عرض مشاركة واحدة
قديم 04-19-2020, 12:34 PM
المشاركة 4
ابراهيم امين مؤمن
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: قنابلُ الثقوبِ السوداءِ – أبواقُ إسرافيلِ خيال علمي ..الروا
بسبب توفير خدمات الطاقة ، ألَا وهي
الطاقة الشمسيّة ، وكانتْ شبكة الأرصاد الجويّة تسميها بلد الشمس ، ونتيجة لهذه المشاريع تمَّ توفيرَ بعض فرصِ العملِ لأهل المحافظة وغدت البطالة بها لا تتعدّى أكثر من 96% بينما بقية المحافظات فقد وصلت إلى 99%.
حتى سيّاراتها فكلّها تقريبًا تستخدمُ الطاقةَ الشمسيّةَ للتسيير بسبب الانخفاض الحاد في الاحتياطيّ العالميّ مِن النفط .

الجزء الثالث
ُبرعم حضارة ينمو في رحِم الغرِبِ
الولاياتُ المتحدة الأمريكيّة ..ولاية كاليفورنيا.
جاك أمام التلفاز .
يشاهدُ جاكُ أحدَ خبراء ناسا وهو يتكلم عن تقنيةِ المصاعدِ الفضائيّةِ حيث يقولُ..المصعد الفضائيّ ممتدٌّ مِن خط الإستواء حتى المدار القمريّ ، وستُنشأَ قاعدتان واحدة في الأرض والأخرى على القمر من أجل نقل الخبراء والروبوتات والخامات منه وإليه.
يشاهد روادُ الفضاء الأمريكيّون وهُم يضعون مصفوفات شمسيّة على طول الشريط البالغ خمسة وثمانين وثلاثمائة ألف كيلو متر، أمّا عرضه فقد صُمم بحيث يسمح بمرورِ المركباتِ الفضائيّةِ ، يضعونها رغبةً في تشغيل المصعد بالخلايا الشمسيّةِ النانويّةِ ، فضلاً عن توفير الطاقة للشعب الأمريكيّ بأسعارٍ زهيدةٍ عن طريق شمس القمر .
إلَا أنّ هناك آراءً تقولُ أنّ دفْع المركباتِ على المصاعدِ الفضائيّةِ سيكون بالليزرِ للهروبِ مِن عجلةِ الجاذبيّةِ الأرضيّةِ ، وأنّ الدفع بالصواريخ مِن الوسائلِ التي عفا عليها الزمن .
فسعد جاك لذلك أيّما سعادة ، ورفع رأسه فخرًا حتى كاد يلامس السماء رغم تواضعه الذي يسكن في سبع أرضين .
وسمع أيضًا ...
ولمْ تكنْ هي فحسب ، بل هناك أكثر مِن عشر دولٍ قامتْ ببناء المصاعد لأنفسها ، منهم بالطبعِ الروسُ والصينُ واليابانُ .
ثُمّ انتقلَ الإعلاميّ إلى خبرِ الزلازلِ المتوقعة حدوثها وخاصةً في ولاية كاليفورنيا وبالتحديد جامعة بيركلي .
حيثُ يقولُ..
إنّ هيئةَ المسحِِ الجيولوجيّ الأمريكيّةَ قالتْ إنّ بعضَ الولايات ستتعرض لحدوث مئة زلزال على الأقلِّ مختلفةِ القوة في شهري نوفمبر وديسمبر القادميْن.
وأنّ أخطرها سيقع في كاليفورنيا وبالتحديد جامعة بيركلي .
وأنّ الزلازلَ تنذرُ بانفجار بركانيّ قدْ يُذهبُ بآلاف السكانِ القاطنين فيها ، فضلاً عن تلفِ المحاصيلِ في معظم الولايات والدول التي تجاورها بسبب ظاهرة الشتاءِ البركانيِّ .
فامتقعَ وجهُهُ على الفورِ وقالَ..يا ليتني أفديكَ بدمي يا وطني ، وبخشوعٍ تابعَ حديثَ النفسِ الشجيّ الذي توّهه عن الدنيا..
لقد انتشلتني وأنا رضيعٌ مجهول الأبِّ والأمِّ مِن على أحد أبوابِ الكنائسِ ، ولا أدري لي اسمًا أو رسْمًا إلّا ما دعوتني به.
