عرض مشاركة واحدة
قديم 09-04-2016, 12:42 AM
المشاركة 18
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الجيل الجديد من «الإنسان الآلي» يُراقب البشر ويتعلم من تصرفاتهم
Sep 03, 2016


لندن ـ «القدس العربي»: يعمل العلماء حالياً على تطوير جيل جديد من «الإنسان الآلي» لن يكون في حاجة للبرمجة أو التوجيه، حيث ستتوفر لديه القدرة على التعلم من البشر وتقليدهم، ويعتمد تطوير «الروبوت» الجديد مبدأ «شاهد وتعلم» حيث سيتعلم «الإنسان الآلي» من المواقف التي تواجهه خلال عمله.
وحسب الشرح الذي نشرته جريدة «دايلي ميل» البريطانية للتكنولوجيا الجديدة التي يجري تطويرها فإن الإنسان الآلي الجديد سوف تكون لديه القدرة على التعلم بواسطة الأنظمة الصناعية المعتادة أو الأنظمة الطبيعية على حد سواء، أي يمكن أن تتم برمجته سلفاً أو تركه يتعلم من البشر حوله.
وبهذه التطورات التي تشهدها صناعة الـ«روبوت» في العالم فإنه بات من الممكن أن نجد رجالا آليين يوماً ما في إمكانهم التنبؤ بما سيحدث وتوقع السلوك البشري، إضافة إلى تقليد سلوكيات البشر والتعلم منهم وإتقان أعمالهم اليومية.
وقال الدكتور رودريك غروس من قسم التحكم الآلي والأنظمة الهندسية في جامعة «شيفيلد» البريطانية إن البحث الذي يجري العمل عليه حالياً يستخدم اختبارات تسمى «تورينغ» تهدف للكشف عن كيفية عمل النظام الذي يتم اختباره، وهو ما سيمكن الباحثين من توجيه عمليات التعلم التي يقوم بها الإنسان الآلي.
ووضع الباحثون مجموعة من الـ«روبوت» تحت المراقبة من أجل التوصل إلى القواعد والظروف التي تحكم حركتهم، كما وضعوا سرباً آخر من الـ«روبوت» في مكان آخر وبرمجوهم على التعلم مما يشاهدونه حولهم ومن ثم تتم مراقبة الحركة التي تنتج عنهم ومدى قدرتهم على التعلم من الآخرين.
وحسب الباحث غروس فان من بين الأسئلة التي يدور البحث عن إجابة لها: «الآلات لديها القدرة على خداع الإنسان، لكن هل لدى الآلات قدرة على خداع بعضها البعض؟».
ويؤكد الأستاذ الجامعي البريطاني أن اختبارات «تورينغ» يمكن أن تكون نموذجاً قوياً جداً لإيجاد ذكاء على مستوى الذكاء البشري.
وكان فريق من العلماء الألمان قد نجح سابقاً في تطوير «روبوت» يُحاكي طريقة سير الإنسان يحمل اسم «هيكتور» هو الأول من نوعه الذي يمتلك مفاصل مرنة وهيكلا خارجيا خفيفا للغاية، وهو ما يجعله فريدا في نوعه ومجهزا أيضاً بعدد كبير من أجهزة الاستشعار.
وقال أكسيل شنايدر رئيس المجموعة البحثية التي بنت الروبوت جنبا إلى جنب مع فريق في جامعة «بيليفيلد» «إن الروبوت «هيكتور» مزود بنحو 18 مفصلاً مرناً، وهذه المرونة مستوحاة من الطبيعة البيولوجية للمحركات حيث يمكن تكييف المرونة لتمكن الروبوت من السير مثل الإنسان.
وأوضح العلماء أن «هيكتور» سيصبح بمثابة منصة لعلماء الأحياء ولاختبار فرضيات حول الحركة في الحيوانات، مشددين على أن أجهزة الاستشعار الكثيرة المنتشرة في أجزاء الروبوت ستتمكن من تحصيل العديد من المعلومات لتحسين آلية سيره في المستقبل.
وأشار العلماء إلى أنه بحلول العام المقبل سيتم تجهيز الروبوت مع قدرات إضافية كجزء من مشروع كبير في تقنية التفاعل (CITEC).

