عرض مشاركة واحدة
قديم 03-04-2016, 06:31 PM
المشاركة 1434
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع...والان مع العناصر التي صنعت الروعة في الرواية رقم 62- السقا مات يوسف السباعي مصر

- والده "محمد السباعي" الذي كان متعمقا في الآداب العربية شرعها ونثرها ومتعمقا في الفلسفات الأوروبية الحديثة يساعدها إتقانه اللغة الإنجليزية.

- السباعي الأب ترجم كتاب (الأبطال وعبادة البطولة) لتوماس كارلايل.

- وكتب في مجلة (البيان) للشيخ عبد الرحمن البرقوقي. كان "محمد السباعي" الكاتب والمترجم يرسل إبنه الصبي "يوسف" بأصول المقالات إلى المطابع ليتم جمعها، أو صفها، ثم يذهب الصبي يوسف ليعود بها ليتم تصحيحها وبعدها الطباعة لتصدر للناس.

- حفظ "يوسف" أشعار عمر الخيام التي ترجمها والده من الإنجليزية وفي أخريات حياته كتب قصة (الفيلسوف). ولكن الموت لم يمهله فتوفى وترك القصة لم تكتمل. وأكمل القصة "يوسف السباعي" وطبعت عام 1957 بتقديم للدكتور "طه حسين" وعاش في أجوائها "يوسف".

- القصة جرت في حي السيدة زينب، وأحداثها في العقود الأولى من القرن العشرين. وحسن أفندي مدرس اللغة الإنجليزية في مدرسة أهلية هو (الفيلسوف) وصور محمد السباعي أزمة حسن أفندي العاطفية تصويرا حيا.

- كان "يوسف" أكبر إخوته في الرابعة عشرة من عمره عندما ، إختطف الموت أباه الذي إمتلأت نفسه بحبه وفاخر أقرانه به وعاش على إسمه الذي ملأ الدنيا ، ولم يصدق أن أباه قد مات. وتخيل أن والده غائب وسوف يعود إليه ليكمل الطريق معه ، وظل عاما كاملا في حالة نفسية مضطربة يتوقع أن يعود أبوه بين لحظة وأخرى. ولهذا كان "يوسف" محبا للحياة يريد أن يعيش بسبب واحد هو ألا يقع إبنه "إسماعيل" في تجربة موت الوالد.

- ولد في 10 يونيو عام 1917م. وكان أبوه "محمد السباعي" محبا لأولاده يوسف ومحمود وأحمد. ويقول يوسف بكل الود عن أمه .. (كانت أمي تراني طفلا مهما كبرت ، تسأل دائما عن معدتي .. مليانة واللا فاضية .. كانت مهمتها أن تعلفني وكانت دموعها أقرب الأشياء إليها .. كان يوسف يرى في أبيه مثقفا وفنانا بوهيميا ..

-ولكن عانى من تنقلات السكن الكثيرة فتنقل يوسف تبعا لها إلى مدراس كثيرة .. وادي النيل، مدرسة الكمال، مدرسة محمد علي، مدرسة الخديوي إسماعيل. حتى حصل يوسف على البكالوريا القسم العلمي من مدرسة شبرا الثانوية عام 1935م.

- وكانت الحالة مستورة وعلى (قد الحال) مما يضطره إلى أن يمشي من أقاصي شبرا إلى العتبة على قدميه.

- وكان قريبا من عمه "طه السباعي" الوزير في فترة من حياته. وتزوج يوسف إبنة عمه "طه" ورزق منها بإبنته "بيسه" وإبنه إسماعيل" والطريف أن "يوسف السباعي" لم يلتحق في مرحلة (التوجيهية) بالقسم الأدبي ، وإنما إلتحق بالقسم العلمي ، وكان أقرب المدرسين إليه الأستاذ "شعث" مدرس اللغة العربية و"الأستاذ" فؤاد عبد العزيز" مدرس الرسم الذي يعاون في إخراج (مجلة شبرا الثانوية) ، وكان يلحتق بالفنون الجميلة قبل أني قدم أوراقه للإلتحاق بالكلية الحربية.

