الموضوع: في ظلال القرآن
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-12-2020, 11:58 PM
المشاركة 69
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: في ظلال القرآن
وما يملك قلب لم يهتد بنور الإيمان ، ولم يتلق التوجيه من تلك القيادة المطلعة على السر والعلن والباطن والظاهر ، أن يدرك المسالك والدروب الخفية الخبيثة التي يتدسس فيها ذلك الكيد الخبيث المريب . . .
ثم نلحظ من جانب التناسق الفني والنفسي في الأداء القرآني ، أن بدء هذه الجولة يلتحم بختام قصة آدم ، وبالإيحاءات التي أشرنا إليها هناك ، وهذا جانب من التكامل في السياق القرآني بين القصص والوسط الذي تعرض فيه :
لقد مضى السياق قبل ذلك بتقرير أن الله خلق ما في الأرض جميعا للإنسان . ثم بقصة استخلاف آدم في الأرض بعهد الله الصريح الدقيق؛ وتكريمه على الملائكة؛ والوصية والنسيان ، والندم والتوبة ، والهداية والمغفرة ، وتزويده بالتجربة الأولى في الصراع الطويل في الأرض ، بين قوى الشر والفساد والهدم ممثلة في إبليس ، وقوى الخير والصلاح والبناء ممثلة في الإنسان المعتصم بالإيمان .
مضى السياق بهذا كله في السورة . ثم أعقبه بهذه الجولة مع بني إسرائيل ، فذكر عهد الله معهم ونكثهم له؛ ونعمته عليهم وجحودهم بها؛ ورتب على هذا حرمانهم من الخلافة ، وكتب عليهم الذلة ، وحذر المؤمنين كيدهم كما حذرهم مزالقهم . فكانت هناك صلة ظاهرة بين قصة استخلاف آدم وقصة استخلاف بني إسرائيل ، واتساق في السياق واضح وفي الأداء .