روبوت قادر على التكيف

وفي إطار محاولات العلماء ابتكار إنسان آلي يتمتع بقدرات شبيهة بتلك التي لدى البشر، تمكن علماء أمريكيون أيضاً من تطوير الروبوت «دوروس» الذي يقلد سير البشر بالضغط على أصابع القدمين والكعبين أثناء الحركة بدلا من القدم المسطحة التي تعتمد عليها أنواع الروبوتات الأخرى وذلك في محاولة لصناعة رجل آلي قادر على السير في الأماكن الوعرة والتكيف مع الظروف البيئية المحيطة.
ويقول الباحث كريستيان هوبيكي في قسم هندسة الروبوتات في معهد ولاية جورجيا الأمريكية للتكنولوجيا إن الروبوت الجديد «دوروس» يمكنه تقليد طريقة سير البشر عن طريق الضغط على أصابع القدمين والكعبين أثناء الحركة ما يجعله أكثر ترشيدا للطاقة وقدرة على السير على الأراضي الوعرة.
وأضاف في تصريحات للموقع الإلكتروني «لايف ساينس» المتخصص في الأبحاث العلمية أن هذه القدرات المطورة في السير تجعل الروبوت أكثر قدرة على السير في المناطق التي يتجول فيها البشر وتتيح إمكانية استخدامه في عمليات الإغاثة من الكوارث.
وأوضح أن الروبوتات التي تسير على قدمين عادة ما تكون مزودة بأقدام ضخمة ومسطحة لتحقيق أكبر درجة من الاتزان بحيث يكون من الصعب أن تسقط أرضاً، ولكنَّ هذه النوعية من الأقدام المسطحة تجعل من الصعب على الروبوت أن يسير على الأراضي الوعرة غير المستوية مثلما يفعل البشر دون عناء.

روبوت أخطبوط

إلى ذلك، تمكن علماء آخرون من ابتكار روبوت أطلقوا عليه اسم «Octobot» وهو أخطبوط اسفنجي لاسلكي، ويتميز بأنه يعمل دون بطاريات وبتكلفة ضئيلة بسبب صنعه بواسطة طابعة ثلاثية الأبعاد.
ويبدو الروبوت وكأنه أخطبوط صغير وله القدرة على الانزلاق عبر الشقوق والأماكن الضيقة مما يجعله مثالياً كروبوت إنقاذ.
وقام فريق من جامعة «هارفارد» بصناعة 300 روبوت من هذا النوع نظراً لأنه رخيص للغاية على عكس الفكرة السائدة عن الروبوت.
وقالت الأستاذة في جامعة هارفارد جنيفر لويس إن «الروبوت الجديد هو مزيج بين الأخطبوط والروبوت» وأضافت: «لقد فعلنا شيئاً لم يتمكن أحد من القيام به، وحتى الآن كل ما يمكن للروبوت القيام به هو التذبذب قليلاً حيث إنه لا يمكنه التحرك على طاولة لأن الروبوت ما زال في مرحلته الأولى».
وأضافت أنه كان من المفترض في البداية أن يكون الروبوت كالعنكبوت، ولكن الفريق أراد اختراع روبوت يمكنه السباحة والزحف، ولذلك فهو مدعوم بواسطة التفاعل الكيميائي في السوائل التي تقوم بدورها بتحريك الأذرع.
وأشاد الخبراء بالروبوت الاسفنجي الجديد حيث قال الأستاذ في جامعة «تافتس» باري تريمر إن فكرة اختراع روبوت ليّن تُعدُ عبقرية، فيما قالت دانييلا روس من «معهد ماساتشوستس» للتكنولوجيا إن مجتمع الروبوتات اللينة كان يبحث عن الروبوت الاخطبوطي الذي يعد أول روبوت يتشكل جميع عناصره من مواد لينة.