ولكنّي لقّبتُ نفسي "جاك الولايات المتحدة الأمريكيّة "وأنّه لاسمٌ أحبُّ أنْ يناديني به القاصي والداني حتّى أنّي أنا أنا أنادي نفسي به.
وإنْ كان هذا الاسم يحملُ دلالة تبغضها النفس وتلعنها لكنّ هذا لا يهمني ، فحبّي واعتزازي لبلدي الذي آواني وعلمني طغى على كلِّ المحاذيرِ والاعتبارات.
فلمّا أشبع نفسه بهذا الحديث انتبه إلى ما حوله فسمع الإعلاميّ يقول أيضًا..
وفي هذا الشأن فقدْ طمأنت ناسا المواطنين بأنّها والحكومة الفيدراليّة ووزارة التكنولوجيا وهيئة المسح الجيولوجيّ أُعطوا جميعًا الضوءُ الأخضرَ مِن الرئيسِ الأمريكيّ لاتخاذ كآفّة الإجراءات وعلى كآفّةِ الصُعُدِ للحدِّ مِن خطورة المناطق النشطة زلزاليًا والتي تُنذر بانفجار بركانيّ عند القشرة الضعيفة مِن الأرض .
وتتابع كلامها ..
ستخفف حدة خطورتها بتبريدها بضخ المياه إلى الحمم البركانية عبر مواسير ضخمة تضخُّ طلمبات مياهَها نحو الحِمم البركانيّة.
وأنّ الحكومةَ الفيدراليّةَ قدْ تدْعوكم إلى إخلاء بعض المناطق التي تتوقعُ حدوث زلازلٍ فيها.
هرعّ جاكُ إلى مكتبتِهِ العلميّة التي في منزلِهِ وتصفّحَ بعض كتب الجيولوجيا التي تضمها ، وقرأ عن الزلازلِ ، وتدبّرَ قولَ ناسا هذا الخاص بشأن مواسير المياه ولمْ ترقْه الفكرة بالمرّة ، ثُم تابعَ قائلاً.. فليحمِ الربُّ أمريكا .
واستسلم للواقع..
ثُمّ ركبَ دراجته الناريّة الوحيدة عنده ، ركبها ومضى إلى محل ليشتري منه عشر زجاجات مياه غازيّة ، اِشتراها وشربها كلّها ثُمّ وضعَ العلبَ الفارغةَ في جوال مربوط ٍ خلف الدراجةِ.
ثُمّ استمرّ ماضيًا نحو أحد الشوارعِ الفارغةِ كعادته لعمل مناورات بها ، مناورات أشبه بالمعجزات حتى أنّ أحد زملائه كان يلقّبه بفتى الدراجة الطائرة عندما يشاهد ها.
وقال له ذات مرّة مداعبًا لا هازئًا ..أريد أنْ تطيرَ بدراجتك مِن كاليفورنيا إلى واشنطن.
فرد جاك مبتسمًا..مع العزيمة لا يوجد مستحيل .
الجزء الرابع
الطريق إلى مملكة الرؤوس الثلجيّة ..
قرار زراعة رأس...
ظلّا سائرين نحو ثلاث ساعات ، ثمّ أخيرًا ركبا سيارة قاصدين الوادي الجديد ، وما زال الخوف يسيطر على كليهما.
فلمّا وصلا اتّصل بأحد سماسرة العقارات واشترى شقة متواضعة على الفور.
تمددا على السرير وناما من الإعياء الشديد ، نام فطين محتضنًا المال المتبقى من شقة جنوب سيناء بعدما استخرج منه المال الذي اشترى به الشقة الحالية.
الخوف يعتصر قلبه ، وفهمان أشدّ خوفًا منه لأنه يحبّ أبيه جدًا فضلاً عن قلبه الضعيف الذي لا يستطيع تحمل أدنى الكوارث.
ومرجع خوف فطين أنّه لأول مرّة في حياته يعيش طريدًا رغم بعده الشديد عن مسرح الجريمة ، وكان يواسي نفسه ويطمئنها من خوفها بعد إجراء العملية التي عزم على إجرائها.
استيقظ فطين ، بينما ابنه لم ينم إلّا غفوات ، ارتدى ملابسه ومضى وقد آثر فهمان ألّا يسأله عن وجهته.
ذهبَ إلى إحدى المكتباتِ الشهيرةِ في القريةِ واشترى بعضًا مِن كتبه المفقوده وحاسوبًا جديدًا وعادَ إلى المنزل .
