عرض مشاركة واحدة
قديم 09-24-2015, 05:10 PM
المشاركة 18
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
و يقول ابن النَّحاس المتوفي ( 1052 ه‍ - 1642 م)):*
بـات ساجـي الطـرف والشـوق يلـحُ = و الدجى إن يمض جنـحٌ يـأت جنـحُ
فــكــأن الــشـــوق بـــــاب لـلــدجــى = مـا لــه غـيـر هـجـوم الصـبـح فـتـحُ
يــقــدحُ الـنــجــم لـعـيـنــي شـــــررا = و لزنـد الشـوق فـي الأحـشـاء قــدحُ
لا تسـل عــن حــالِ أربــابِ الـهـوى = يـا ابـن ودي مـا لهـذا الحـال شـرحُ
لسـت أشكـو حـرب جفنـي والـكـرى = إن يكـن بينـي وبـيـن الـدمـع صـلـحُ
إنــمـــا حـــــال الـمـحـبـيـن الــبــكــا = أيُّ فـــضـــلٍ لــســحــابٍ لا يـــســـحُ
يـــــا نـــدامـــاي وأيــــــام الــصــبــا = هـل لهـا رجــعٌ وهــل للعـمـر فـسـحُ
صـحـبـتـك الــمــزنُ مــنــي مــنــزلاً = كــان لــي فـيـخ خـلاعـاتُ وشـطــحُ
حـيـث لـــي شـغــلٌ بـأجـفـان الـظِّـبـا = ولـقـلـبـي مــرهــمٌ مـنـهــا وجــــرحُ
كــل عـيـش ينقـضـي مــا لــم يـكــن ْ = مـع ملـيـحٍ مــا لــذاك العـيـش مـلـحُ
وبـــذات الـطـلـح لـــي مـــن عـالــجٍ = وقـفـةٌ أذكـرهـا مـــا أخـضــل طـلــحُ
حـيـث مـنـا الـركـب بالـركـب التـقـى = وقـضــى حـاجـتـهُ الـشــوقُ الـمُـلِـحُ
لا أذمُّ الــعــيـــس لـلــعــيــس يـــــــدٌ = فــــي تـلاقـيـنـا ولـلأسـفــارِ نــجـــحُ
قــربــت مــنـــا فــمـــاً نــحـــو فـــــمٍ = فأعتنقـنـا والـتـقـى كـشــحٌ وكـشــحُ
وتـــزودتُ شــــذى مــــن مــرشــفٍ = بفـمـي مـنــه إلـــى ذا الـيــوم نـفــحُ
وتـعـاهـدنـا عــلــى كــــأس الـلـمــى = أننـي مـا دمـت حـيـاً لـسـتُ أصـحـو
يـا تـرى هـل عنـد مــن قــد ظعـنـوا = إن عـيـشـي بـعـدهــم كــــدٌّ وكــــدحُ
كـنـتُ فــي قــدحِ الـنــوى فانـتـدبـت = مـن مشيـبـي كـربـةٌ أخــرى وقــرحُ
كـــم أداوي الـقـلـب قــلــت حـيـلـتـي = كلـمـا داويــتُ جـرحـاً ســال جـــرحُ
ولـكــم أدعـــو ومـــا لــــي ســامــعٌ = فـكــأنــي عـنــدمــا أدعـــــو أبُــــــحُّ

____________________________
قال الزركلي في كتابه (الأعلام)
ابن النحاس (1052 ه‍ - 1642 م) فتح الله بن عبد الله - الشهير بـ "ابن النحاس" شاعر رقيق مشهور من أهل حلب . قام برحلة طويلة فزار دمشق والقاهرة والحجاز . واستقر في المدينة ولبس زي الفقراء من الدراويش وتوفي بها . وكان أبي النفس فيه شئ من العجب . أشهر شعره حائيته المرقصة التي مطلعها : " بات ساجي الطرف والشوق يلح " والعينية التي مطلعها : " رأى اللوم من كل الجهات فراعه " ولشعره ديوان مطبوع .

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا