عرض مشاركة واحدة
قديم 09-28-2010, 12:53 AM
المشاركة 101
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


* بين الأمل والقنوط
في هنيهات عصيبة قد يجترح الإنسان منا خليط مبهم من الإنفعالات التي تتراوح غالبآ ما بين الفأل والقنوط أو بين الخوف والطمأنينة وربما بين الفرح والحزن , ولكن أكثر هذه المشاعر حراكآ في أغوار النفس البشرية , وأشدها تأثيرآ على ركود الماء الآسن في قلوبنا مما يدفع برواسب عديدة تظهر على السطح هو ذلك الإحساس المريع بالعجز والضعف .. قد تكون في أحسن قوتك الجسدية وفي أبهى صورتك الجمالية ورغم ذلك تشعر بالوهن وقبح طيفك ولعلك لا تشعر بمرض أو سقم الا انه ينتابك إحساس مريع بأن أمراض الدنيا برمتها تسكن بدنك , ولعل الأدهى من ذلك والأمر هو أن يعتليك وسط هذه الأمواج من المشاعر المتلاطمة .. إحساس حاد بأنك كائن غير مجدي ,,,,
فجأة تتصاغر كل أحزانك وكوارث الزمان البالية .. لا تصدق أن عذابات العمر بكل دقائقها الموجعة وتفاصيلها الرمادية .. باتت الآن نسيآ منسيآ ..
كل الألم والمعاناة والإنكسارات التي مضت في عمرك .. تجدها تختزل في أحداقك بحدث واحد فقط .. وقد تتقزم جميعها أمام هذا الهول القادم بالويلات ..
هنا يظهر لك جليآ معنى إيمانك العميق بالله .. وحدود صبرك وتحملك .. وقبل كل شئ مدى توكلك على الإله العظيم ..
في هذا السواد قد تشعل ضوءآ من الفأل ليدلك على الطريق ونهاية درب العذاب , أو قد تستسلم بكل بساطة لهذه العثرة المميتة وتبقى في غياهب الحفر حتى يقدر الله فيك أمرآ كان مفعولا ..
ترى لو تعرض أحدنا لهذا الإبتلاء - وأسأل الله السلامة للجميع - فأي النموذجين قد نكون سيما وإن حاصرتك وجوه تدعي مؤازرتك وتعطيك خلاصة تجاربها الواهية ونصائحها الهشة التي قد تزيد من تخبطك وحيرتك ..!!
*** لا ..
بلا صخب .. تدنو
أو دأب ., دون دمار ورأب
غيمة .. من الأفق .. آتية
ندية .. نقية .. بيضاء
تلثم وجه الصمت ..
وعبوس المساء
ترمق قلب البحر ..
صراخ النهر ..
وصخب الميناء ..
من بوابة الغروب تقبل
تطل على المروج وتهطل
وتضحك ..
في انصهار الزمن ..
متهادية ..
وتأجج الشجن
في انسكاب الذكرى ..
ورقاد المدن..
حيث هناك في البعيد
طفل يلهو على نواصي المدى ..
بالقفز .. والحبور
تحت عناقيد الكرم
والنخل .. والريحان
بين طيات النور ..
يحلق مبتهجآ ..
مع أسراب .. الطيور ..
غلام .. يسكن الروح .
هنا .. بين أضلعي ..
على موانئ .. عمري ..
يهيمن ..
يجئ .. ويروح
رمز للشباب .. هو
طموح .. وجموح ..
كالخير ..
زاهيآ .. يتسلق الدنيا ..
وسياج .. وسفوح
كرجل ينمو قبل الأوان ..
رجل .. وباقة من الأماني
وعيد ..
وسانحة للرحمة .. والتنهيد
جميل فتاي .. كالزهور
يشب
كحلم من عمق أجفاني ..
يهب
عذب رسمه ..شهي اسمه
شاب يجوب الأنحاء
يمضي زهوآ ,,
يعدو سهوآ
بين مدن البهاء
ولكن ,,
طيف .. وطعنة ..
هناك
وحضور غريب
يتبع الفتى بدأب عجيب ..
قدوم .. كرائحة الموت
لا لون له ..
لا صورة
لا صوت ..
مجئ .. لا يزلزله الذهول ..
أو الدموع
لا يعنيه .. انكسار
أو خنوع ..
قال الغريب .. أنا مجرد رسول
وحان لعمر الفتى
بعد يوم .. أو عام ..
الأفول ..
يا ويح نفسي ..
من هذا الهطول ..
بؤس .. وشقاء ,, ووداع
حزن مايحتويني ..
وللسقوط أوجاع
قال الغريب .. وقالوا
أناس على جثمان كربتي
انهالوا
وأصوات ..
بهمهمة الويل تصيح الحناجر ..
ومياه باردة تهرق ..
من شفير المحاجر
أصوات .. ونظرات..
وزفرات
وكلمات ..
تنهش وعيي ,, تعبث بألمي
هكذا .. يجيئون
ويقولون
لا تذرفي الدمع ..
لا تطفئي الشمع
يتمتمون ..
يتهامسون .. ويشفقون ..
لا .. ويحكم
ما أنا الا هامة للصعاب
قامة .. عنيدة
في عواصف .. الويل .. وشح السحاب
خانعة أنا .. خاضعة
أمة ..
لرب الأرباب
قوية .. أبية
لا يكسرني الموت ..
وإن تعالى ذاك الصوت ..
يالك من فاجعة يا أنت
كالنار تشعلي همس
الاحزان
وصفعات الهوان
باتت العيون ترمقني
والأكف تضرب ..
حسرة
وعطفآ ترشقني ..
لا ..
لن أكون .. أو أهون
لن تهزمني المنون
حتى وإن أجهدني الألم ..
ولطمات الظنون ..
سأظل صامدة بك يا الله
يا رجاء كل عبد ..
وغاية منتهاه ..