- وإلتحق بالكلية الحربية وتخرج فيها عام 1937م وعام 1940م بدأ بالتدريس لطلبة الكلية الحربية – سلاح الفرسان. وأصبح مدرسا للتاريخ العسكري بالكلية الحربية عام 1943. وأختير مديرا للمتحف الحربي عام 1949.

- وعام 1956 عين سكرتيرا عاما للمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الإجتماعية. وعام 1957 سكرتيرا عاما لمنظمة تضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية. عام 1960 عين عضوا بمجلس إدارة روزاليوسف. ورئيسا لمجلس إدارة دار الهلال ورئيسا للتحرير عام 1971. وأختير عام 1973 وزيرا للثقافة. وعام 1976 رئيسا لإتحاد الإذاعة التليفزيون. ورئيسا لمجلس إدارة مؤسسة الأهرام ورئيسا للتحرير. وفي 18 فبراير من عام 1978م أسند رأسه على صدر مصر ومات على أثر رصاصات غادرة أطلقت عليه في قبرص.

- في مدرسة شبرا الثانوية كان يجيد الرسم وبدأ يعد مجلة يكتبها ويرسمها وتحولت المجلة إلى مجلة للمدرسة بعد أن أعجبت إدارة المدرسة بمجلة التلميذ يوسف محمد السباعي وأصبحت تصدر بإسم (مجلة مدرسة شبرا الثانوية)

-ونشر بها أول قصة يكتبها بعنوان (فوق الأنواء) عام 1934 وكان عمره 17 عاما ولإعجابه بها أعاد نشرها فيما بعد في مجموعته القصصية (أطياف) 1946م.

-وأما قصته الثانية بعنوان (تبت يدا أبي لهب وتب) نشرها له "أحمد الصاوي محمد" في المجلة التي كان يصدرها بإسم (مجلتي) عام 1935 إلى جانب أسماء الدكتور طه حسين وغيره من الأسماء الكبيرة وعام 1945 كانت تصدر في مصر كل يوم سبت (مجلة مسامرات الجيب) صاحـبها "عمـر عبد العـزيز أمين" صـاحب (دار الجيب) التي كانت تصدر أيضا روايات الجيب. ويرأس تحرير (مسامرات الجيب) "الأستاذ أبو الخير نجيب" الذي عرف بمقالاته الساخنة ، وكان يوسف السباعي ضابطا صغيرا في الجيش يكتب قصة كل أسبوع. وكانت المجلة إنتشر لوحة فنية كل أسبوع ويكتب لها يوسف السباعي قصة هذه اللوحة الرائعة التي كانت تدفعنا إلى الإحتفاظ بها. ومن الطريف أنني – وكنت وقت ذاك طالبا بالتوجيهية بأسيوط كتبت للمجلة مقالا بعنوان (مصطفى النحاس المفترى عليه) وأرسلته بالبريد وفوجئت بالمجلة تنشر المقال. ثم مضت السنوات وعملنا مع "عمر عبد العزيز أمين" عندما عملت منذ عام 1962 بالدار القومية للطباعة والنشر وكان هو مستشارا لهذه الدار. أما أبو الخير نجيب فقد قابلته في يناير عام 1948 ، وكان رئيسا لتحرير جريدة (النداء) التي أصدرها "الأستاذ يس سراج الدين" وكان مقرها أعلى عمارة في شارع قصر النيل. وبالمناسبة كنت متهما في قضية المظاهرات بالجامعة وأودعونا سجن الأجانب - بجوار الهلال الأحمر بشارع رمسيس الآن ، وكان هناك أحد المعتقلين العرب من المعتقلين وحملني رسالة على ورق البافرة لتسليمها لأبي الخير نجيب. كان ذلك ونحن نتخذ إجراءات الإفراج وذهبت إليه وأهتم بالرسالة الوافدة من السجن ونشرها وأحدثت ضجة في حينها. وعلى صفحات مسامرات الجيب قرأت ليوسف السباعي قصة (إني راحلة) في يحنها عام 1945م أيضا. وكتب فيما بعد "يوسف السباعي" أنه كان يمشي من مسكنه في روض الفرج إلى مقر مسامرات الجيب بشارع فاروق (الجيش فيما بعد) قرب العتبة على الأقدام. وأصدر (الرسالة الجدية) عن دار التحرير وعمل معه "أحمد حمروش" مديرا للتحرير وعمل معه محمد عبد الحليم عبد الله وفوزي العنتيل ، وعباس خضر ، ثم ماتت الرسالة مثملا ماتت رسالة الزيات القديمة. حصل يوسف السباعي على دبلوم معهد الصحافة – جامعة فؤاد الأول بالقاهرة ورأس مجلس إدارة مؤسسة (روزاليوسف) عام 1961. ورأس تحرير مجلة آخر ساعة عام 1967م ، ورئيسا لمجلس إدارة دار الهلال عام 1971م ، ورئيسا للمجلس الأعلى لإتحاد الإذاعة والتليفزيون. وعام 1977 أختير نقيبا للصحفيين وكان رئيسا لتحرير الأهرام ورئيسا لمجلس الإدارة رحلة طويلة من مجلة مدرسة شبرا الثانوية إلى نقيب الصحفيين.

