عرض مشاركة واحدة
قديم 09-11-2010, 03:09 AM
المشاركة 63
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


** نوع من ....
صاح الشاب الذي ارتدى حلة أنيقة .. وحذاء أسود لامع , ووقف بجانب لوحة كتب عليها ( انتخبوني تسعدوا) :
- هلموا إلي أيها الناس .. هذا موسم الفضيلة ..
سأله أحد المتجمهرين حوله : هل ستنطق بالنور .. أم ستذيقنا فكرآ مفخخآ بالعبث !؟
تنحنح الشاب الوسيم وقال بلباقة : لا .. بل سأعلمكم اليوم معنى البر والإحسان ..
ولم ينتبه أثناء خطبته إلى الوجه المجعد .. والعجوزذات الوشاح الأسود وهي تعبر بين المصطفين بتعب ..
حيث توقفت على طرف الرصيف , وراحت تحدق في الشاب مليآ ..
سمعته وهو يقول : إن من أسباب النكبات التي حلت بهذه الأمة هو العقوق بالوالدين ..
صاح أحد الكهول : أجل هذا صحيح .. لا فض فوك أيها العاقل ..
وقال فتى مؤنب الضمير : أنا لا أُطيع أبي .. وأقلل من شأنه كثيرآ ..
قال الخطيب الشاب معترضآ : لا أيها الفتى . عليك أن تذهب لأبيك فورآ وتعتذر إليه .. وتسخّر نفسك لخدمته ..
وأردف بحماس : علينا جميعآ أن نتوب .. ونكفر عن خطايانا بحق والدينا ..
- ولما لم تفعل أنت ذلك ؟؟
حط السؤال كالصاعقة على رأسه والتفت إلى صوت المرأة المسنة وقال بصوت مخنوق : من .. أمي ...!
اقتربت المرأة وهي تقول : لماذا لاتخبر هؤلاء القوم .. عما فعلته بأمك الأرملة المريضة . .
حين ألقيت بها إلى الشارع من أجل زوجتك الحسناء ..؟
ومضت المرأة من بين الأحداق الذاهلة وهي تتمتم : حسبي الله ونعم الوكيل ..
وانفض الجمع .. ومر نهار وليلة .. وذاك الشاب يقف في مكانه ينظر إلى طيف أمه الماثل على الرصيف ..
وكأن حواسه قد تجمدت على الطريق .. أو كأن العظيم كان له بالمرصاد ..