عرض مشاركة واحدة
قديم 03-05-2021, 03:53 AM
المشاركة 13
نوري داود
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي رد: أنا والبحر والغروب



مرّ النسيم على روحي يهدهدُها
ذاك المساءَ، فراحتْ ترشفُ الصُّوَرَا

والبحر خابيةُ الألوان مترعةً
قد عُتِّقت في مياهٍ غورها بطِرَا

وامتدّ منها على الآفاق أجرؤُها
نشوانَ ، داخ به رأسٌ وما سَكرا

وملءُ سمعي ضجيجُ البحر، يُضجِرُهُ
رجوعُه عاجزًا، في حربه قُهرا

يشكو خلوداً، وضاقت فيه حَيرتُهُ
يثور .. يرغب في أن يحطِم القدرا

يوشوش الرملَ سرًّا كي يبوحَ له
من حزنه ويناجي الشطَّ والقمرا

ويذرف الدمعَ لا يلقى له أحدا
يكفكفُ الدمع، إمَّا ظل منهمرا

يا غابة الماء، ماذا تحملين، وما
تقول ضوضاؤكِ الثكلى لمن عبرا؟

فأنت أصداء روحي، بتُّ أسمعها
فيرجعُ الصوتُ في أذنيّ منكسِرا

يسافر البحر حرًّا كل ناحيةٍ
حتى إذا هادنتْ أمواجُهُ دُحِرا

وحاطَهُ الشطُّ قيدًا لا فِكاكَ له
مِنْ أَسْرِهِ، قاوَمَ الإذعانَ واصْطبَرَا

يحاصر الصخرُ ماءَ البحرِ يأسرُهُ
فيلتقي الآسرُ المأسورَ مؤتَمَرَا

أدماه قيدٌ، فكان الماءُ جذوتَهُ
حمراءَ، تلهبُ في أعماقه سقرا

فأضرَمتْ نارَها تبدو لنا شُعَلًا
دُخَانُها ولَظاها أشعلَا غُرَرَا

حرائق الأفق مستْ كلَّ جارحةٍ
وأشعلتْ كل لونٍ زادها شررا

حرائق الأفق في قلبي لها صورٌ
رأيت فيها مدى عمري، وقد بُهرا

تناغمتْ خلجاتٌ فيَّ أعرفها
والبحرُ، والأفقُ، كالإلْفَينِ ما اعتَذَرَا

وغيَّبتني همومي عن مدًى رحِبٍ
وشاغبتْ حين طاف الليلُ معتكِرا

يضمني الليل في حبٍّ، وفي ألمٍ
فبتُّ والليلُ في حزن كمن خسِرا

يأسو جراحي بلطف لمَّني نُتَفَا
وراح يقطفُ منها بعضَ ما نُشِرا




ياسمين الحمود
الاثنين. 1/3/2021
ما أروع ما خطه قلمك الجميل شاعرتنا المبدعة من جمال النظم والصور الشعرية

المعبرة

دمت ألقا