بحثَ في بعضها عنْ تقنيات زراعة رأس إنسان أو وجه ، وبعد التحرّي والتمحيصِ قرّرَ أنْ يزرعَ رأسًا كاملاً بدل الوجه دون إشارة طبيب مختص.
فتحَ الحاسوبَ ليبحثَ عن أسماء أطبّاء يقومون بمثل هذه العمليات فحصل على أشْهَرِهم ، إنّه صاحب مشفىً كبير بالوادي الجديد واسمه..مؤيد أصيل ، والموْقع مدوّن به إنجازاته الطبيّة.
أعمق البحث ليعرفَ عنه أكثر، فعرفَ أنّ أكثر مِن مُحامٍ رفعوا عشرات القضايا ضده لأنّه يقوم بعمليات زرع أعضاء دون الحصول على إذن مِن وزارةِ الصحةِ.
وتكلّمتْ بشأنه صحفُ المعارضةِ المصريّةِ فقالت إنّه سفاحٌ وماصٌ للدماء ، والنظام الحاكم يغضُّ الطّرف عنه لأنّهم يتحصّلون منه على ضرائب باهظة.
فتتبعَ فطينُ هذه الأخبار الخطيرة واستوثقَ منها عن طريق مقابلة أحد الذين ذكَرَتُهم الصحفُ بأنّه تبرّعَ بجلد وجهه لأحد المجرمين الهاربين مقابل مبلغ ضخم مِن المال ، وبالطبع دون الحصول على تصريح مِن وزارةِ الصحةِ حتى يستطيع المجرم الهارب الإفلات مِن جريمته.
وزارة الصحة لا تستخرج التصريح إلّا بوجود المُتبَرِعِ والمُتَبَرَع له وعمل اختبارات بصمات الأصابع وخلافه للتأكد أنّ المتبرَع له غير مجرم .
وبعد التأكد التام مِن صحة الأخبار قررَّ أنْ يلتجئ إلى مؤيد أصيل ليعمل له العمليّة.
فكّرَ فطينُ كيف يصل إلى الدكتور مؤيد لمساومته على زرْع رأس له دون تصريح مِن وزارة الصحة .
خرجَ مِن بيته قاصدًا العنوان المدوّن في الإعلان الإشهاريّ للمستشفى على الحاسوب ، خرج ولم يستأذن ابنه كالعادة فعقله مغيب تمامًا عن كلّ شئ إلّا ذاك الأمر الذي قرّر فعله.
توجّه فهمان إلى الحاسوب فور رحيل أبيه مباشرة ، فوجد مواقع لمشافٍ تزرع الأعضاء ، فقرأها ثمّ تساءل ..ماذا تودّ أن تفعل يا أبتِ.
بمجرد وصول فطين المشفى سأل أحد أفراد الأمن عن الطبيب مؤيد أصيل .
فقِيِل له أنّه مدير المستشفى ، ويأتي إليها يومًا أو يومين في الأسبوع وغالبًا السبت والثلاثاء ، والسبت رئيس عنده ، ثُمّ سأله الحارس سؤالأً خبريّاً قائلاً..
-أليس اليوم السبت ؟
-ردَّ فطينُ بلى .
-كم الوقت الآن؟
-الساعة دخلتْ على الثانية عشر صباحًا.
-على وشك الوصول .
-ومتى ينتهي مِن عمله ؟
-مساءً
وجه الحارس نظرة على الطريق الذي مِن المعتاد يسير فيه الدكتور مؤيد ، وبالفعل وجدَ سيارته مقبلة ، فأشار إلى السيارة بإصبع الإبهام قائلاً لفطين ها هو قد جاء .
انتظرَ فطينُ انتظارَ المتحفّزِ، ونظرَ نظرةَ الوجل حتى وصلتْ السيّارة ونزلَ منها فرآه فطين .
شكَر الحارسُ ثُمّ مضى مسرعًا خلف الطبيب الذي ولجَ مِن الباب الرئيس لكنّه لمْ يدركْه .
حكَّ رأسه أسفل لاسته وقرّرَ أخيرًا أنْ ينتظره حتى انتهاء عمله.
ولمْ يترك المكان حتى مارس عادته المشهورة بالنظر إلى تكنولوجيا الجنس البشريّ .



يتع .......................... يتبع