- تخرج السباعي من الكلية الحربية في عام 1937. منذ ذلك الحين تولي العديد من المناصب منها التدريس في الكلية الحربية. تم تعيينة في عام 1952 مديرا للمتحف الحربي و تدرج في المناصب حتى وصل إلى رتبة عميد.
المناصب الأدبية والصحفية

- أطلق "توفيق الحكيم" لقب "رائد الأمن الثقافي" على يوسف السباعي وذلك بسبب الدور الذي قام به في المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الإجتماعية ، ونادي القصة ، وجمعية الأدباء. وهذه المجالس وغيرها لها قصة كتبناها من قبل أمانة للتاريخ الأدبي وغير الأدبي.

- كان صاحب إقتراح إنشاء المجلس هو "إحسان عبد القدوس" الذي طلب من "يوسف" أن يحصل على موافقة "جمال عبد الناصر" خشية إعتراض عبد الناصر إذا تقدم إحسان بالإقتراح وذلك بسبب بعض الحساسيات بينهما.

-وبالفعل وضع "يوسف السباعي" قصة إقتراح أمام عبد الناصر الذي وافق على أن يكون "السباعي" السكرتير العام ولا مانع أن يكون إحسان عضوا في مجلس الإدارة وهذا ما حدث. صدر قرار جمهوري بإنشاء المجلس عام 1956 وأن يعين "توفيق الحكيم" عضوا متفرغا للمجلس – بمثابة الرئيس – وأن يكون يوسف السباعي سكرتيرا عاما – في يده كل الأمور. وتكرر الوضع نفسه عند إنشاء (نادي القصة) ورأس يوسف السباعي تحرير (الكتاب الذهبي) الذي تم ضمه فيما بعد إلى دار روزاليوسف. وقد سجل يوسف السباعي واقعة إنشاء نادي القصة. جاءه إحسان عبد القدوس وأبدى إقتراحا بشأن تكوين ناد للقصة والقصاصين. وعند إنشاء (جمعية الأدباء) تولى يسوف السباعي رئاستها.

- أثناء مسئولياته المختلفة الثقافية والتنفيذية والأدبية والصحفية عمل على إنشاء عدد من مجلات الأدباء العرب والرسالة الجدية وزهور والثقافة والقصة ولوتس ومختارات القصة الآسيوية الإفريقية ، ومختارات الشعر الآسيوي الإفريقي. وأصدر مجلة لكتاب آسيا وإفريقيا.

- وقد شغل يوسف السباعي منصب وزير الثقافة عام 1973،و رئيس مؤسسة الأهرام ونقيب الصحفيين. قدم 22 مجموعة قصصية واصدر 16 رواية اخرها العمر لحظة عام 1972، نال جائزة الدولة التقديرية عام 1973 وعددا كبيرا من الاوسمة. لم يكن اديبا عاديا بل كان من طراز خاص وسياسيا على درجة عالية من الحنكة والذكاء. ورأس السباعي تحرير عدد من المجلات منها (الرسالة الجديدة) و(اخر ساعة) و(المصور) وصحـــيفة (الاهرام) وعيّنه الرئيس المصري السابق أنور السادات وزيرا للثقافة وظل يشغل منصبه إلى ان اغــتيل في قبرص في فبراير عام 1978 بسبب تأييده لمبادرة السادات بعقد سلام مع اسرائيل منذ سافر إلى القدس عام 1977.

