عرض مشاركة واحدة
قديم 06-17-2013, 11:54 AM
المشاركة 7
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
تابع...من مقال ...الإسلام والعروبة فى أدب فطاحل الغرب


هذا من جهة المضمون، وتتبقى الناحية الفنية.

وقبل أن تتناول الكاتبة هذا الجانب تشير إلى ما يسمَّى فى عالم الحكايات الشعبية بــ"قصة الإطار"، وهى نوع من القصص يتكون من عدة حلقات، كل منها يشكل حكاية مستقلة، إلا أنها مرتبطة فى ذات الوقت بالحكايات الأخرى، قائلة إنه كان هناك فى أوربا وقتذاك ثلاث حكايات من ذلك الصنف هى "حكايات روما السبعة" و"الديكامرون" و"حكايات كانتربرى".

والذى يهمنا من كلام الكاتبة هنا هو ما قالته عن الحكايات الأخيرة، وخلاصته أن عددا من الحجاج الذين كانوا فى طريقهم لزيارة مثوى القديس توماس بِكِت الْتَقَوْا فى إحدى الحانات القائمة فى ضاحية من الضواحى اللندنية، وفيهم الفارس والطحان والطباخ والكاتب والمحامى والبحار والطبيب والقسيس والراهب والراهبة، فضلا عن توباز راوى القصة ذاته، الذى يشرع فى وصف الحقول والبساتين والجو الطبيعى والحانة وصاحبها وكل شخص من تلك الشخصيات، ثم يحكى لنا الطريقة التى اتفق هؤلاء الحجاج ليلتهم تلك فى الحانة المذكورة على أن يقطعوا بها رحلتهم إلى المزار الذى كانوا يقصدونه، وذلك بأن يحكى كل منهم قصة ذات مغزى أخلاقي رفيع تعينهم على قطع الطريق وتخفف عنهم مشاقه...

وهكذا يبدأ كل منهم فى رواية قصته مع مقدمةٍ ووصلةٍ تربطها بما قبلها، فى الوقت الذى ينصت الجميع بانتباه إلى ما يقول، مع مقاطعة هنا أو هناك تُضْفِى قدرا من الحيوية والواقعية على الموضوع برُمّته، وقد تتطور المقاطعة إلى خصام وجدال سرعان ما يتدخل صاحب الحانة لفَضّه بالتى هى أحسن (ص 43- 51).

فإذا انتقلنا إلى "ألف ليلة وليلة" وجدناها هى أيضا تقوم على حكايةٍ إطارٍ هى حكاية شهرزاد وشهريار، إذ تأخذ شهرزاد كل ليلة برواية حكاية صغيرة أو حلقة من حكاية طويلة تشغل بها الملك المتعطش لدماء النساء عن ممارسة هوايته وتبقيه متشوقا ينتظر الحكاية أو الحلقة التالية فيُبْقِى هو بدَوْره على حياتها حتى تكمّل له قصتها المشوّقة، ولا تنتهى تلك الحلقات إلا مع انتهاء الكتاب كله كما هو معروف، فضلا عن أن أبطال الكتاب يظلون حاضرين طول الوقت منذ أول حكاية إلى أن نبلغ الحكاية الأخيرة (51- 56).

ومن هنا يتبين لنا أن الأبطال فى كلا الكتابين هم الذين يروون الحكايات الموجودة فيه، وإنْ كانت هناك مع ذلك بعض الاختلافات الفنية لحساب هذه مرة، وتلك أخرى.

ولعل القارئ قد لاحظ كيف تتطور العناصر المأخوذة أو المستوحاة من عمل ينتمى إلى أحد الآداب القومية عبر رحلته إلى أدب قومى آخر ولا يبقى كما هو، بل يتحور فى العادة متخذا أشكالا مختلفة ومكتسبا طعوما متباينة تبعا لاختلاف البيئات وتباين الظروف الاجتماعية والثقافية والسياسية فى كل بلد عنها فى البلاد الأخرى غالبا.

لكن هذه الحقيقة لا ينبغى أن تلغى فضل الأدب المُعْطِى ولا أن تسلب حق الإبداع عن الأدب الآخِذ، إذ لا شىء يأتى من فراغ، بل كل إبداع (أدبى أو غير أدبى) إنما هو فى الواقع حلقة فى سلسلة طويلة متشابكة مكوناتها ثمرات العقل والخيال البشرى على مر العصور وعبر الأوطان.

كذلك لا ينبغى أن يستغرب القارئ العربى (الذى يرى بأُمّ عَيْنه المدى الذى صارت أمورنا إليه وما زالت مرتكسة فيه) كيف أن الكتاب الذى ترجمه تشوسر مثلا من العربية عبر اللاتينية لم يكن أحد فى إنجلترا يعرف مما فيه شيئا، فنحن نتكلم هنا عن إنجلترا القرن الرابع عشر لا بريطانيا القرن العشرين التى كانت تحتل كثيرا من بلاد العرب والمسلمين، والتى لم تكن تغيب عن إمبراطوريتها الشمس، وكانت تتربع على قمة التقدم والازدهار العلمى والثقافى والاقتصادى. وشتان هذه وتلك!

==================================================
الايتام ماشريع العظماء ..تعرف على السر هنا؟؟؟؟



فيديوهات تشرح العلاقة بين اليتم والعبقرية.." نظريتي في تفسير الطاقة الابداعية.....النظرية البوزيترونية "...


http://www.youtube.com/channel/UCHE03RH2wntdVG1beTS4YYg