أكثر الأجراس رنيناً في سمعي،واستطاعت أن تحفز أذني للموسيقى العذبة الندية.

وأكملت بعدها مشواري الدراسي في المرحلتين المتوسطة الثانوية كغيري من الطلاب،ولم تشهد هذه المراحل الكثير من المواقف التي يمكن للذاكرة استدعاؤها الآن.
كان الوالد يواصل سعيه الحثيث لتربيتنا كما يجب دون أن يؤثر عملُه على تحصيلنا الدراسي والحمد لله،ولم يشهد صدماتٍ مادية يمكن لها أن تؤثر على مسيرة الأسرة بشكلٍ واضح.

ومما أذكره في هذه المرحلة أنني قد أصبت بفوبيا من الماء بعد أن كدتُ أن اغرق في إحدى محاولاتي البدائية للسباحة,ومازلت أعاني شيئاً من هذه الفوبيا،ولم أحاول جيداً التخلص منها.

مازلت على الآن أعيش في ذات البيت البسيط الذي وُلدتُ فيه أنا وجميع إخوتي،وترتيبي بينهم هو الثالث من ضمن 11 فرداً خمسة ذكور،وستُ إناث.

تعرَّفت على الموت في أكثر من موقف .. ومات الكثير من الأصدقاء في ريعان صباهم،ومازلت اذكر إلى الآن الكثير من ملامحهم التي هزمت الموت.