- في حين ظل نجيب محفوظ الحائز على نوبل في الآداب عام 1988 ينشر رواياته بغزارة في وجه صمت نقدي واعلامي حتى منتصف الخمسينيات كانت أعمال الكاتب المصري يوسف السباعي الأعلى توزيعا فضلا عن تحويلها مباشرة إلى أفلام يصفها نقاد بأنها أكثر أهمية من الروايات نفسها‚

- وبعد أن فرضت أعمال محفوظ نفسها على النقاد تراجع الاهتمام بروايات السباعي الذي ظل في بؤرة الاهتمام الاعلامي والسينمائي وان أخذ كثير من النقاد تجنب الاشارة إلى أعماله باعتبارها نهاية لمرحلة الرومانسية في الادب وانها تداعب احتياجات مرحلة عمرية لفئة من القراء صغار السن

- الا ان كاتبا مصريا وصف أعمال السباعي بأنها «واقعية ورمزية»

- وقال مرسي سعد الدين في مقدمة كتاب «يوسف السباعي فارس الرومانسية» ان السباعي لم يكن مجرد كاتب رومانسي بل كانت له رؤية سياسية واجتماعية في رصده لاحداث مصر‚

- وقالت لوتس عبد الكريم مؤلفة الكتاب الذي صدر مؤخرا بالقاهرة إن دور السباعي في الثقافة المصرية لا يقل عن دوره ككاتب‚ وأشارت إلى وصف الناقد المصري الراحل الدكتور محمد مندور للسباعي بأنه «لا يقبع في برج عاجي بل ينزل إلى السوق ويضرب في الازقة والدروب»

- ويعد السباعي ظاهرة في الحياة الثقافية المصرية رغم تجنب النقاد التعرض لاعماله فيما عدا مؤرخي الادب‚ ويكاد ذكره الان يقتصر على أفلام أخذت عن أعماله ومن بينها (اني راحلة) و(رد قلبي) و(بين الاطلال) و(نحن لا نزرع الشوك) و(أرض النفاق) و(السقا مات)‚ كما أنتج التليفزيون المصري مسلسلا عن حياته عنوانه (فارس الرومانسية)

- وشددت المؤلفة على أن السباعي «كتب عن فلسطين مثلما لم يكتب أي كاتب أو أديب عربي‚ وفي كل المقالات التي كتبها بعد المـبادرة التاريخية بزيارة القدس (عام 1977) كان السباعي يركز في كل مقالاته على حقوق الشعب الفلسطيني ولم تخل مقالة واحدة من مقالاته من الدفاع عن حق الذين اغتالوه غدرا» في اشارة إلى أحد الفصائل التي خططت للحادث ونفذته.

- كان يوسف مؤمناً بأن للأدب دور كبير للتمهيد للسلام في مختلف العصور ، ولم يكتب من خلال نظرية فنية أو سياسية ولو خير من بين مناصبه التي تولاها وبين الإبداع الأدبي لأختار الكتابة كما فعل طوال حياته.

- جمع بين النشاط العسكري والنشاط الأدبي.

- وكان على حد تعبير – الدكتور محمد مندور – لم يقبع في برج عاجي وإنما نزل إلى السوق. لم تكن له (شلة) ثنائية أو ثلاثية كما كان عليه الحال على أيام والده ، كانت هناك ثلاثية (محمد السباعي وعباس حافظ وحسين شفيق المصري). وهذه إستمرت لأنها لم تتعرض لصراعات فيما بينهم. وثلاثية (عبد الرحمن شكري ، وإبراهيم عبد القادر المازني ، وعباس محمود العقاد) ، وهذه تمزقت بفعل الخلافات. وثلاثية (طه حسين وأحمد ضيف وزكي مبارك) وهذه تمزقت وبقي منها طه حسين.

