عرض مشاركة واحدة
قديم 06-19-2019, 05:10 AM
المشاركة 12
تركي خلف
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
(3)
علاقة الإنسان بالمقهى

المقهى، هذا المكان الذي دخل في عادات البشر وتقاليدهم؛ حتى إنَّه أصبح عند الكثير منهم واجبًا يوميًّا لا غِنَى عنه.
من هذا المنطَلَق؛ اكتسَتْ هذه المسألةُ أهميَّتها؛ من حيث تأثيرها وانعكاسها على حياة الإنسان؛ فكان واجب النظر إليها وتأملها، والسعي إلى وضعها في إطارها وحجمها المناسب والصحيح - أمرًا أساسيًّا وضروريًّا.
وحيث إن تعريف المقهى كفيلٌ بأن يجعلنا نفهم ماهيَّته، ومدى علاقة الإنسان به

فالمقهى
:
هو محلٌّ به أماكن ومقاعد وطاولات وأجهزة حاسوب وأقلام وأوراق , يجلس لها أصحاب الحِرَف،والإبداع ويقدم مشروبات معيَّنة؛ مثل: القهوة والشاي، وصنوف من العصير والمشروبات الغازية، أو بعض المرطبات.
وما يدفع إلى التَّساؤل هو: ما حاجة الإنسان إلى المكوث والجلوس في المقاهي؟!
والجواب على ذلك واضحٌ وجليٌّ؛ قد يكون للاستراحة بعض الوقت، أوقد يكون بمناسبةٍ أو سببٍ أو ظرفٍ ما.

ولكن ما يلفتُ الانتباهَ ويدفع إلى التفكُّر والنظر من زاوية هذه المسألة: هو تحوُّل المقاهي عند بعض البشر إلى مكانٍ لتمضية الوقت وإضاعته، فيما لا ينفع
من ذلك كان من المهم أن يعي الإنسان جيِّدًا مدَى العلاقة التي يجب أن تكون بينه وبين المقهى، فلا يتحوَّل بذلك إلى مكانٍ لتضييع الوقت وإنفاقه فيما لا فائدةَ ولا طائلَ منه؛ بل وبؤرة للإزعاج والإقلاق، والضجيج والانحراف، والانفلات وعدم الأمن، والتنظيم العمراني.

إذًا خروج الإنسان من العلاقة العادية والطبيعية مع المقهى باعتباره مكانًا ومحلًّا للاستراحة إلى العلاقة غير الطبيعية بينه وبين المقهى؛ فيكون مكانًا لإضاعة الوقت وتمضيته، ومكانًا للهو واللعب، والمجون والانحراف - مدعاةٌ إلى طرح وبحث عديد من التساؤلات، لعلَّ أهمها:
ما الذي يدفع الإنسانَ إلى إهدار وتمضية وقته في المقاهي، وفي جلساتٍ لا طائلَ له منها؟!
ما هي الدَّوافع والأسباب التي تدفعه إلى ذلك؟!
أمرٌ التفكيرُ فيه وطرحه في الأذهان قد يُنبِّهنا إلى أمورٍ قد تكون هي في الأصل الأسباب التي إن غيَّبها الإنسان فيه، ولم يُعرِها الشأن الذي تستحقُّه من التفكير والتأمُّل والطرح - تجعله يقع في مأزقٍ وإشكالِ الفراغ، والسعي إلى إهدار الوقت.
وهما: العمل والعبادة، أو تساؤلات العقيدة والوجود.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((نعمتان مغبونٌ فيهما كثير من الناس: الصحَّة، والفراغ)).


نقلته لكم

الابتسامة هي قوس قزح الدموع