عرض مشاركة واحدة
قديم 11-20-2010, 07:49 PM
المشاركة 73
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
المصدر
ديوان صراخ الجحيم
رقم القصيدة (10)

الأملُ المجنح




دعيني للشقاء فكلُّ عمري
شقاءٌ كيف أطمع بالصفاءِ

سُقيتُ مرارةَ الأيامِ طفلاً
وفي شرخ الشباب ذوى رجائي

حملتُ هواك في كبدي زماناً
أعيش له .. ويشربُ من دمائي

أنام .. وألف آهٍ في لهاتي
أذوِّبُها بمضطرم البكاءِ

فقد حلَّ الظلامُ .. وما لقلبي
صباحٌ بعد فجركِ يا ضيائي

وأنَّى لي .. وقد هرمتْ أماني
فؤادي وانقضى زمنُ العطاءِ

* * *
دعيني يا " ... " فنجمُ سعدي
بلَيلِ هواك يأذنُ بانطفاءِ

عيونكِ بالظلام تلفُّ روحي
فأهربُ كالفراشِ إلى الضياءِ

لأشهدَ عالماً للسحر تزهو
به شفتاكِ مؤتلق الرُّواءَِ

فَتُظْمِئُني .. ويحرقني لظاها
وحُمَّى اليأسِ تفتكُ بالرجاءِ

فأَبْعُدُ عن هواكِ وفي ضميري
يراودني شعورٌ بالبقاءِ

* * *
دعيني في بحارِ الوهمِ أُشعِلْ
جراحي في أعاصير الشتاءِ

سأُبحر دونما هدفٍ وأرسو
على شُطآنِ حبِّكِ بارتماءِ

شراعي السُّهدُ تغزله الليالي
وتنسجه الوساوسُ من دمائي

فتحملني إلى جُزُرِ الأماني
ودنيا السعدِ أخيلةُ المساءِ

هنالك تزهرُ الدنيا وصالاً
بلا خوفِ الوشاةِ .. بلا رياءِ

أضمُّك يا " ... " وفي ضلوعي
حريقٌ شبَّ من زمن التنائي

فأُطفئهُ على شفتيكِ لثماً
وأغرقُ بالسعادة والوفاءِ

وأسكرُ باللمى ورفيفِ هُدْبٍ
يكسِّر جفنها فرط الحياءِ

وأصحو والهوى غَرِدٌ بقلبي
لأهتفَ : قد برئتُ من الشقاءِ



حماة 20-8-1971