- ومن الصعب أن نقول أن يوسف السباعي كانت له معارك. قال "يوسف إدريس" منافسه في إنتخابات نقابة الصحفيين أن "يوسف" كان يلقاه مرحبا فاتحا ذراعيه. المعارك فرضت عليه من مخالفيه السياسيين والمذهبيين. قال "عبد الرحمن الشرقاوي" فبعد هزيمة 5 يونيو عام 1967 ، في أحد إجتماعات إتحاد الكتاب العرب وقف مندوب أحد الوفود يطلب عزل يوسف السباعي. وعلى الفور أعلن يوسف إستقالته وإنسحب إلى حجرته وجاء مندوبو الوفود جميعا في مقدمتهم ممثل الحزب الشيوعي وقال .. هذا العضو الذي طالب بعزل يوسف السباعي مفصول من الحزب ، وقد سلم وثائق الحزب للمخابرات المركزية الأمريكية. وعاد يوسف وعادت الوفود إلى الإجتماع لتطرد هذا العضو الذي أثار الزوبعة. وفي إجتماع الكتاب الآسيويين الإفريقيين في سبتمبر عام 1973. كان الإجتماع في (ألما آتا) في الإتحاد السوفيتي وحوالوا عزله فطرح الثقة بنفسه وفاز بأغلبية ساحقة. لم يكن يفرض المعارك على الآخرين. كان يسيبح في الحياة كما يسبح (سبع البحر) على حد تعبير طاهر الطناحي في عالم البحر الواسع المئ بالقصص والأساطير وعجائب الحيوان وصراع الطبيعة للإنسان.

---



تابع...والان مع العناصر التي صنعت الروعة في الرواية رقم 62- السقا مات يوسف السباعي مصر

- تعتبر رواية «السقا مات» للكاتب يوسف السباعي والتي صدرت لاول مرة عام 1952 من أهم اعماله الادبية، ومن روائع الادب المصري المعاصر لما تتميز به من عمق في التفكير، واصالة في التعبير.

- ويرى العديد من النقاد ان اهمية هذه الرواية في «واقعيتها» وانها بهذه «الواقعية» تختلف عن اغلب روايات يوسف السباعي الاخرى التي يعتبرونها «رومانسية» وفي تقديري ان «السقا مات» رواية «رومانسية» هي الاخرى، وهذا لا يقلل من قيمتها، بل يساعدنا على اكتشاف مصادر الجمال فيها على نحو أكمل وادق.

- وقد وجد أبو سيف في رواية «السقا مات» الحارة الرومانسية التي طالما قدمها من قبل في افلامه، والتي يسكنها مجموعة من الملائكة، ولكنه حاول ان يتجاوز رومانسية الرواية الى تلك الواقعية التي تميز بها، وخاصة في النهاية عندما جعل السقا يعيش ويصبح شيخ السقايين بدلا من دنجل، وهذه النهاية تعبر عن صلاح ابو سيف بقدر ما تعبر نهاية الرواية عن يوسف السباعي ولا معنى للمفاصلة بين النهايتين لان كلا منهما تتسق تماما مع فكر صاحبها.

- والواقع ان الفيلم «السقا مات» الذي يعتبر احسن فيلم مصري طويل عرض في مصر عام 1977 لا يستمد قيمته من تصوير هذه الحارة الرومانسية، ولا من محاولة مخرجه تجاوز رومانسية الرواية الى الواقعية كما يعبر عنها، وانما من كونه اكثر افلامه «شخصية» واعني بالشخصية هنا الاصالة في التعبير عن عالم الفنان الداخلي، وعلاقته بالحياة والمجتمع.

- وتبدو موهبة الكاتب في ادراكه الناضج للعلاقة بين الأدب والسينما، وهو الامر الذي يتضح من خلال الاختلافات بين الرواية والفيلم، فالرواية كلها تدور في الماضي من وجهة نظر الابن سيد، ولكن طالما ان الأب لا يموت في الفيلم، فقد جعل محسن زايد الاحداث كلها تدور في الحاضر.

- وبنفس المفهوم الدراسي الذي لا يتقيد بالواقعية، ولا يبالغ في التعبيرية صور محمود سابو الفيلم بالألوان. واستطاع ان يفرق بين الحاضر والماضي، وبين الواقع والأحلام بالاضاءة والألوان، ببساطة واتقان. فنرى الماضي في صورة ضبابية تغلب عليها الألوان المتشابهة «درجات الابيض للتعبير عن الحب ودرجات البني للتعبير عن الموت»، ونرى أحلام شحاتة الجنسية في صورة يغلب عليها درجات اللون الاحمر والالوان الحسية.

