عرض مشاركة واحدة
قديم 06-09-2013, 03:50 PM
المشاركة 2
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
في مقال مهم يرى دكتور ابراهيم عوض بأن اثر الادب العربي والاسلامي في ادب فطاحل الادباء الغربين واضح وبهذا الخصوص هو يقول :

الإسلام والعروبة فى أدب فطاحل الغرب


بقلم د. إبراهيم عوض
ibrahim_awad9@yahoo.com

الجزء الاول:

سوف أدخل فى موضوعى على الفور وأتوقف عند الكاتب السورى قسطاكى الحمصى، الذى أفسح فى الجزء الثالث من كتابه: "منهل الوُرّاد فى علم الانتقاد" (وهو الجزء الصادر عام 1937م) فصلا كبيرا مكونا من مائة صفحة تقريبا، هو آخر فصول الكتاب، وعنوانه: "بين الألعوبة الإلهية ورسالة الغفران، وبين أبى العلاء المعرّى ودانتى شاعر الطليان"، تناول فيه تأثر دانتى إليجيرى بـــ"رسالة الغفران" لأبى العلاء المعرى، التى يرى أن الشاعر الإيطالى قد اطّلع عليها، إذ لا بد أن تكون قد تُرْجِمَت مع ما تُرْجِم من آثار العرب والمسلمين إلى اللاتينية، إن لم يكن قد قرأها فى لغتها الأصلية فى قرطبة. ولكى يدلل على رأيه نراه يلخص كتاب المعرى مركزا على ما فيه من روعة وخيال عبقرى، كما يلخص أيضا الملحمة الدانتيّة رادًّا كل شىء فيها تقريبا إلى "رسالة الغفران"، ومؤكدا أن صاحبها قد سرق عمل أبى العلاء، وليس له فيها من شىء أصيل، فقد أخذ الفكرة والخيال من المعرى، لكنه لم يصل مع ذلك إلى الشأو الذى بلغه شاعرنا المسلم ولا استطاع إنتاج عمل متماسك، وإن لم يمنع هذا من استعانته ببعض آيات الكتاب المقدس ومعتقدات اليونان وأساطيرهم وعادات قومه وأمثالهم وحوادث السياسة فى بلاده حينذاك، فضلا عما أخذه من أوصاف الجحيم كما وردت فى الروايات الخرافية التى كانت شائعة عندهم فى ذلك الوقت عن صعود بعض القديسين فى العهود الأولى للنصرانية إلى السماء أو هبوطهم إلى جهنم حسبما ذكر بعض من كتبوا عن عمله، رغم أن الحمصى يرى هذا الوصف أردأ جوانب عمله، إذ ليس فيه من الإبداع شىء حسب رأيه، فهو لا يزيد عن أن يكون كلاما مبتذَلا مما يردده العجائز والعوام. ومن هنا كان وصفه للكوميديا الإلهية بأنها لا تزيد عن أن تكون مجموعة مفككة من الحوادث أو كشكولا صغيرا يحتوى على عدد من أسماء المشاهير والمجاهيل، وليست ذلك العمل العبقرى الذى يفاخر به الغربيون على بكرة أبيهم عادّين صاحبه ثالث شعراء الدنيا، فى الوقت الذى يغمطون فيه قدر مكانة الشعر العربى ولا يلتفتون إليه عادةً لَدُن الكلام عن الشعر والشعراء.

وبالمناسبة فقد حَمَل الحمصى على دانتى وشَدَّد النَّكِير عليه بسبب تهوره فى الإلقاء "بكل من يمر فى باله أو تحت رأس قلمه من مخالفيه فى الرأى أو فى الدين" فى الجحيم، "حتى إنه يقذف بنبىٍّ دعا الوثنيين وهداهم إلى عبادة إله دانتى نفسه، وليست دعواه النبوة دون دعاوى سواه من الأنبياء الوافرى العدد".

وواضحٌ من هو النبى الذى تصوَّر الغبىّ دانتى أنّ بمكنته الإساءة إليه، غافلا عن أنه بذلك إنما أهان نفسه هو ومرّغها فى رَغام الكفر وأوحاله وعرّضها للمزيد من سخط الله سبحانه وتعالى (انظر الفصل المذكور فى كتاب "منهل الوراد فى علم الانتقاد"/ تحرير وتقديم د. أحمد إبراهيم الهوارى/ المجلس الأعلى للثقافة فى مصر/ 1999م/ 471 فصاعدا، وبخاصة ص 479، 483، 487، 494، 502، 513، 517، وكذلك ص 30- 34 من مقدمة المحرر).

هذا، ولا بد من الإشارة إلى أن الحمصى، حين قام بالمقارنة بين عَمَلَىِ المعرى ودانتى، إنما كان ينطلق مما كان يُعْرَف عند نقادنا القدماء بــ"الموازنة" الشعرية، لا مما كان الغرب قد عرفه آنذاك بــ"الأدب المقارن"، وهذا واضح فى أنه قد كتب الفصل الذى نحن إزاءه على نحوٍ يُومِئ بأنه امتداد لما كان عَقَدَه، فى آخر الجزء الأول (ابتداء من ص 345) وطوال الجزء الثانى من كتابه ذى الأجزاء الثلاثة، من "موازنات" بين قصائدَ لشعراءَ عربٍ فى أغراض الشعر المختلفة.

بل لقد أعطى أيضا الفصل الذى كَسَره على هذه المقارنة عنوان "الموازنة بين الألعوبة الإلهية ورسالة الغفران وبين أبى العلاء المعرى ودانتى شاعر الطليان".

فكأنه كان يرى أن ما يقوم به فى المقارنة بين المعرى ودانتى لا يزيد عن أية موازنة ينشئها بين شاعرين عربيين، كل ما هنالك أنه قد مد آفاق الموازنة لتتسع لشعراء من غير العرب فى مواجهة شعرائنا.

إلا أنه، كما رأينا، كان حريصا على أن يثبت اطّلاع دانتى على "رسالة الغفران" بحيث تكون المشابهة بين العملين سرقة لا مجرد تشابه قائم على المصادفة.

والدراسة التى وضعها مؤلفنا فى هذا الموضوع هى دراسة مفصلة فى المقارنة التطبيقية، ولعله لم يسبقه أحد فى وضع مثل هذه المقارنة طولا وتطبيقا وتحليلا واستقلالا فى الرأى والاستنتاج، وإلا فقد سبقه إلى تناول الشبه بين العملين دون تفصيلٍ عددٌ من الكتاب العرب منهم عبد الرحيم أحمد وروحى الخالدى وسليمان البستانى وجرجى زيدان.
================================================== ======

الايتام ماشريع العظماء ..تعرف على السر هنا؟؟؟؟

فيديوهات تشرح العلاقة بين اليتم والعبقرية.." نظريتي في تفسير الطاقة الابداعية.....النظرية البوزيترونية "...



http://www.youtube.com/channel/UCHE03RH2wntdVG1beTS4YYg