---

تابع...والان مع العناصر التي صنعت الروعة في الرواية رقم 62- السقا مات يوسف السباعي مصر

- هي رواية مختلفة ... تعجبت كثيراً أثناء قراءتها من عدم وجود عقدة واضحة ... هل كان عدم التربع على عرش المياه هو العقدة؟ أم أنه موت "شحاتة أفندي"؟

- أن سرد الرواية و السير مع الأشخاص في أفكارهم المختلفة و أزمة "الصبر" التي يتشبث بها "شوشة" هي أروع ما فعل يوسف السباعي كي تخرج عملاً مؤثراً بهذا الحد.

- يقول يوسف السباعي في مقدمة الرواي " أن هدف الكاتب , اوالفنان بصفة عامة, هو الوصول إلى أغوار النفوس و نقل مشاعره إليها .. والفنان الناجح هو موقظ الأحاسيس..محرك المشاعر.. مهما كانت وسيلته , وأيا كان أسلوبه"..ويبدوا انه نجح في فعل ذلك في هذه الرواية.

- من اكترالروايات اللى عجبتنى واثرت فيا وحبتها لدرجة انى كنت بتعمد ابقى بطيئة في قرايتها عشان افضل عايشة مع الرواية مدة اطول.

- الرواية دى في نظرى ما كانتش مجرد حدوتة بيحكيها يوسف السباعى ...لأ دة حط خلاصة الدنيا في الرواية دى بكل ما فيها ، فرحها والمها وصدماتها......وعلمنى اتعامل مع فك بترعبنى. ..علمنى اتعامل مع فكرة الموت.

- عمل تدور أحداثه في أحياء القاهرة القديمة إبان فترة العشرينات وبطلها امتهن مهنة قديمة هي مهنة (السقا) ليقدم لنا السباعى تصوير ممتع لما كانت عليه الأحوال فى تلك الفترة , ويكون (السقا) راضى بحاله وحياته (كالماء الراكد ) يعيش متجرعا ذكريات حزينة مرّت فى حياته , إلى أن يقابل (أفندى جنازات ) أو المذكر من لفظ (المعدّدة ) (اللى بيحيي الجنازات زى مطربى الأفراح ) لكن هو فى الجنازة بيتولى الحزن والبكاء بأجر . ليكون فى الظاهر مجرد تاجر موت بيتلقى مقابل لمشاعره من إظهار الحزن.

- ولكن يكمن تحت هذا المظهر إحساس من أعمق ما يكون ويظهر جليا فى الحوارات التى دارت بين شخصيتي الرواية (السقا والأفندى ) ليظهر الأفندى للسقا وجهه الحقيقى .

- العمل له رسالة قوية برع الكاتب فى تقديمها ,
- (قفلات) السباعى كانت مؤلمة :مثلا: طريقة موت (الأفندى) فى منتهى البساطة , الرجل يستعد لليلة حمراء فيموت. نقطة.

- نهاية الرواية : موجعة بحق , قد لا تتمالك دموعك عندها .

- فى ثنايا الرواية : حس دعابة وخفة ظل واضحة جدا من قِبل السباعى. وخاصة عندما يتحدث فيما يخص الطفل (سيد) وأصحابه.

- الرواية مكتوبة بحس سينمائى جداً ,

- هى رواية حيّة ,

- التفاصيل متحركة جليّة أمام ناظريك ,

- اللغة : جميلة , ورغم حواراتها العامية إلا أنها فى المجمل لغة ممتعة وظريفة.

- وصف السباعى فيها كان متطور جداً وناضج للغاية , وصفه للأماكن وشرحه للطرق وأسلوب المعيشة كان متمكن جدا .

- شخصيات العمل : تعيش معها وتتعامل معها كأنك جزء من الرواية

- فى المجمل : عمل جيد وموجع ومؤثر

- هذه الرواية حقا تثير الـتأملات .. و تدفعك الى اعادة الحسابات مع نفسك و تغير من نظرتك للحياةالدنيا الفانية ..

- رواية من أروع الروايات التي قرأتها .. و من أكثرهم تأثيرا على نفسي ..

-كم من الأفكار دارت في ذهني بعد ان انتهيت منها ..

- رغم استمتاعي بالأحداث .. الا اني كنت تائهة في الفصول الأولى عن البحث عن المغزى من القصة .. لكنني في النهاية ادركت ان الكاتب الكبير اراد أن يجعلنا نتعايش مع الأبطال و مع أسلوب حياتهم و طرق معيشتهم حتى يهيأنا لما سيحل من أحداث في الفصل الأخير فنستشعر النهاية و كأننا فردا من افراد الرواية ..

- غير يوسف السباعي .. في روايته هذه من نظرتنا للكثير من الأمور .. و غير من استشعارنا بالأية الكريمة .. بفضل روايته العظيمة ..

- هيا مش روايه هيا حقيقة .. وصف للحياة

- هذا هو الموت يا صاحبي وهؤلاء هم البشر نهاية طبيعية .. لمخلوقات غير طبيعية

- يخلص المتلقي الى استنتاج ان كل شئ في هذه الحياة لا قيمة له في حد ذاته..ان قيمته في وجهة النظر إليه .. هو من احدي الوجهات نعمة ومن الاخري نقمة.. هو من ناحية مأساه ومن الاخري فكاهة ، وعندما تهون علي الإنسان النهاية.. تهون الحياة.

- عجبني اسلوب السباعي بانه راوي مش مجرد مؤلف و حديثه شيق جداً مفيش اى نوع من الملل بالرغم من اطالة الوصف و السرد .

- بس انا حبيت طريقته ف الوصف جداً حسسني اني عايشة جو الرواية بمعنى الكلمة يعني كان وصف لازم و ضروري لانه بيوصف حقبة زمنية كتير منا معشهاش او حتى محدش عاش ف الحارة دي و الافندية و الاطفال و المعلم شوشة و الصبي " سيد" و ست " ام آمنة " و الكتّاب و طريقة اللعب و الحلويات و البيوت و الناس و الحاجة " زمزم " ... كل ده كان في قمة المتعة لانه بيوصف مصر زمان .

- طول الرواية عجبني جداً طيبة الناس زمان و شهامتهم و وقفتهم جمب بعض الاطفال و الكبار بس اتصدمت من تصرف الحاجة "زمزم " في نهاية الرواية و لكن عندي يقين ان الله سبحانه و تعالى يجازي كل انسان بعمله و ان لم يكن الكاتب اوضح الفكرة دي في الرواية .

- فكرة الصراع اللي دار في نفس الصبي "سيد" بعد اهانة الحاجة " زمزم " له ... و انقلاب الدعاء على منزله و على والده !!

- من اكتر النقط اللي عجبتني بردو اسلوب تربية المعلم "شوشة " لابنه "سيد" رائعة جداً اسلوب متحضر و طول البال معه و صداقة ابنه .

- كثيراً ما اضحكني "سيد" لحد القهقهة في بداية الرواية من فرط شقاوته و ابكاني لحد النحيب فى نهاية الرواية !

- تعجبت من شخصية " شحاتة افندي " كيف يملك تلك الافكار عن الموت و حقارة الاحياء و الحياة بما في لذاتها بينما هو يجري وراء اللذات .. حتى انتهى قتيل الهوى!!

- تفسير الموت من وجهة نظر " شحاتة افندي " متقاربة جداً مع فكرتي عن الموت و ان الخوف منه هو خوف من الحساب مش من الموت نفسه ... الموت عالم تاني كل منا هيكتشفه في معاده

- اعجبت بشخصية " المعلم شوشة " جداً في كبح جماح النفس و دعاؤه بان الله يقيه من شر الرغبات اي كانت و صراعه مع تقبل فكرة الموت و الهزيمة المتكررة في البداية حتى انتصر على تلك الرهبة من الموت

- اللغة العامية اجمل ما في الرواية

- اسلوب السباعي المبسط الذي يحوي الكثير من الافكار العميقة اضفى على الرواية جو ساحر

- الفرق بين هذة الرواية وبين أرض النفاق .. أن أرض النفاق ليست رواية بالمعنى المتداول والمستقر عليه حاليًا افتراضًا.. شخصيات محددة ، أزمنة محددة ، أحداث محددة
في حين أن أرض النفاق هي فلسفات والشخصيات بالنسبة لها لزوم ما يلزم .. لسهولة توصيل الفكرة ليس إلا .. فكانت أشبه بمقال ذاتي . أو خاطرة .. أو لا أدري ..اما السقا مات ..فمتمايزة إلى شخصيات وأحداث ومكان محدد

- بسهولة وببساطة شديدة وبأسلوب رائع جذاب يحكي يوسف السباعي حكاية السقا ، الذي مات..

- استخدام العامية في الحوار كان عظيمًا .. والتنقل من الفصحى إلى العامية كان شديد العظمة ..

- وإنني لأستغرب كيف بيوسف السباعي صاحب النشأة الارستقراطية ان يكتب شيئًا كهذا؟ ملم فيه بتفاصيل لعب البلي ، والتي تتطلب طفلاً عاش أول 10 سنوات من حياته في الشوارع والطرقات ..؟

- أنا أكن كل الإعجاب للروائيين اللي بيسبروا أعماق النفس البشرية و هنا يوسف السباعي ركز على أكثر ما يرهب الإنسان في الحياة (و بيرهبي جدا أنا شخصيا) ألا و هو الموت، الموت و ماهيته و ازاي البني آدم يتعامل معاه سواء كان بيواجه عزيز أو بيواجهه هوا شخصيا.

-و الحاجة التانية اللي ركز عليها هيا الإيمان بالقضاء و القدر و قد إيه ده صعب فعلا مع كل اللي بنشوفه من ظلم لكن هيا دي الحياة، مافيهاش حد واضح بين الأبيض و الأسود و إلا كان الامتحان يبقى سهل قوي.

- أكتر حاجة أثرت فيا هيا قصة الحب اللي في الرواية، رغم انها لم تتجاوز الفصل الواحد لكنها عبرت عن مشاعر سنين، قصة حب رجل لامرأة واحدة لم يرض عنها بدلا حتى بعد مماتها و ظل يترقب لقائها يوم بعد يوم بدون ملل.

- الرواية قد تبدو في البداية قصة كل يوم لكنها تركت أعمق التأثير بداخلي، خللتني أعيش مع كل الأبطال و حتى غير الأبطال كل لحظة من حياتهم و أحس نفس أحاسيسهم، خللتني أنبهر بكم الطيبة و الإنسانية اللي فـ مجتمع البسطاء و اللي لولاه ماكنتش شرور الدنيا تُحتمل.

- مبدئيا الحاجه الوحيده الممله ف اسلوب يوسف ادريس هو الاسهاب ف وصف الاماكن والشخصيات بزياده وبتفاصيل ممله لا يقارعه مللا فيها الا دان براون مع الاختلاف طبعا
يوسف السباعى روائى و فيلسوف وفلسفته بتبان جليه فى كل اعماله اللى قريتهاله لحد دلوقتى
الروايه نفسها بقى بتتكلم عن اكتر من خط درامى.

- اولا سيد..ودا من امتع اجزاء القصه..بيصور فيه مرحله الصِبا واللى بتتشكل فى ضوء البيئه والزمن وقتها واسلوب لعب العيال والبلى و الكوره الشراب والكُتاب ونكتهم و هزارهم ..الخ

-ثانيا السقا..الجانب المتعقل فى الروايه..المعلم شوشه..حمال الاسيه بالبلدى..اجاد يوسف السباعى رسم شخصيته والصراع النفسى اللى بيحصل بينه وبين شحاته افندى لحقا وبينه وبين نفسه على معتقداته وافكاره

-ثالثا شحاته افندى..محور القصه كلها كما سيتضح..الرجل الذى بنى على اساسه يوسف ادريس فلسفته كلها وهو من الناس اللى بيبنوا فلسفتهم وبيظهروها على لسان احد الشخصيات الفرعيه او الغير بطوليه فى الروايه

مش عايز اتوسع ف الوصف عشان محرقش الروايه لحد بس مجملا ك جو عام الروايه تحفه تحس انك عايش بينهم ف كل صوت ف كل كلمه ف كل تفصيله ف الحدث بدايه من المكان والدكاكين والكُتّاب مرورا ب الشخصيات و لغه الحوار المعبره جدا وهى على فكره معظمها عاميه ماعدا الجزء الخاص اللى بيتفلسف فيه شحاته او شوشه ف بيقلب ب انسيابيه ل فصحى رقيقه
الفكره العامه عن فلسفه الموت وجدليه عدل الخالق فى المصائر والصبر..الصبر.